لعله كان الأقدر على تجسيد روح الأب على الشاشة، لما تتسم به ملامح وجهه من طيبة يجعل المشاهد عندما ينظر إليه لا يشعر أنه يقوم بتجسد دور بل يكون معه على أرض الواقع..لعله كان الرائحة العطرة المتبقية من رحيق عملاقة الدراما أمثال الكاتب أسامه أنور عكاشه، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، والفنان محمد عبد الكريم وغيره..لعله كان الأقرب لتجسيد بعض الشخصيات التاريخية في عدة أعمال هامة حققت نجاحاً كبيراً على الشاشة، فبرحيله تنتقص وجبة الدراما المقدمة للمشاهد في رمضان من كل عام الكثير والكثير.
إنه جمال إسماعيل الذى وافته المنية فجر اليوم، الرجل الذى أحب فنه ولم يبخل عليه في العطاء حتى رغم كونه مصنف كممثل درجة ثانية، حيث استطاع إسماعيل في كل دور يقدمه على الشاشة حتى وإن كان ضيف شرف أن يلفت الأنظار إليه ويحقق علامة في أذهان مشاهديه، ولعل دوره في فيلم “مافيا” عندما كان يجسد دور والد أحمد السقا ولم يظهر خلاله إلا في 3 مشاهد خير دليل على ذلك.
لمعت نجومية إسماعيل في الدراما، وكان أحد أعمدتها الهامة خصوصاً مع باقة الأعمال المميزة التى قدمها مع الراحلان “عكاشة وعبد الحافظ”، ولعل أبرزها الضوء الشارد، وليالى الحلمية، التوأم وغيرها.
ولم يكتف اجتهاد النجم الراحل بالعمل بجانب الراحلان، بل إنه لعب أدواره باتقان مع كل عمل قدمه حتى وإن كان يعمل به مع وجوه جديدة في التمثيل أو الاخراج مثل مسلسل “تامر وشوقية” الذى قدم منه عدة أجزاء وحقق نجاحاً كبيراً، وجسد من خلاله شخصية كوميدية حيث دور رجل شعبي.
وليس هذا فقط الدور الكوميدي الشعبي الذى قدمه إسماعيل ولفت الأنظار إليه حيث سبق وقدم دوراً مقارباً في المسلسل الشهير “عائلة شلش”.
حتى في أعماله الأخيرة التى يتم عرضها لأول مرة على الشاشة حالياً، ولم يشاء قدره أن يمهله فرصة لرؤيته، ويحمل اسم “آدم وجميلة” يؤدى إسماعيل دور الجد بتلقائيته المعهودة وطيبته التى يقدمها لحفيدته “جميلة” التى تلعب دورها الفنانة يسرا اللوزى، فبالرغم من أن ملامح الاجهاد وكبر السن تبدو على وجهه إلا أنها لم تؤثر تماماً على أدؤاه.
ولعل المشاهد دائماً سيتذكر جمال إسماعيل في واحدة من أهم وأنجح الأعمال الرمضانية التى قدمت على الشاشة حيث دور “مشكاح” زوج “ريما” تلك الشخصية التى لمع بها وعرفه وأحبه الجمهور من خلاله خصوصاً وأنها كانت في إطار فوازير تقوم بها النجمة شريهان.
ورغم ندرة عمل إسماعيل بالسينما إلا أنه كان موفقاً في اختياره لعض الأعمال التى ظهر بها في السنوات الأخيرة مثل فيلم “طباخ الرئيس”، “حرب أطاليا”، رمضان مبروك أبو العلمين، على سبايسي، عرق البلح وغيرها من الأعمال التى قدمها من قبل مثل فيلم “جزيرة الشيطان”، و”اللعب مع الكبار”، احنا بتوع الأتوبيس مع النجم عادل إمام، العذاب امرأة، أبو البنات، أولاد الحلال وغيرها.
كما قدم الراحل للتلفزيون للدراما التلفزيونية العديد من الأعمال الهامة، من بينها شط إسكندرية، دموع القمر، الملك فاروق، قضية رأى عام، القاصرات، بفعل فاعل، أدهم الشرقاوى، الفرسان، رجل الأقدار.
تبقي روح جمال إسماعيل خالدة في باكورة أعماله التى أمتع بها المشاهد العربي خلال رحلته الفنية الطويلة، ويظل فقدان الراحل واحدة من أحزان العام الجارى قبل أيامه قليلة من انتهائه.
المصدر: وكالات