ونحن في صدد انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ في فرنسا 30 نوفمبر الجاري تحتل مؤتمرات البيئة مكانها على الصعيد العالمي منذ أوائل سبيعينات القرن العشرين .
فمنذ ذلك العهد أخذت المشاكل البيئية تتضح أكثر فأكثر، وكان ذلك في حد ذاته أمرًا مهمًا وتحولًا عميقًا في نظرة سكان كوكب الأرض إلى كوكبهم .
إذ أخذ الوعي العالمي يتشكل في اتجاه القضايا البيئية، وأخذ الاقتناع يزداد بأننا ركاب سفينة واحدة، إما أن تطفو بنا أو تغرق بنا .
ولكن في الوقت نفسه أخذ الصراع يشتد بين المصالح الخاصة لكل دولة والمصلحة الجمعية للناس جميعًا .
فمن المعروف على سبيل المثال، أن غابات الأمازون هي “رئة العالم”، ومن المعروف أن الغابات تمتص ثاني أوكسيد الكربون حيث أنها تمنع التلوث وتساعد على استقرار المناخ في العالم، بالإضافة إلى عدة فوائد أخرى، وأن الحفاظ علي تلك الغابات لمصلحة سكان الأرض جميعا .
ولكن إزالة هذه الغابات وتحويلها إلى حقول يمثل مصلحة اقتصادية كبرى للبرازيل، وهنا تكمن المعضلة، مصلحة العالم البيئية في كفة والمصالح الضيقة للدول في كفة أخرى .
إلى أن برزت مشكلة ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي أو التسخين في جو الأرض .
ومن المطلوب ببساطة أن تخفض الدول الصناعية الكبرى الانبعاثات التي تنطلق من أراضيها بكميات هائلة وتؤدي إلى التسخين .
ولكن هذا الخفض المطلوب يؤدي بدوره إلى تقليص معدلات النمو في تلك الدول .
ومما زاد الأمر تعقيدًا ظهور آراء مخالفة من بعض العلماء والمراكز البحثية تنفي وجود تسخين خطير في مناخ الأرض .
وبلغ الأمر الحد الذي قال فيه البعض أن هذه مؤامرة لكبح التقدم في الدول النامية وأن المشكلة مفتعلة .
لذا يصبح السؤال ملحًا، هل مؤتمر المناخ في باريس سينجح ويأتي بالحل العلمي المنظومي لمشكلة الاحتباس الحراري أو الاحتراري العالمي أو التسخين في جو الأرض ؟!
المصدر : النيل للأخبار – زينب الهاشمي