شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، التوقيع على اتفاقية بين مصر وروسيا للتعاون لبناء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء.
قال السيسي، خلال كلمة ألقها عقب التوقيع، إن الهدف اليوم من التوقيع بين الجانبين المصري والروسي على اتفاقية إنشاء منطقة نووية بالضبعة تعد رسالة أمل وعمل وسلام لمصر وللعالم أجمع، مؤكدًا أن البرنامج النووي سلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وأكد الرئيس على أن هذا البرنامج هو برنامج نووي سلمي لتوليد الطاقة الكهربائية، قائلاً “ملتزمون بتوقيعنا على اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وأؤكد على حرصنا على امتلاك معرفة نووية وبرنامج نووي لأغراض سلمية”.
وقال الرئيس إن القدرة الحقيقية لأي أمة هي العلم والمعرفة والوعي والمعرفة والصبر ومن يمتلك ذلك يمتلك الكثير، وشدد على أن مصر خلال عام أجرت دراسة تفصيلية لاتخاذ قرار راعى كافة الاعتبارات الخاصة بالسلامة والأمان، وهو أفضل عرض أيضًا من المنظور الاقتصادي وأرجو أن يكون ذلك واضحًا دون الدخول في تفاصيل.
وأشار السيسي إلى أن هذا العقد وفر الكثير، حيث سيتم سداد تكلفة المحطة على ٣٥ عامًا، مضيفًا أن موازنة الدولة لن تتحمل إقامة المحطة وإنما سيتم السداد من خلال الإنتاج الفعلي للكهرباء من المحطة.
وتابع قائلاً “تحصلنا على العلم وتدريب شبابنا وعلمائنا وأن تعمل الشركات المصرية فيما لا يقل عن ٢٠٪ من قيمة المحطة النووية، وهذا يوضح لماذا اخترنا هذا العرض، وهذا الاتفاق سيؤهلنا لامتلاك تكنولوجيا ومعرفة تؤهلنا لمشاركة الآخرين من الدول في المنطقة”.
وقال السيسي إنه أسرع عقد في تاريخ مثل هذه المشروعات، واليوم له دلالة لأنه يعقب ظروف صعبة في المنطقة، مؤكدًا أن التوقيع رسالة تعكس حجم العلاقات بيننا وبين دولة روسيا، وأن الشعب المصري متفهم لما يشغل المواطن والقيادة الروسية تجاه تأمين مواطنيها ومنذ بداية حادث الطائرة المؤسف على أرضنا أبدينا كل تفهم للتعاون مع اللجان التي تم إرسالها من روسيا وغيرها ونتعامل مع الموضوع بكل شفافية ومسؤولية واتخذنا الكثير من الإجراءات لمراجعة تأمين المنشآت ذات الصلة، ولن نتوقف إلا بعد التأكد مع من يرغب في أنه لا يوجد لدينا أي ثغرة تسير القلق، وناقشنا الأمر في مجلس الأمن القومي”.
وأضاف أنه تمت مراجعة كافة المسائل المرتبطة بالأمن والاستقرار في مصر، قائلاً “إن مصر أعلنت منذ توليت المسؤولية الموقف من الإرهاب، وقلنا إن الأمر يحتاج إلى جهد دولي ولابد من مواجهته من منظور فكري وثقافي وديني، وإلا سنعاني جميعًا والآن بعد ما يقرب من عامين نرى ما يحدث في العالم، ونؤكد في مصر أننا نشارك بقوة وفاعلية مع كل الجهود لمكافحة الإرهاب في المنطقة لتحقيق أمن واستقرار شعوب المنطقة والعالم، وأوجه هذه الرسالة للقيادة والشعب في روسيا وفرنسا ونحن معكم في مواجهة الإرهاب.
وتابع الرئيس قائلاً “أكدنا منذ أكثر من عام مشاركتنا في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ولابد أن تكون الجهود عالمية لأن آثرها مدمر للعالم كله، ونوقع هذه الاتفاقية ونحن على أعتاب المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية؛ مما يعني أننا كمصريون نمضي على الطريق السليم وسنعمر بلدنا لأخر لحظة وكل ما نراه أكدنا عليه وأنه لن يكون سببًا لإعاقة تقدم مصر..والمصريون قادرون على بناء وتعمير بلدهم ومواجهة كل التحديات بشرط التوحد، وأمامنا عمل وأمل كبير نريد تحقيقه لنا ولأولادنا وأحفادنا”.
وأعرب السيسي – في ختام كلمته – عن أمله في أن يتم العمل على قدم وساق، وأن يأتي يوم نحتفل بمشروع إنشاء المحطة النووية الذي كان يمثل حلمًا لكل المصريين، مبديًا تفائله بالمصريين وبما يحدث وما سيحدث، مختتمًا كلامه بترديد تحيا مصر،، تحيا مصر،، تحيا مصر.
فيما يلي كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب حفل التوقيع على الاتفاقية :
“اسمحوا لي في البداية أن أتوجه إليكم جميعًا بالتحية والتقدير والاحترام بهذه المناسبة، والحقيقة الموقف والظروف العصيبة التي تمر بالعالم وبالمنطقة، كان الهدف من التوقيع اليوم رسالة أمل وعمل وسلام لنا في مصر وللعالم كله، وهذا مستقبل أفضل لشعبنا وأيضًا للشعوب المحبة للسلام وللأمن في العالم.”
“واسمحوا لي أن أهنئ الشعب المصري بإبرام الاتفاقية، التي كانت حلمًا طويلاً جدًا لمصر في أن يكون لها برنامج نووي سلمي، وأنا أؤكد مرة ثانية أنه برنامج نووي سلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية، وكان هذا الحلم موجودًا من سنين طويلة مضت، واليوم نضع أول خطوة في تنفيذ هذا الحلم.”
واسمحوا لي أن أتكلم معكم باختصار، وأشير إلى بعض النقاط الهامة أولها أن نؤكد هنا في مصر وللعالم كله أن هذا البرنامج هو برنامج نووي سلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية، ونحن ملتزمون التزامًا قاطعًا وكاملاً بتوقيعنا على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، ونحن حريصون على امتلاك معرفة نووية، وبرنامج نووي لأغراض سلمية وهذا لن يتغير.”
“واسمحوا لي أن أضيف أن القدرة الحقيقية لأي أمة هي العلم والمعرفة والوعي والعمل والصبر، ومن يتملك هذا يكون قد امتلك أشياء كثيرة جدًا.”
“والنقطة الثانية، إننا خلال عام أو يزيد قليلاً، في دراسات متعمقة جدًا ودراسة عروض تقدمت بها شركات ودول في هذا المجال وتمت الدراسة من كافة الوجوه، ونحن نتحدث عن محطة من أربعة مفاعلات”.
“أن هذه المحطة من الجيل الثالث، أقصى ما وصل إليه العلم في هذا المجال، بنتكلم على دراسات متعمقة، وضمانات حقيقة أثناء التنفيذ والتشغيل لاعتبارات البيئة والأمن، وباختصار شديد نحن نتكلم عن محطة نووية تستطيع طبقًا للمعايير العالمية أن تتحمل اصطدام طائرة وزنها 400 طن بسرعة 150 مترًا في الثانية، دون أن يؤثر ذلك على السلامة النووية التي نتكلم عنها.”
“وأن الشروط والدراسات التي تم اتخاذ القرار على أساسها راعت كل الاعتبارات، لكى نكون متواجدين اليوم ونوقع على هذا العقد، بالإضافة إلى ذلك فهو أفضل عرض من المنظور الاقتصادي، وهذا بعد نحن حريصون عليه جدًا، وأرجو أن يكون واضحًا أن هذا هذا العقد وفر الكثير، وسيتم سداد تكلفة المحطة على ٣٥ عامًا وأن موازنة الدولة لن تتحمل أبدًا سداد تكاليف إقامة هذه المحطة، بل بالعكس سيتم السداد من الإنتاج الفعلي للكهرباء التي سيتم توليدها من المحطة، بالإضافة إلى ذلك تحصلنا على معرفة وعلوم مرتبطة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، تحصلنا على تدريب وتأهيل شبابنا وعلمائنا في هذا المجال بشكل كامل، تحصلنا على أن الشركات المصرية تعمل بما لا يقل عن 20 % من قيمة هذا العقد لهذه المحطة، أقول هذا الكلام لكي يكون الأمر واضحًا لنا.”
“النقطة الثالثة والأخيرة، في هذا الموضوع أن هذا سيمكننا وسيؤهلنا لامتلاك تكنولوجيا ومعرفة وخبرات نستطيع من خلالها أن نتشارك مع الآخرين في المنطقة في هذه الصناعة بشكل أو بأخر.”
“وأهنئ الشعب المصري وفريق العمل الذي عمل ليل نهار على مدار عام ، سواء كان من الجانب المصري أو الجانب الروسي وأقدم الشكر والتقدير والتحية لهم لأن هذا أسرع عقد في تاريخ مثل هذه المشروعات.”
“اليوم له دلالة لأنه في أعقاب الظروف الصعبة التي مرت والتي ستمر بالمنطقة، كان هذا التوقيع رسالة عن، أولاً: حجم العلاقات المصرية الروسية، ورسالة على أن الشعب المصري متفهم شواغل المواطن الروسي والقيادة الروسية تجاه تأمين مواطنيها.”
“إن حادث الطائرة الروسية المؤسف الذي وقع على أرضنا وأبدينا بكل تفهم الاستقبال والتعاون مع اللجان التي تم إرسالها وإيفادها من روسيا ومن الدول الأخرى المعنية بهذا الموضوع، وتعاوننا معها ونؤكد على تعاملنا مع هذا الموضوع بمنتهى الشفافية والمسؤولية لأن أرواح الناس وحياتها أمر بالنسبة لنا في منتهى الأهمية مثلما هو مهم للآخرين.”
“اتخذنا إجراءات كثيرة في مجال مراجعة تأمين المطارات والموانئ وكافة المنشآت التي تتعامل مع مثل هذه الموضوعات، ولن نتوقف إلا عندما نكون متأكدين تماما وبالتعاون مع كل من يرغب في الاطمئنان معنا على أننا فعلاً ليس لدينا أية ثغرة يتحسب منها أحد أو أن تكون مجالاً من مجالات القلق أو الشك، وهذا الكلام ناقشناه في مجلس الأمن القومي منذ يومين، وناقشنا موضوع المحطة النووية في الضبعة، لكي يتم اتخاذ ما يلزم طبقًا للقواعد المعمول بها، لكي تكون هناك موافقة بالإجماع على هذا المشروع، وتمت مراجعة كافة المسائل والقضايا المرتبطة بالأمن والاستقرار في مصر.”
“كان لنا موقف من الإرهاب أعلناه منذ تولينا المسؤولية هنا، وقلنا إن هذا الأمر يحتاج إلى استراتيجية وجهد عالمي ودولي مشترك لمجابهة هذا الظاهرة، وقلنا إن هذا الأمر إذا لم نجابهه بالشكل المناسب وبالقوة المناسبة ليس فقط من منظور أمني ولكن أيضًا من منظور فكري واقتصادي وثقافي واجتماعي وبخطاب ديني أيضًا، فإننا سنعاني جميعًا منه.”
“واليوم بعد ما يقرب من سنة ونصف من هذا الكلام أو سنتين، نرى ما يحدث في العالم، ونحن في مصر نؤكد مرة ثانية مشاركتنا بقوة وبفاعلية مع كل الجهود من أجل مكافحة الإرهاب في المنطقة لأمن وسلامة واستقرار المنطقة وشعوبنا والعالم أيضًا، وأنا أوجه هذا الرسالة للقيادة الروسية والشعب الروسي والقيادة الفرنسية والشعب الفرنسي، نحن معكم في مواجهة الإرهاب، كما قلنا سابقًا لقوات التحالف منذ أكثر من سنة إننا مشاركون في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، واليوم يجب أن تكون الجهود كلها، في تقديرنا، جهودًا عالمية لأن الظاهرة خطيرة وتأثيرها مدمر على الاستقرار والأمن، ليس فقط على المنطقة، كما رأينا، ولكن على العالم كله.”
“والحقيقة أننا نوقع هذه الاتفاقية ونحن على أعتاب المرحلة الثانية من الانتحابات البرلمانية والاستحقاق الأخير من خارطة الطريق وهذا معناه، إننا نسير كمصريين على الطريق السليم، ونحن سنظل نعمل ونبني ونعمر في بلادنا، ونحن قادرون على أن نبنى بلدنا ونعمرها ونواجه كل التحديات، أي حد ممكن يتهز، أو أي حد ممكن يخاف إلا أنتم يا مصريين، لأنكم عملتم عملاً كبيرًا وعظيمًا خلال الشهور الماضية والإنجازات التي تحققت على الأرض كانت عظيمة جدًا بلا مبالغة، بكم يا مصريين، وهذه كلها خطوات صغيرة على الطريق، ومازال أمامنا عمل كبير جدًا، وهناك أيضًا أمل كبير جدًا نريد تحقيقه لنا ولشبابنا ولأحفادنا إن شاء الله.”
“وألف مبروك مرة ثانية لهذا التوقيع، وإن شاء الله يتم العمل على قدم وساق ويأتي اليوم علينا كلنا يا مصريين لنحتفل بافتتاح هذا المشروع الذي كان أملاً لكم على مدى سنوات طويلة مضت.”
“وشكرًا جزيلاً مرة ثانية لكل من شارك في إتمام هذا العمل العظيم الذي تم الإعداد والتجهيز له، وأمامنا مستقبل عظيم جدًا، وأنا متفائل جدًا بالمصريين وبما يحدث.”
“تحيا مصر ،،، تحيا مصر ،،، تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”