كشفت مصادر مطلعة عن تأجيل الجولة العاشرة لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي -التي كان من المقرر عقدها السبت المقبل بالعاصمة السودانية الخرطوم- إلى نهاية نوفمبر الجاري.
وقالت المصادر ، في تصريح نشرته صحيفة “الأهرام” القومية بعددها الصادر اليوم الخميس، إن التأجيل جاء لوجود ارتباطات خارجية لوزير المياه السوداني بعدد من دول أمريكا اللاتينية.
وأرجعت المصادر أهمية مشاركة وزراء المياه بالدول الثلاث في اجتماع الخرطوم إلى حضور المكتبين الاستشاريين -الفرنسي والهولندي- ومحاولات الدول الثلاث لتقريب وجهات النظر بينها فيما يتعلق بآليات تنفيذ الدراسات المطلوبة، خاصة أن المكتبين رغم إبلاغهما بعملهما معا إلا أنهما لم يتفقا حتى الآن.
وكانت وزارة الري المصرية أعلنت، أوائل نوفمبر الجاري، نجاح الجولة الأخيرة (التاسعة) لمفاوضات سد النهضة، وتم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا بالقاهرة لبحث الشواغل المصرية بخصوص السد، كما تم الاتفاق على عقد الجولة العاشرة في الخرطوم (أيام 21 و22 و23 نوفمبر الجاري) بحضور ممثلين عن المكتبين المنوط بهما تنفيذ الدراسات، لحسم الخلاف بينهما والتوصل إلى توافق.
وأثار إنشاء سد النهضة مخاوف شديدة في مصر من حدوث جفاف مائي محتمل خلال ملء خزان السد الذي تقيمه إثيوبيا لتوليد الطاقة الكهربائية. وتعتمد مصر بشكل شبه أساسي على نهر النيل في الزراعة والصناعة ومياه الشرب، في بلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 85 مليون نسمة.
وكانت مصر وقعت مع إثيوبيا والسودان، في مارس الماضي، وثيقة مبادئ سد النهضة التي تضم الأسس التي تحكم التعاون فيما بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل الشرقي والسد.
ويدور الخلاف القائم الآن حول نطاق الأعمال المشتركة بين المكتبين الاستشاريين -الرئيسي “الفرنسي” والفرعي “الهولندي”- اللذين سيقومان بإجراء الدراسات تمهيدا لتسليمهما التقرير الفني المعدل في صورته النهائية.