طالب المتحدثون في جلسات اليوم الثاني من المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي، بالتركيز على تطوير البنية التحتية وتنويع الاقتصاد الإفريقي، الأمر الذي من شأنه جذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز تدفقها إلى الأسواق الإفريقية.
وشهد المنتدى، توقيع عدد من الاتفاقيات منها إتفاقية مؤسسة دبي للإستثمارات الحكومية وهيئة رواندا للإستثمار، كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة دبي ومجموعة كوفاس العالمية والشركة الوطنية للتأمينات العامّة، وأخرى بين شركتي جوجوشي ريسورسيز الشرق الأوسط العاملة في الامارات وأنتيلوب كابيتال في ساحل العاج.
وقالت امينة غريب فقيم، رئيسة جمهورية موريشوس، خلال المنتدى إن اقتصاد موريشوس في السبعينات اعتمد بشكل كبير على السكر، الا ان خطوات التنويع الاقتصادي التي اتخذتها الحكومات السابقة جعلت الاعتماد على هذه السلع ينحسر الى 2% فقط من الاقتصاد، بينما أدّى التركيز على التعليم والخدمات الإجتماعية إلى وجود شبكة أمان يستفيد منها الناس الاكثر عرضة للمخاطر.
وأضافت رئيسة موريشوس أن هناك تركيزاً على الاستفادة من الموقع الجغرافي للجزيرة في ربط الشرق بالغرب، وهناك مناقشات مع موانىء دبي العالمية وهيئات في الامارات لتطوير الموانىء وبناء القدرات في مجال الخدمات اللوجستية، كما طورت الجزيرة القطاع السياحي، الذي يشكل دافعاً مهماً للإقتصاد، وتعتمد على الابتكار في مجال التكنولوجيا لتطوير الشركات وخلق فرص عمل.
أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان “حوافز جديدة للنمو – مصانع المستقبل في افريقيا”، فقد تحدث فيها جاي ايرلاند، الرئيس التنفيذي لشركة “جنرال إلكتريك” في افريقيا، الذي قال: “التصنيع يخلق نسبة عمالة عالية في جميع الدول، وفي جنوب الصحراء الكبرى، يساهم في 6% من مجموع نسبة العمالة مقارنة مع 15 % في آسيا. وكي يتم رفع هذه النسبة، يجب تأمين الكهرباء والقدرات اللوجستية والعمالة المحترفة، وهذه هي الأمور التي يجب أن تستثمر فيها القارة.”
وعلّق طارق سلطان، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “أجيليتي” الكويتية، بأن هناك سبعة من أصل الاقتصادات العشرة الأسرع نمواً في العالم موجودة في افريقيا، كما يبلغ عدد سكان القارّة أكثر من مليار نسمة، وفيها سرعة تحضّر عالية وتدفق هائل في الاستثمارات. الا أنّ الوصول الى استقرار في مجال الطاقة وتوفيرها بكلفة معقولة يعتبر تحدياً كبيراً يجب النظر فيه لمواصلة الاستثمار في البنية التحتية وتسهيل العمل في القارّة.
أمّا ماوينا تريبار، الرئيسة التنفيذية لمركز تشجيع الاستثمار في غانا، فقالت: “إنّنا مهتمون في بناء شراكات استراتيجية والتأكد من أن هذه الشراكات مربحة وتؤدي الى خلق فرص عمل ونقل المهارات وخلق وظائف رديفة، فضلاً عن تقييم الاستثمار بمعايير واضحة وتقديم مشاريع محددة ذات صلة بحاجات الدولة.”
وأضافت تريبار أن الصناعة والزراعة والتصنيع الزراعي قطاعات ضرورية للنمو المستمر. وعلى أهمية موازية، يأتي بناء القدرات التعليمية عبر التدريب.
وفي جلسة ناقشت سدّ الفجوة في المهارات، قال روهاكانا روغوندا، رئيس وزراء جمهورية أوغندا “من الضروري أن ضمن حصول الناس على التعليم كي يساهموا في مسيرتهم الشخصية ومسيرة القارّة ومسيرة الانسانيّة جمعاء. لكن لدينا الكثيرين الذين يتخرّجون ولا يجدون وظائف، فهناك فجوة هائلة في الأشخاص المدرّبين، وعلينا تدريب الناس كي يكونوا مؤهلين بشكل أفضل لشغل الوظائف المتاحة.”
وأضافت “لدينا أيضاً خطة وطنية للتنمية كي نصبح دولة ذات دخل متوسط، إضافة إلى أنّنا بدأنا تنفيذ خطة لتدريب العاملين في قطاعات أساسية مثل النفط والغاز. ونحن نقوم بذلك مع القطاع الخاص ووكالات أخرى من أجل توفير القوة العاملة وتدريبها واكسابها المهارات التي تحتاجها في السنوات المقبلة.”
وقال شيخ موديبو ديارا، رئيس الوزراء الانتقالي السابق في مالي “في الدول قليلة الموارد، لا تستطيع انشاء جامعات تركّز على كل قطاع إذا كان عدد السكّان صغيراً. علينا انشاء مراكز تميّز في كل مكان كي نتمكّن من المنافسة، وخصوصاً لأنّ التعليم مجال يأتي فيه العائد على الاستثمار بعد ربع قرن.
وكانت الجلسة الاخيرة في اليوم الاول من المنتدى قد شهدت حواراً حول الاستفادة من التمويل الاسلامي، تحدث فيها الدكتور عدنان شلوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الاسلامي في الامارات، الذي اوضح ان ربع سكان العالم هم من المسلمين وهم من الشباب.
واضاف ان التمويل الاسلامي يستقطب اهتمام النسيج الافريقي ويتوافق مع الحاجات الاستثمارية خاصة في قطاع البنية التحتية. الا انه لتحقيق خطوات كبيرة يجب ان توضع المصارف الاسلامية في مكانة عالمية، كي تتمكن من الوصول الى الجميع وليس فقط المستثمرين المسلمين.
وأضاف ان طموح دبي هو ان تصبح عاصمة الإقتصاد الاسلامي، ولقد حققت خطوات كبيرة في السنوات القليلة الماضية، إذ ان عدد الصكوك المدرجة في دبي في مختلف القطاعات منها الضيافة والسياحة وسلع الحلال وغيرها، هي أكبر من اي مكان آخر.
وقال “في شانكر”، الرئيس التنفيذي والشريك، جايتواي بارتنرز في الامارات ان هناك ثغرة في الانفاق على البنية التحتية في افريقيا تبلغ 50 مليار دولار امريكي، وهو رقم كبير. كما ان معدل الإدخار هو اقل من 15% من الناتج المحلي، مما يعني انه ليس هناك ما يكفي من مدخرات محلية لتمويل الحاجات الاستثمارية.
المصدر: البورصة مباشر