تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأحد بتكثيف الجهود للقضاء على تنظيم داعش في سوريا ومنعه من تنفيذ هجمات على غرار ما حدث في باريس بينما دعا الزعماء الأوروبيون روسيا إلى تركيز جهودها العسكرية على المتشددين.
وفي كلمة أمام قمة زعماء مجموعة العشرين في تركيا وصف أوباما هجمات باريس التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها بأنها هجوم على العالم المتحضر وقال إن الولايات المتحدة ستعمل مع فرنسا لملاحقة المسؤولين.
ويشارك أوباما في القمة التي تستمر يومين مع زعماء دوليين على بعد 500 كيلومتر من سوريا حيث حولت الحرب المستمرة هناك منذ أربعة أعوام ونصف تنظيم داعش إلى خطر أمني عالمي وتسببت في أكبر موجة هجرة إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال أوباما بعد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “السماء اسودت بسبب هذه الهجمات المروعة التي وقعت في باريس قبل يوم ونصف.”
وتابع قوله “سنضاعف جهودنا وسنعمل مع أعضاء آخرين في التحالف لتحقيق انتقال سلمي في سوريا وللقضاء على داعش كقوة يمكنها أن تسبب كل هذا القدر من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة ومناطق أخرى من العالم.”
ويواجه أوباما وحلفاؤه الغربيون الآن سؤالا حول الكيفية التي ينبغي على الغرب أن يرد بها بعد أن أظهر تنظيم داعش مجددا أنه يمثل خطرا بعيدا عن معاقله في سوريا والعراق.
وتتوقع واشنطن بالفعل من فرنسا أن ترد بلعب دور أكبر في حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) “نحن على ثقة في اننا سنتمكن بالتعاون مع الفرنسيين في الأيام والأسابيع القادمة من تكثيف ضرباتنا ضد الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق لنوضح انه لا يوجد ملاذ آمن لهؤلاء الارهابيين.”
لكن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قال إنه يجب على روسيا أيضا أن تركز عملياتها العسكرية على تنظيم داعش وليس على المعارضة السورية التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد داعيا إلى التعاون بين واشنطن وموسكو.
وقال “يجب أن يكون هدفنا المشترك هو تنسيق تحركاتنا ضد داعش والتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا مهم بالقطع.”
يقول منتقدون لروسيا إنها انضمت للصراع في سوريا قبل شهر ونصف بضربات جوية لكنها تستهدف بشكل أساسي المناطق التي يحارب فيها مقاتلون مدعومون من دول أجنبية الأسد حليف موسكو وليس تنظيم داعش.
وعلى النقيض من ذلك تريد تركيا وحلفاء غربيون رحيل الأسد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه يرحب بتجدد الشعور بضرورة إيجاد حل بسرعة للحرب في سوريا بعد هجمات باريس مضيفا أن العالم أمام “لحظة نادرة” وفرصة دبلوماسية لإنهاء العنف.
وأجرى أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناقشات غير رسمية على هامش غداء عمل في القمة. وقال مسؤول روسي انهما تحدثا لأكثر من 30 دقيقة.
وقال أوباما أيضا إنه ناقش في اجتماعه مع إردوغان التقدم الذي حققه وزراء الخارجية في فيينا الذين أعدوا أمس السبت خطة للعملية السياسية في سوريا تفضي إلى انتخابات خلال عامين رغم أن الخلافات لا تزال قائمة بشأن مصير الأسد.
تضع الهجمات المنسقة التي نفذها مسلحون وانتحاريون في باريس يوم الجمعة أوباما وزعماء آخرين لأكبر اقتصادات في العالم تحت ضغوط متزايدة لإيجاد قضية مشتركة.
لكن لم يتضح بعد إن كانت واشنطن نفسها على استعداد لزيادة نطاق مشاركتها بعد أن كثفت بالفعل الضربات الجوية والتزمت بإرسال مجموعات صغيرة من جنود العمليات الخاصة لشمال سوريا لتقديم المشورة لقوات المعارضة في المعركة ضد تنظيم داعش.
وقتل 129 شخصا على الأقل في الهجمات التي وقعت في قاعة للحفلات ومطاعم وحانات واستاد رياضي وتمثل تحديا كبيرا لأوروبا إذ سارع زعماء بالمطالبة بوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وافريقيا.
المصدر: رويترز