يصاحب تألق النجم المصري محمد صلاح مع فريقه روما الإيطالي جدل لا يتوقف بشأن ما إذا كان صلاح هو أفضل لاعب مصري خاض تجربة احترافية في الملاعب الأوروبية أم أن هناك من هو أفضل منه من بين سابقيه؟
السؤال الذي يظل يتكرر في الآونة الأخيرة، يتواكب مع تألق النجم المصري، صاحب الـ23 عاما، والذي أصبح في أقل من عامين وجها مألوفا في الكرة الأوروبية بفضل أدائه المميز وحفاظه على مستواه.
وربما تبين أرقام صلاح، حتى الآن، ما إذا كان الأفضل بالمقارنة مع من سبقه أم أنه لايزال بحاجة لمزيد من الوقت كي يترك آثارا واضحة في الملاعب الأوروبية؟
انطلاقة مثالية
لعل انطلاقة صلاح المثالية في الملاعب الأوروبية دفعت البعض ليعزز القول بأن صلاح أفضل محترف مصري، فقد توهج مهاجم المقاولون العرب السابق خلال محطته الأولى بأوروبا عندما لعب لـ”بازل” السويسري، وفي الموسم الأول له مع بازل سجل صلاح 10 أهداف، بواقع 5 في الدوري خلال 29 مشاركة، و3 أهداف بالكأس خلال 6 مشاركات، وعلى المستوى الأوروبي سجل هدفين في 14 مشاركة.
وفي الموسم التالي سجل صلاح نفس الرصيد من الأهداف، رغم أنه لم يشارك في نفس القدر من المباريات، وانتقل لتشيلسي الإنجليزي في يناير من العام الماضي.
وأحرز محمد صلاح 4 أهداف في 18 مشاركة بالدوري السويسري، بالإضافة إلى هدف في مشاركة وحيدة بالكأس، و5 أهداف أوروبية وحصل على جائزة أفضل لاعب في سويسرا.
محطة مهمة
ومع تشيلسي لم يحصل صلاح على فرصة كبيرة في بداية الأمر، ولعب 10 مباريات أغلبها في الكأس، لكنه على مستوى الدوري “البريميرليج” سجل هدفين، كان الأول في نيوكاسل، والثاني في آرسنال.
لكن الموسم التالي 2014-2015 لم تكن بدايته هي الأفضل لصلاح، حيث ظل ملازما لمقعد البدلاء، وفي كثير من الأحيان كان يستبعده المدرب جوزيه مورينيو لأسباب فنية، لتتلخص مشاركاته في 8 مباريات بدون أي أهداف.
التجربة الإيطالية
وفي يناير 2015 قبل صلاح تحديا كبيرا بأن ينتقل للدوري الإيطالي “الصعب” عن طريق فيورنتينا، ولكنه فاجأ الجميع بتألقه.
وسجل صلاح مع الفيولا 9 أهداف، بواقع 6 في الدوري، وهدفين في الكأس “بمرمى يوفنتوس”، وهدف في توتنهام بالدوري الأوروبي.
كبار أوروبا يتابعون
تلقى صلاح بعد ذلك عروضا للعودة إلى إنجلترا أو الانتقال لأندية أخرى، بينها أتلتيكو مدريد الإسباني، لكنه فضل البقاء في إيطاليا، ولكنه مع نادي روما.
ورغم أن انتقاله إلى ذئاب العاصمة أزعج ناديه السابق فيورنتينا، فإنه لم يرحم الفيولا عندما سجل في شباك فريقه السابق ضمن جملة 5 أهداف سجلها صلاح في الدوري الإيطالي حتى الآن.
وأحرز صلاح هدفه الأوروبي الأول مع روما في فريق باير ليفركوزن ليلفت الأنظار من جديد إلى تألقه.
منافسون
وعادة ما تكون المقارنة بين صلاح وسابقيه أمثال أحمد حسام “ميدو” لاعب توتنهام وآياكس السابق، وكذلك محمد زيدان نجم “بوروسيا دورتموند وهامبورج السابق”، وهاني رمزي مدافع كايزرسلاوترن السابق، وأحمد حسن نجم “أندرلخت” وبيشكتاش السابق، وأحمد المحمدي لاعب هال سيتي.
لكن صلاح تميز عن غالبية الأسماء السابقة من حيث الاستمرارية، حتى الآن، فقد توقع له البعض الإخفاق بعد التجربة غير الموفقة “نظريا” مع تشيلسي، لكنه واصل التألق وتحدى الجميع بالدوري الإيطالي.
أوجه تشابه
يتشابه صلاح إلى حد ما مع بداية أحمد حسام ميدو، الذي انتقل لنادٍ صغير “جنت البلجيكي”، ومنه إلى آياكس الهولندي بعد فترة ليست طويلة.
كما يتشابه مع ميدو كونه لعب في الدوري الإنجليزي، الذي يعد الأقوى في العالم، وإن كان ميدو لعب لأكثر من نادٍ مثل توتنهام وميدلسبره وبارنسلي ووست هام.
أوجه اختلاف
يختلف صلاح عن ميدو، الذي لعب لروما أيضا، كون صلاح لعب أساسيا مع فريق العاصمة الإيطالي، وتألق بين صفوفه، وأحرز أهدافا، بعكس ميدو، الذي كان بديلا في بعض الأحيان، فضلا عن أنه لم يحظ بنفس القدر من الاهتمام.
كما يختلف صلاح عن محمد زيدان في أن الأخير انحصر تألقه في الدوري الألماني، الذي يعتبره البعض لا يضاهي الإنجليزي والإسباني وحتى الإيطالي.
لكن الوقت هو ما قد يبين ما إذا كان صلاح قادرا على الحفاظ على تألقه وإثبات أنه الأفضل، خاصة مع “النهايات غير السعيدة” لزيدان وميدو في التجارب الاحترافية.