استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي- اليوم بمقر إقامته وفداً من أعضاء مجلسى العموم واللوردات برئاسة النائب جيرالد هاورث، وذلك بحضور توبياس الوود وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذى أكد فى تقديمه للقاء على الدور الحيوى الذى تقوم به مصر فى منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد هاورث بما حققته مصر من تقدم على الصعيد السياسى والاقتصادى، ومؤكداً على الأهمية التى توليها المملكة المتحدة لتعزيز العلاقات مع مصر فى كافة المجالات.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بأعضاء مجلس العموم واللوردات، معرباً عن تقديره لمواقفهم المساندة لمسار التحول الديمقراطي في مصر، وهو ما ظهر جلياً خلال الزيارات التي قام بها بعض أعضاء البرلمان البريطانى إلى القاهرة خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى قرب انتهاء الانتخابات البرلمانية في مصر واكتمال البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية ليتم بذلك إنجاز كافة استحقاقات خارطة المستقبل رغم ما تواجهه الدولة من تحديات جسيمة من أجل التصدي لخطر الإرهاب.
واستعرض الرئيس مُجمل التطورات على الساحة الداخلية المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية، وما شهدته من إرادة واضحة للشعب المصري للحفاظ على كيان ومؤسسات الدولة المصرية، ومواصلة مسيرة البلاد نحو الديمقراطية والتنمية، والحفاظ على النسيج الاجتماعى الذى طالما ميز الشعب المصرى.
وأعرب الرئيس عن تطلعه إلى تبادل الزيارات بين أعضاء البرلمان البريطاني ومجلس النواب المصري الجديد، لإثراء العلاقات البرلمانية بين البلدين.
وذكر السفير علاء يوسف، أن رئيس الوفد عبر عن سعادته بزيارة الرئيس إلى لندن، متمنياً أن تشكل تلك الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات التاريخية التي تربط مصر بالمملكة المتحدة.
وأشار إلى أن بلاده تعتبر مصر أحد أهم شركائها المحوريين في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً على أهمية دورها في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولاسيما في ظل ما تشهده العديد من دولها من تحديات واضطرابات.
وأضاف هاورث أن تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب تشكيل مجلس النواب المصري الجديد سيساهم في تنمية وتطوير مختلف جوانب العلاقات الأخرى على الأصعدة السياسية والاقتصادية.
وأضاف السفير علاء يوسف، أن نواب البرلمان البريطانى أشادوا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية للنهوض بالاقتصاد المصري وإطلاق مشروعات قومية كبرى، وفى مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة، وذلك رغم التحديات والاضطرابات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، والتي تؤثر بالتبعية على مصر.
كما أكد الحاضرون على أهمية التعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب والحيلولة دون انتشار الجماعات الإرهابية وجذبها لعناصر جديدة.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التغلب على الإرهاب ودحره، وشدد سيادته على أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية فقط ولكن تشمل كذلك الأبعاد الثقافية والفكرية، ومن هنا تبرز أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة تجافي صحيح الدين، متناولاً الدور الذي يقوم به الأزهر في نشر الاعتدال والتسامح.
وأكد الرئيس على أهمية عدم قصر خطر الإرهاب على تنظيم “داعش” منوهاً إلى اتساع خارطة الإرهاب والتطرف فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي سياق متصل، نوّه الرئيس إلى أهمية البُعد الاقتصادي في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الدولة المصرية تحرص على تحقيق التنمية الشاملة عبر إطلاق عدد من المشروعات القومية وتبنى إصلاحات اقتصادية تساهم في جذب الاستثمارات بهدف خلق فرص عمل للشباب وبث الأمل لديهم في مستقبل أفضل، والارتقاء بمستوى معيشة الشعب المصرى بشكل عام.
وأشار السفير علاء يوسف، إلى ان اللقاء تناول الرؤية المصرية إزاء عدد من القضايا الإقليمية، لاسيما عملية السلام والملف الليبى، حيث أكد الرئيس أن التسوية العادلة للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية ستخلق واقعاً أفضل ومستقبلاً مشرقاً فى المنطقة يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، مشيراً إلى أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل التوصل إلى الحل المنشود.
وفيما يخص الملف الليبى، أشار الرئيس إلى أهمية التحرك العاجل من أجل عدم ترك إرادة الشعب الليبى أسيراً لميليشيات التطرف بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم للجيش الليبى للتصدى لخطر الإرهاب. وشدد سيادته على أهمية التوفيق بين الأطراف الليبية لإقامة حكومة الوحدة الوطنية.
وفي ختام اللقاء، أكد أعضاء البرلمان البريطانى أن اللقاء يعكس تقديراً بالغاً من القيادة السياسية المصرية لأهمية البُعد البرلماني والشعبي في تنمية العلاقات بين البلدين، وهو ما سيحرص الجانب البريطاني على ترسيخه ودفعه قدماً فى المرحلة المقبلة عقب تشكيل مجلس النواب المصرى.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )