في الأرشيف الدموي الإرهابي، قصص بائسة بالعشرات عن طائرات للشحن والركاب تحطمت بقنابل مدسوسة فيها، وراح ضحيتها الآلاف من معظم الجنسيات طوال أكثر من 82 سنة، وأولها طائرة صغيرة أسقطتها ليل 10 أكتوبر 1933 قنبلة مصنوعة من سائل “نيتروجليسرين” الشديد الحساسية للصدمات والارتجاجات، دسها فيها مجهول ما زال مجهولا هو ودوافعه للآن.
كانت “بوينج 247” تابعة لشركة United Airlines الأمريكية، وأقلعت من مدينة “نيوآرك” بولاية نيوجيرسي، وعلى متنها 4 ركاب وطاقم من 3 أفراد، في مقتطفات قديمة عن الحادثة التي لم يتم التمكن من العثور عنها سوى على صور قديمة، للطائرة وقائدها ومساعده، كما للفتاة التي قضت معهم بعمر 26 سنة، وكانت أول أمريكية تعمل مضيفة بتاريخ الطيران التجاري في العالم.
وفي الطريق هبطت الطائرة بمطار مدينة “كليفلاند” في ولاية أوهايو، ثم أقلعت نحو شيكاغو لتتابع منها الى وجهتها الأخيرة في مدينة “أوكلاند” بولاية كاليفورنيا، إلا أن القنبلة انفجرت فيها قبل أن تصل إلى مطارها، فهوت مشتعلة بالنار من ارتفاع 1000 قدم في التاسعة والربع مساء ذلك اليوم بجوار بلدة Chesterton في ولاية انديانا، ثم انفجرت ثانية بوقودها عند ارتطامها بالأرض، وقضى كل من كان على متنها بأول عمل ارهابي استهدف طائرة بقنبلة مندسة.
كشفت التحقيقات المكثفة عن الحادث، أن واضع القنبلة دسها طيات بطانيات في مخزن الأمتعة بمؤخر الطائرة التي اشترتها “يونايتد” قبل 6 أشهر فقط، وأن كل شيء كان أمام المخزن “انفجر إلى الأمام، والذي وراءه انفجر إلى الخلف، والأشياء التي كانت بجانبيه انفجرت إلى الخارج”.
ومع أن التحقيق انتهى إلى أن مجهولا أدخل شحنة بنية اللون إلى الطائرة في مدينة “نيوآرك” قبل بدء رحلتها، إلا أن “الأف.بي.آي” لم يوجه تهمة لأحد عن أول تخريب جوي بتاريخ الطيران التجاري، وفيه قضى الركاب الأربعة، والطيار هارولد تاراتنت ومساعده أي تي روبي، والمضيفة Alice Scribner أول قتيلة من المضيفات بالعالم.
أما الركاب فكانوا فتاة عمرها 25 إضافة إلى 3 رجال، أصغرهم عمره 25 أيضا.
بعدها لم يتوقف التخريب الجوي ودس القنابل والعبوات التفجيرية في الطائرات وفي كل القارات إلى الآن، مما وصل عدده مع الطائرة الروسية السبت الماضي إلى 88 عملية “دس” تفجيري، على حد ما وجدت “العربية.نت” في موقع Aerospaceweb الأمريكي، فيما لو صح أن “الروسية” سقطت فعلا بقنبلة تنظيم متطرف، سواء كان داعش أو سواه.
إلا أن أشهر القنابل “المدسوسة” حتى الآن، هي ما نال في 1988 من “بوينج 747” تابعة لشركة “بان أمريكان” وفجرتها أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي باسكتلندا، فقضى في 21 ديسمبر ذلك العام 259 كانوا على متنها، إضافة إلى 11 من سكان القرية، في كارثة سموها “قضية لوكربي” واتهموا بها ليبيا، وما زال معظمها غامض يحتاج إلى مزيد من التحقيق.
المصدر : وكالات