تحت عنوان “السيسي يحذر: لا تنظروا إلى مصر بالمنظور البريطاني”، نشرت صحيفة (تليجراف) البريطانية مقابلة حصرية أجراها محرر الشؤون العسكرية، كون كوجلين، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء زيارته لبريطانيا التي بدأت أمس الأربعاء، وتناولا خلالها العديد من القضايا محلية والأقليمية.
اتهم الرئيس السيسي البريطانيين بالنظر إلى مصر من خلال منظورهم الخاص السياسي والحضاري قائلا: “هناك الملايين من المصريين الفقراء شديدي الاحتياج، أليس كذلك من حقهم وفقا لمعايير حقوق الإنسان أن ينعمون بمستويات معيشة مساوية للشعب البريطاني؟ فيجب أن نكون قادرين على منح الشعب نفس المستوى التعليمي لدولتكم، وكذلك نفس مستويات المعيشة والرعاية الطبية ..وأضاف قائلا: “أليس من حق ملايين المصريين امتلاك وظائف مناسبة”.
وقال السيسي، الذي انتقد كل من استغل المخاوف بشأن حقوق الإنسان في انتقاد حكومته: “نحن في حاجة لتفهم العالم التغييرات التي تحدث في مصر، والتي تعكس إرادة الشعب المصري، وليس أي شخص آخر”.
وأضاف قائلا: “عندما خرج المصريون إلى الشوارع، كان ذلك بسبب إحباطهم من مستوى المعيشة، فضلا عن مطالبهم السياسية. وإذا كنا نريد معالجة المشكلات الناجمة عن الاضطرابات، فسنجد أن هذا سيتكلف مليارات الدولارات. وهنا يكون السؤال حول إمكانية استعداد كافة تلك الدول التي تنتقد حقوق الإنسان لمساعدتنا حقا؟؟”.
السيسي وحياته في بريطانيا عام 1990:
قال الرئيس السيسي إن هناك العديد من الذكريات التي تتعلق ببريطانيا وروعتها منذ الوقت الذي قضاه هناك، ففي عام 1990، قضى القائد المصري عاما سعيدا، أجرى فيه تدريبات في كلية الأركان العسكرية في كامبرلي.
وأشار الرئيس السيسي أنه كان يستخدم ورق البردى في صنع بطاقات معايدة لعيد الميلاد “الكريسماس”، لإهدائها إلى جيرانه بمقاطعة سري.
السيسي والطائرة الروسية المنكوبة:
أظهر الحادث المروع للطائرة الروسية وسقوطها الأسبوع الماضي في سيناء مدى متطلبات منصب السيسي الجديد كرئيس لمصر، وأدان السيسي، قبل مغادرته القاهرة، التقارير التي تزعم أن سقوط الطائرة نتيجة صاروخا أو قنبلة، مؤكدا أن كل تلك التقارير “لا أساس لها” وسابقه لآونها ولا تستند على حقائق.
السيسي وكاميرون..والربيع العربي:
أكد الرئيس السيسي حرصه على إعادة بناء العلاقات مع بريطانيا، وهو ما يمثل بالتأكيد أخبارا جيدة لكاميرون، الذي كان قبل أربع سنوات مؤيدا متحمسا للربيع العربي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مصر عام 2011، انضم كاميرون للمتظاهرين في ميدان التحرير، وكان أحد الشخصيات البارزة التي دعت للإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك.
ويبدو أن الرئيس السيسي قرر التغاضي عن تدخل كاميرون في السياسة المصرية وانتقادات الناشطون في لندن للحكومة المصرية لحملتها ضد تنظيم الإخوان، وأكد أنه لن يناقش تدخل كاميرون السابق في السياسة المصرية خلال اجتماعه معه في داوينينج ستريت اليوم، مشيرا إلى أن ذلك “أصبح تاريخا الآن”.
تدخل الغرب في ليبيا:
يقول الرئيس السيسي أنه عازم على إثارة قضية تدخل أخرى لكاميرون في شمال افريقيا، وهي الحملة العسكرية عام 2011 للإطاحة بنظام القذافي في ليبيا.
وانتقد السيسي تدخل الحكومة البريطانية في حملة الإطاحة بالقذافي قائلا: “ليبيا خطر يهدد الجميع…وفي حال غياب الحكومة الليبية فإن ذلك سيخلق فراغ ويقوي من شوكة المتطرفين” مضيفا: ” المهمة لم يتم استكمالها بعد… خاصة عندما تُركت ليبيا دون قيادة بينما كانت أكثر من تحتاج لمساعدتنا”.
وتتخذ مصر موقفا مشتركا مع الدول العربية في دعم جهود وساطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
السيسي ومواجهة الغرب المحدودة تجاه داعش:
انتقد الرئيس السيسي مواجهة الغرب المحدودة تجاه داعش، قائلاً: “خريطة التطرف وعدم الاستقرار تتسع ولا تتراجع.. نحتاج إلى إعادة تقييم أولوياتنا، وهو ما سيسمح لنا بتكثيف جهودنا”.
السيسي والأزمة السورية:
وبينما يقول السيسي إنه لا يريد أن يتطرق إلى مسألة ضرورة تنحي بشار الأسد، أكد على أهمية عدم تدمير حكومة الدولة قائلا: “نحتاج إلى توخي الحذر الشديد بشأن ضرورة استمرار أداء المؤسسات لعملها”.
المصدر: الوكالات