أكد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة أن الزخم لمعالجة آثار تغير المناخ في تنامى، مشيرا إلى صدور بيان مشترك طموح بشأن تغير المناخ عن الرئيسين الفرنسي والصيني.
وأشار في اجتماع للجمعية العامة بشأن الأعمال التحضيرية لقمة المناخ،إلى أنه اعتبارا من نهاية شهر أكتوبر قدم 155 بلدا خططا وطنية تغطي ما يقرب من 90 في المائة من الانبعاثات العالمية.
وأضاف : يمثل هذا دفعة هائلة، نحو مستقبل أكثر صحة وازدهارا وأمانا , هذه الخطط تدفع عجلة التقدم لجدول أعمال التنمية المستدامة 2030، وتوفر نقطة انطلاق لغايتنا النهائية – الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأقل من درجتين مئويتين.
وأعرب الأمين العام عن تفاؤله من أن تقوم الحكومات بإبرام اتفاق ذي مغزى في باريس مشيرا الى أن هناك نداءات من جميع قطاعات المجتمع تطالب بالقيام بذلك: المدن والمجتمعات المحلية؛ ومنظمات المجتمع المدني؛ ورجال الأعمال والمستثمرون، ورجال الدين والشباب.
وقال إنه سيتواصل مع رؤساء الدول والحكومات خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة لمساعدتهم على فتح هذه القضايا، مؤكدا أن المسؤولية النهائية لنجاح مؤتمر باريس تقع على عاتقهم مضيفا أنه سوف يحث قادة العالم على التوضيح لمفاوضيهم أن الآن هو الوقت المناسب لتسوية وبناء توافق في الآراء ليتم بنى جسورا تمثل حلقة وصل بين الانقسامات التقليدية بين الدول المتقدمة والنامية واكد على أن الدول تعمل نحو المصلحة المشتركة، وتتجاوز المصالح الوطنية الضيقة موضحا أن تغير المناخ لا يحمل جواز سفر ولا يعرف حدودا وطنية.
وأكد أن نجاح اتفاق باريس يستند على أربع عوامل أساسية: يجب أن يكون اتفاقا دائما ومرنا، ومتجذرا في التضامن وذا مصداقية في الاستجابة للحاجة الملحة لتغير المناخ، بما في ذلك من خلال توفير الوسائل المالية وغيرها لدعم هذا الاستجابة.
من ناحية أخرى حذرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الغذاء هلال الفير، من التهديدات الحادة الناجمة عن تغير المناخ وتأثيرها على الأمن الغذائي بما قد يعرض ستمئة مليون لخطر الإصابة بسوء التغذية.
وقالت الفير إن لتزايد حدة وتواتر أحوال الطقس وارتفاع درجات الحرارة ومستويات البحر والفيضانات والجفاف آثارا كبيرة على الحق في الغذاء.
وتأتي تصريحات الفير قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المرتقب بشأن تغير المناخ في باريس في الفترة بين الثلاثين من نوفمبر الجاري وحتى الحادي عشر من ديسمبر القادم.
وشددت المقررة الأممية الخاصة المعنية بالحق في الغذاء على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق تعهدا واضحا من جميع الأطراف المعنية بضمان العدالة في مجال المناخ والأمن الغذائي للجميع
في الوقت نفسه قالت منظمة الصحة العالمية إن تغيّر المناخ هو أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين، داعية المجتمع الصحي العالمي إلى أن يضمّ صوته إليها في توجيه نداء يقضي بإبرام اتفاق قوي وفعّال بشأن تغير المناخ لإنقاذ الأرواح.
وذكرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان أن (البيّنات قاطعة: تغيّر المناخ يهدّد صحة الإنسان، وثمة حلول لذلك ويلزمنا أن نتصرف بحزم لتغيير هذا المسار).
وقالت المنظمة في بيان على موقعها الإلكتروني إن عام 2015 -وهو فعلاً أشد الأعوام حرارة- سيشهد سعي البلدان إلى التوصل إلى اتفاق عالمي للتصدي لتغيّر المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ الذي سيُعقد في ديسمبر المقبل في باريس.
وأضافت أن هذا الاتفاق قد يكون من أهم الاتفاقات الصحية في القرن، فهو ليس فرصة للحد من تغيّر المناخ وآثاره فحسب، بل أيضاً لتعزيز الإجراءات التي يمكن أن تحقق فوائد صحية كبيرة وفورية وتقلّل التكاليف التي تتكبدها النظم الصحية والمجتمعات.
ودعت المنظمة إلى إبرام اتفاق بشأن تغيّر المناخ يشجّع على اتخاذ إجراءات قوية وفعالة للحد من تغيّر المناخ وتجنب المخاطر غير المقبولة المتربصة بالصحة العالمية، وتوسيع نطاق التمويل اللازم للتكيف مع تغيّر المناخ.
كما دعت إلى أن يشمل الاتفاق اتخاذ إجراءات رامية إلى الحد من تغيّر المناخ وتحسين الصحة على حد سواء، بما في ذلك تقليل عدد الوفيات الناجمة عن السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية الناجمة عن تلوث الهواء والتي يزيد عددها حالياً على 7 ملايين وفاة سنوياً.
وكالات