التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ضمن أبرز موضوعات الشرق الأوسط التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة اليوم.
في صحيفة الغارديان حملت إحدى الافتتاحيات عنوان “الحاجة ملحة لمنع اندلاع انتفاضة جديدة”.
تتحدث الافتتاحية في بدايتها عن الخوف الذي يعم حياة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء: إسرائيليون يقفون أمام متاجر بيع الأسلحة بعد أن خففت الحكومة شروط شرائها، عائلات تتجنب الخروج للعشاء في الخارج وتخطط مشاويرها بعناية على إثر حالات الطعن، وتخشى الصعود إلى الحافلات.
وعلى الجانب الفلسطيني العائلات قلقة من إمكانية أن يخرج ابنها أو ابنتها ولا يعود، فإن لم يكن بنيتهم تنفيذ عملية يقتلون على إثرها قد يعلقون في المنتصف ويدفعون حياتهم.
وتقول الافتتاحية إنه بالرغم من أن عدد الضحايا على الجانب الإسرائيلي لم يتجاوز تسعة، وهذا ليس كبيرا، إلا أن مصدر الخوف أن منفذي العمليات ليسوا مرتبطين بتنظيمات يمكن ممارسة ضغوط عليها، ولا يحتاجون سوى لسكين مطبخ فلا يمكن رصدهم قبل تنفيذهم العملية.
وعن الأسباب المحتملة لعمليات الطعن تقول الصحيفة إن الوضع في المسجد الأقصى لعب دورا مهما.
يعتقد الفلسطينيون أن إسرائيل تسعى لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وهو ما تنفيه إسرائيل، إلا أنها تقيد وصول الفلسطينيين إليه وتسمح لليهود بتجاوز الشروط، وهي عدم أدائهم الصلاة بداخله، وهذا يغضب الفلسطينيين.
كذلك فإن غياب أفق تسوية سياسية يبث اليأس في النفوس.
وترى الصحيفة أن ما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حين اتهم مفتي القدس الحاج أمين الحسيني بالمسؤولية عن الهولوكوست سمم الأجواء أكثر.
أما افتتاحية صحيفة الديلي تلغراف فقد حملت العنوان “ليس هذا الوقت المناسب لإزعاج حليف مهم”.
تشير الافتتاحية في البداية إلى تصريح رئيس جهاز الأمن الخارجي MI5 من أن الوضع الأمني في بريطانيا هو الأسوأ منذ وجوده في الجهاز، حيث أن إسلاميين يحاولون تنفيذ عملية كبيرة تسقط عددا كبيرا من الضحايا.
والحالة هكذا، تقول الصحيفة، فإن الوقت ليس مناسبا لإزعاج حليف مهم، هو السعودية، الواقع في المنطقة التي يمكن أن يأتي منها المنفذون المحتملون لعمليات إرهابية في بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى سعي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى تحسين العلاقات ونيته زيارة السعودية، لكنها تقول إنه لم يكن هناك داع لزعزعة العلاقات منذ البداية.
في صحيفة الإندبندنت نطالع تقريرا بعنوان “شرطة مكافحة الإرهاب تطلب من وسائل الإعلام عدم التهور في الاتصال بجهاديين”.
وتأتي القضية بعد أن صادرت الشرطة جهاز الحاسوب المحمول لصحفي في بي بي سي معروف عنه إجراؤه مقابلات مع جهاديين غربيين عبر الإنترنت.
وتقول الشرطة إن هذا يعرض الصحفيين والمؤسسات الإعلامية للخطر.
وتخشى المؤسسات الإعلامية من أن تؤدي القيود إلى تقليص قدرتها على إعداد تقارير لجمهورها عن الجهاديين.
ولم تكن وسائل الإعلام هي الوحيدة التي جرى تنبيهها للموضوع، فقد طلب نفس الشيء من مؤسسات أكاديمية تجري أبحاثا حول موضوع التطرف.
وتخشى أجهزة الأمن من أن يؤدي نشاط صحفيين يعملون متخفين إلى تعريض مؤسساتهم الإعلامية للخطر ولانتقام منظمات جهادية.
المصدر: وكالات