تعكف ولاية كاليفورنيا الأمريكية على بحث تقرير جديد أصدرته منظمة الصحة العالمية لاتخاذ قرار بشأن ما اذا كان يتعين إدراج اللحوم الحمراء والنقانق ولحوم الخنزير على قائمة الأغذية التي يحتمل أن تكون مسببة للسرطان ما يهييء المجال لخوض معركة مع شركات تصنيع وحفظ اللحوم بشأن الملصقات التحذيرية على المنتجات.
ومن شأن إدراج اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة على هذه القائمة التقليل من طلب المستهلكين على هذه المنتجات ما يلحق الضرر بالمنتجين الكبار وقد يفتح الباب على مصراعيه أمام قيام جمهور المستهلكين ممن أصيبوا بالأورام برفع دعاوى قضائية على شركات إنتاج اللحوم.
وتتصدر كاليفورنيا عادة المبادرات الخاصة بالمستهلكين لا سيما في قطاع الزراعة وقد كانت وراء قوانين لوضع الدجاج في أقفاص أكبر حجما وفرض قيود على استخدام المضادات الحيوية في مجال الثروة الحيوانية وذلك قبل تطبيق هذه القوانين في ولايات أخرى بالبلاد.
والآن فإن صناعة اللحوم بالولاية تترقب ما ستقدم عليه الولاية في أعقاب إعلان إحدى الوحدات التابعة لمنظمة الصحة العالمية يوم الاثنين الماضي إن اللحوم المصنعة والحمراء يمكن أن تسبب سرطان القولون والمستقيم لدى البشر وإن الإصابة تعتمد على الكميات المستهلكة من هذه اللحوم.
وتؤكد صناعة اللحوم إن منتجاتها آمنة وصالحة للاستهلاك في إطار غذاء متوازن.
وتقول مبادرة تم إقرارها في كاليفورنيا عام 1986 إن الولاية تحتفظ بقائمة من المواد الكيميائية وغيرها التي يعرف أنها قد تتسبب في زيادة احتمالات الإصابة بالأورام وأنه يتعين على المنتجين وضع تحذيرات واضحة وملائمة بالنسبة للمستهلكين.
ويتوقع بعض الخبراء أن تضيف كاليفورنيا اللحوم المصنعة إلى هذه القائمة فيما يتعين آنئذ على الجهات المنتجة البرهنة للولاية على سلامة منتجاتهم وأنه لا يتعين وضع تحذيرات عليها.
وكانت المراجعة التي أجرتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ومقرها باريس التابعة لمنظمة الصحة العالمية قد صنفت اللحوم المصنعة على أنها “مسببة للسرطان لدى البشر” وذلك في الفئة الأولى من قائمتها المسببة للمرض التي تشمل أيضا التبغ والحرير الصخري (الاسبستوس) وهي مواد توافرت بشأنها أدلة كافية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن تناول شريحة من اللحوم المصنعة تزن 50 جراما -سواء من لحوم الأبقار أو الخنازير التي يجري حفظها عادة بطريقة التمليح أو التدخين- تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18 في المئة.
المصدر : رويترز