مع استمرار عجز المجتمع الدولي في وقف حمام الدم بسوريا المستمر منذ مارس 2011، بات أكثر من نصف السوريين تقريبا مشردين داخل بلادهم الممزقة وفي دول الشتات في واحدة من “أكبر أزمات التشرد في العصر الحديث”.
وحسب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، فإن النزاع المسلح دفع بنحو 13.5 مليون سوري، بينهم أكثر من 6 ملايين طفل، إلى الفرار من ديارهم ليصبحوا “الآن في حاجة إلى المساعدة الإنسانية وبعض أشكال الحماية”.
وتشير هذه الأرقام إلى أن الحرب في سوريا، التي كان عدد سكانها يزيد عن 22 مليون نسمة، خلفت “واحدة من أكبر أزمات التشرد في العصر الحديث” حسب أوبراين الذي أكد أن “نصف الشعب السوري أجبر على الفرار من منازله خلال أكثر من 4 سنوات”.
ومن أصل 13.5 مشرد، فإن أكثر من 6.5 مليون يعانون في سوريا بعد أن هجروا منازلهم في مناطق النزاع، في حين أن نحو 4.2 ملايين سوري يعيشون بظروف صعبة خارج البلاد، بينهم من اختار الانطلاق برحلات بحرية محفوفة بالمخاطر من أجل الوصول إلى أوروبا.
وفي هذا السياق، حذر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، من تفاقم أزمة اللجوء مع ارتفاع عدد اللاجئين إلى أوروبا عبر المتوسط، منذ مطلع العام الحالي، إلى نحو 700 ألف شخص، معظمهم من السوريين، الذين باتوا يدركون أن الجرب في بلادهم ستطول لسنوات عدة.
ويتوقع المجلس الأوروبي وصول “موجة جديدة من اللاجئين قادمة من حلب ومن المناطق في سوريا التي تتعرض للقصف”، وذلك بعد نحو شهر على دخول الطائرات الروسية على خط الأزمة في سوريا التي بات مجالها الجوي يعج بمقاتلات من دول مختلفة.
المصدر: وكالات