قالت واشنطن تايمز الأميركية إن الرئيس باراك أوباما دمّر خلال ست سنوات تقريبا مصداقية الولايات المتحدة “كضامن للعالم الحر”، وهو دور تم ترسيخه والمحافظة عليه بعناية شديدة خلال ستة عقود من قبل 11 رئيسا أميركيا سابقا.
وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان “نهاية القرن الأميركي” للمختص بالأمن القومي الأميركي بيتر فينسنت براي، أن مصطلح القرن الأميركي ابتدعه رئيس تحرير صحيفة “لايف” الأميركية هنري لوس عام 1941 لإبراز رؤيته لأميركا بأن تصبح قوة عظمى خيرة تستخدم نفوذها لإقامة نظام عالمي جديد على أساس الحرية الاقتصادية والسياسية.
وأضافت أن المؤرخين وعلماء السياسة تبنوا أحيانا المصطلح لوصف فترة أميركا المعاصرة التي تبدأ من نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. وزعم الكاتب أن القرن الأميركي كان كما تمنى لوس -على العموم- فترة من السلام والثراء غير المسبوقين، وتم خلاله تفادي حرب عالمية ثالثة، وأصبحت فيه الحرية وحقوق الإنسان أعرافا عالمية، وذلك في الغالب بسبب القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة.
وقال الكاتب إن أوج القرن الأميركي كان عندما انتهت الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي -أحد أكبر المجتمعات الشمولية القمعية في التاريخ- عام 1991، مشيرا إلى أن كتاب الأميركي فرانسيس فوكوياما “نهاية التاريخ” نُشر في العام التالي (أي 1992) ليعلن أن الحرب التي استمرت قرونا بين الحرية والاستبداد وضعت أوزارها أخيرا بانتصار الحرية. وأضاف الكاتب أن كثيرا من الناس في “العالم الحر” تمنوا أن لو كان ذلك حقيقة.
ومضى براي يقول إن العام 2015 سيؤرخ لنهاية القرن الأميركي الذي لم يستمر إلا 70 عاما، وأوضح أن العام الجاري شهد تدهور وتراجع قوة أميركا ونفوذها في كل مكان، وشهد صعود النظم الشمولية والتسلطية على حساب الولايات المتحدة ومجمل “العالم الحر”.
وأورد براي استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم وغزوها لأوكرانيا رغم الضمانات بالحماية التي تعهد بها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لكييف مقابل التخلص من مئات الصواريخ النووية المنصوبة على أرضها.
وأشار الكاتب إلى ما أسماه انهماك روسيا في تطوير صواريخ نووية وبناء قوات تقليدية ضد “حلف الناتو” الذي وصفه بأنه أصبح مجرد ظل لذلك “الناتو” الذي كان أيام الحرب الباردة.
وقال الكاتب إن عودة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط وتحالفها مع سوريا وإيران وإزاحة أميركا بضربات جوية على حلفاء واشنطن في سوريا، ربما تؤرخ بدقة ليوم وفاة القرن الأميركي.
وأضاف أن قدوم روسيا إلى الشرق الأوسط كقوة مهيمنة وإزاحتها لأميركا في وقت لا يزال فيه العالم معتمدا على النفط، يشكل آخر صور الإهانات التي تعرضت لها الولايات المتحدة خلال حكم أوباما ونهاية مصداقية الضمانات الأميركية التي حافظت على “السلام العالمي عبر القوة”.
كما أشار براي إلى تحديث وتطوير الصواريخ النووية الصينية والكورية الشمالية، وإلى ما أسماه “انتصار إيران” في المفاوضات النووية، وما أسماه “صعود الإرهاب” بإنشاء أول دولة له في التاريخ، و”تدفق المهاجرين المسلمين إلى أوروبا وأميركا”، كأدلة على “نهاية القرن الأميركي”.
المصدر: وكالات