أكدت صحيفة “عمان” الصادرة اليوم فى سلطنة عمان أن التصعيد الإسرائيلي الأخير زاد من حدة التوتر في المنطقة ، وأن الجميع على كل المستويات يدرك إلى حد كبير أن المنطقة العربية تعاني من حالات غير مسبوقة من الحروب والمواجهات المسلحة وأعمال العنف والإرهاب التي تدفع دول المنطقة وشعوبها ثمنها غاليا من حاضرها ومستقبلها أيضاً.
وأضافت الصحيفة – في افتتاحيتها اليوم الأحد – أنه ليس من المصادفة أبداً أن تعمد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عمليات تصعيد ممنهجة ومتواصلة ، سواء ضد المسجد الأقصى المبارك ، أو ضد المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة ، أو في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة أيضا.
وتابعت ” إن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة يدور حول الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى القيام بأعمال إجرامية ، وانتهاكات بشعة وواسعة النطاق ضد المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة ، وضد الفلسطينيين في مختلف المدن الفلسطينية ؟ صحيح أن الممارسات الهمجية لقوات الاحتلال الإسرائيلية لم تتوقف ، وتتخذ أشكالا عديدة ومتنوعة ، ولكن الصحيح أن تطورات الأيام الأخيرة تشير بوضوح إلى ما يبدو نية إسرائيلية مبيتة لدفع الأوضاع في القدس والضفة الغربية المحتلة إلى حافة الانفجار ، أو الانفجار الفعلي ، وهو ما بدأت بعض مقدماته في الظهور عبر التوسع في استخدام الرصاص الحي ضد الشبان الفلسطينيين ، وتغليظ عقوبات مهاجمة قوات الاحتلال ، بما في ذلك هدم بيوت الشهداء الفلسطينيين ، وزيادة نقاط وحواجز التفتيش في الضفة الغربية ، والتضييق بشتى السبل على الفلسطينيين في معيشتهم اليومية ، وغير ذلك من الوسائل التي تستثير رد فعل قوي من جانب الشبان الفلسطينيين بغض النظر عن النتائج التي قد تترتب على ذلك.
وأشارت إلى أنه مع الوضع في الاعتبار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد بهذا التصعيد الحفاظ على تماسك حكومته المتطرفة إلا انه من المفروغ منه أن دفع الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة نحو التصعيد الحاد لن يضر الفلسطينيين فقط ، ولكنه سيضر كذلك إسرائيل سياسيا واقتصاديا وإعلاميا خاصة بعد أعداد المعارضين لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية ولغزة ، سواء في أوروبا أو على مستوى العالم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا كانت القيادات الإسرائيلية تظن أنها يمكن أن تستفيد من الأوضاع العربية الراهنة بحكم ما تشهده العديد من الدول العربية من تطورات وأحداث إلا أن التصعيد الإسرائيلي يمكن أن يقلب الأوضاع في الضفة الغربية وغزة رأسا على عقب خاصة إذا تطورت المصادمات وتحولت إلى انتفاضة فلسطينية جديدة لا يعرف احد إذا قامت ، متى وكيف ستنتهي ، وذلك لأسباب متعددة .
وشددت على انه من الأهمية أن تسارع القوى الدولية المعنية بالشرق الأوسط التي يهمها عدم الدفع به إلى أتون مواجهات أوسع إلى العمل الجاد للجم التصعيد الإسرائيلي الهمجي ، وإلى وقف الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى من جانب المستوطنين الإسرائيليين.
واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة:” إذا كان الرئيس الفلسطيني قد أكد على معارضته للعنف كسبيل للتعامل مع الموقف ، فإن موقف حكومة نتنياهو سيكون حاسما في توجيه الأحداث نحو مزيد من التصعيد ، أو إلى الهدوء النسبي ، وفي ظل تركيبة حكومة نتنياهو فإن دعوات التصعيد من جانب أعضائها تصم الآذان”.
المصدر: وكالات