أوردت صحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لحزب الله، أمس الأربعاء، بدء عملية برية في سوريا قالت إنها “الأوسع شمالا”، بعد نحو أسبوع على انطلاق الغارات الجوية الروسية فوق سوريا.
وزعمت أن وحدات كبيرة من جيش النظام السوري تولّت خوض مواجهات في ريف حماه، ما مكّنها من استعادة السيطرة على نحو سبعين كيلومترا، ضمنها عدد من البلدات الكبيرة.
وبشكل يدعو للسخرية، وفق معلقين، أوردت الصحيفة في عنوان تقريرها أن عملية قوات النظام البرية التي بدأتها “من البحر إلى النهر”، وهي عبارة يستخدمها الفلسطينيون منذ عقود.
وأوضحت سبب هذه التسمية حين نقلت عن قائد عسكري في قوات النظام قوله إنّ القيادة الروسية أبلغت حليفيها الإيراني والسوري قرارها المضي في عملية كبيرة وشاملة، تحت اسم “من البحر إلى النهر”، وهي تستهدف مساعدة الحكومة السورية على إعادة بسط سيطرتها على كامل المنطقة الممتدة من ساحل اللاذقية إلى ضفاف نهر الفرات على الحدود مع العراق.
وتوقعت الصحيفة أن تستكمل العمليات، اليوم الخميس، في خطة تهدف في المرحلة الأولى منها إلى تحقيق سيطرة كبيرة في منطقتي ريف حماه وسهل الغاب؛ إذ يجري العمل بقوة على تحضير محاور إضافية تستهدف كل مناطق الشمال.
وقال القائد “العامل ميدانيا”، إنّ الاستراتيجية الروسية واضحة تماما، حتى خصوم موسكو بدأوا يفهمون الأمر، وهي تستهدف بصورة عملية، لا شكلية، استعادة سيطرة الحكومة السورية على كامل الحدود مع تركيا والعراق، وإن مجريات المعركة معقدة وكبيرة.
وأشار القائد الذي نقلت عنه الصحيفة إلى أنّ موسكو بَنَت وفق هذه الاستراتيجية “منظومة عسكرية خاصة في سوريا”، وأنّ الجسر الجوي يعمل دون توقف منذ أسابيع.
وبحسب الصحيفة، وصلت إلى سوريا أسلحة وقوات روسية من مختلف الاختصاصات، من الطائرات الحربية المقاتلة إلى القاذفات إلى وحدات مدرعة مع أحدث الدبابات، ومنظومة صواريخ موجهة، بينها صواريخ بعيدة المدة، وطائرات مروحية قتالية، وأسلحة مدفعية جديدة، مع طواقم فنية تقود أكبر عملية رصد وتعقب تقني.
وأضاف أنّ هذه الوحدات رافقها كل ما تحتاجه من تجهيزات لوجستية وفريق بشري لخدمتها، وهي تنتشر وفق خريطة خاصة بها، وتتخذ إجراءات حماية خاصة، بعدما وفّرت لها السلطات السورية جميع الخدمات التي تحتاجها.
وقالت الصحيفة إن العملية البرية التي أطلقها النظام السوري تهدف في المرحلة الأولى إلى فصل ريف إدلب الجنوبي عن ريف حماه الشمالي، ليشكّل منطقة آمنة تنهي أي طموح للفصائل المسلحة بأيّ تقدم جديد في حماه، وليكون قاعدة ارتكاز في عمليات نحو ريف إدلب وباتجاه سهل الغاب.
وقالت إن العملية بدأت من محاور عدة في الريفين الشمالي الغربي والشمالي الشرقي. واحد شرقا، باتجاه قرية عطشان ومعان، وآخر غربا، باتجاه كفرنبودة والمغير والهبيط (ريف إدلب الجنوبي)، ومحور ثالث غرب وجنوب غرب مدينة مورك (يسيطر عليها النظام) باتجاه لحايا ومعركبة ولطمين.
وبيّنت أن معظم هذه القرى استهدفها سلاح الجو الروسي بغارات دقيقة منذ ليل الاثنين، ليتواصل الغطاء الجوي، بالتعاون مع طيران النظام السوري، لعناصر المشاة المتقدمين.
وأكدت الصحيفة أنه “بحسب معلومات عسكرية رسمية”، فإن إنجاز العملية البرية حتى الآن بلغت مساحته 70 كيلومترا.
وفقا للصحيفة، فإن هذه المساحة خسرها جيش الفتح، “عندما سيطرت وحدات الجيش على مساحة تبلغ نحو خمسين كيلومترا على محور مورك، وعشرين كيلومترا على محور قلعة المضيق في المنطقة ذاتها، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى سلاح الطيران للنظام السوري، بمساعدة روسية.
على الصعيد الاستخباراتي، كشفت صحيفة “الأخبار” نقلا عن قائد ميداني أنّ غرفة التنسيق المعلوماتية العاملة الآن، تضمّ ضباطا من الاستخبارات العسكرية الروسية والإيرانية والسورية، إضافة إلى فريق من الاستخبارات التابعة لحزب الله.
وأعدَّ المركز الاستخباري بنك أهداف يشمل كل مناطق الشمال دون استثناء، ويجري العمل على تحديثه لحظة بلحظة.
ولفت المصدر ذاته إلى أن القيادة العسكرية الروسية الموجودة في سوريا تتلقى الأهداف المقترحة من جانب النظام السوري، وتعمل على توثيقها واستطلاعها ومتابعتها مع وزارة الدفاع في موسكو؛ حيث يُصدَّق على الأهداف المختارة للقصف، ثم تنطلق الطائرات في رحلة تنفيذ الغارات.
وبحسب المصدر العسكري، يجري كذلك التركيز الآن على كل مقار القيادة ومراكز التحكم وإدارة القوات من جانب المسلحين، إضافة إلى قواعد التدريب والحشد ومخازن الأسلحة على أنواعها.
ومن جانبه، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضرورة “التنسيق بين الطيران الروسي والجيش السوري”، لأن ذلك “سيدعم العمليات الهجومية للجيش السوري بصورة فعالة”، على حد قوله.
المصدر:وكالات