أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره التونسى الباجى قايد السبسى اليوم على ضرورة تعزيز التعاون لمواجهة الارهاب ودعم العلاقات الثنائية مشيدين بنتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية التونسية التى عقدت بتونس خلال الفترة من الخامس حتى الثامن من سبتمبر الماضى تحت رئاسة رئيسى وزراء البلدين .
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس التونسى عقب مباحثاتها بالقاهرة .
ورحب الرئيس السيسى بزيارة الرئيس الباجى قايد السبسى الاولى الى مصر، مشيرا إلى أن الزيارة تجسد خصوصية العلاقة بين البلدين والشعبين وحرصهما الدائم على الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى أفاق ارحب لمواجهة التحديات المشتركة.
وقال الرئيس السيسى “أود ان أشيد بنتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية التونسية التى عقدت اجتماعاتها فى سبتمبر الماضى ووقعت 16 وثيقة ثانونية من بينها اتفاقيات ومذكرات تفاهم ، لافتا الى ان تلك الاجتماعات تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المشترك “.
وأضاف انه والرئيس السبسى أكدا على ضرورة تنفيذ تلك الاتفاقيات وزيادة حجم التجارة من خلال الاستغلال الامثل للعلاقات الثنائية مع التأكيد على دور القطاع الخاص بالبلدين .
وأشار الى ان مباحثاته مع السبسى تناولت سبل مواجهة الارهاب والتطرف الذى يهدد البلدين مشددا على انهما اتفقا على ضرورة تطوير الخطاب الدينى لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام .
وشدد السيسى على أن مصر حريصة على دعم التعاون مع تونس لمواجهة الارهاب وتؤيد كافة الجهود التونسية للتصدى لخطر الارهاب .
وأوضح أن المباحثات ركزت أيضا على احداث الحرم القدسى الشريف ، لافتا الى انه ونظيره التونسى أدانا الاحداث التى شهدها الحرم القدسى والتى تؤثر سلبا على استقرار المنطقة .
وقال انه والرئيس السبسى أكدا ايضا على حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
وأشار الى أن المباحثات تناولت ايضا التطورات فى ليبيا مبديا أمله فى عودة السلام والاستقرار والامن الى تلك الدولة العربية .
وحول الاوضاع فى سوريا، قال الرئيس السيسى انه والرئيس السبسى أكدا على ضرورة التوصل الى تسوية سياسية للصراع بسوريا تضمن الحفاظ على وحدة وسلامة الاراضى السورية .
وأضاف انه اتفق مع الرئيس التونسى ايضا على مواصلة التنسيق والتشاور على كافة المستويات لدعم العلاقات ومواجهة المخاطر التى تجابه الامتين العربية والاسلامية.
ومن جانبه أبدى رئيس تونس الباجى قايد السبسى سعادته بزيارة مصر والتى تعد الاولى لرئيس تونسى منذ حوالى نصف قرن، وقال إنه لمس – خلال لقائه مع الرئيس السيسى – الوطنية الصادقة فى شخصية الرئيس السيسى وتفهمه لاوضاع دول الجوار ، منوها الى ان المباحثات تناولت كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف ان تبادل الرأى والتشاور بين حكومتى البلدين يتم بنجاح حاليا.. مبديا أمله فى حدوث تقارب فى العلاقات بين كافة الدول العربية .
واشار الى انه يود ان ينتهز الفرصة لتهنئة الشعب المصرى بمناسبة احتفالات أكتوبر عام 1973 ، مشددا على ان حرب أكتوبر أعادت للشعوب والجيوش العربية كرامتها .
وأبدى الرئيس التونسى سعادته لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى له للمشاركة فى احتفالات السادس من أكتوبر ، منوها الى ان مباحثاته مع الرئيس السيسى جرت فى جو ايجابى .
وأوضح ان المباحثات وجهت رسالة للمستقبل مفادها “ان مصر وتونس حريصتان على تعزيز التعاون والتضامن”، مؤكدا على احترام بلاده لسيادة كافة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية .
وأشاد الرئيس التونسى بالاتفاقيات التى وقعت خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية التونسية .
و فيما يلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي:
فخامة الرئيس الباجى قايد السبسي،
رئيس جمهورية تونس الشقيقة
يسعدني الترحيب بكم ضيفاً كريماً في بلدكم الثاني مصر فى أول زيارة رسمية ثنائية تقومون بها إلى القاهرة منذ توليكم رئاسة الجمهورية التونسية الشقيقة.
وأود فى هذه المناسبة التأكيد على أواصر الأخوة والصداقة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية، وعمق وخصوصية العلاقات التى تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرصنا الدائم على تعزيز وتطوير علاقاتنا الثنائية، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً بما يحقق ويعظم مصالحنا المشتركة ويمكننا من مواجهة التحديات المختلفة التى تهدد البلدين، ويلبى التطلعات التنموية، الاقتصادية والاجتماعية، للشعبين.
كما أغتنم هذه الفرصة للإشادة بالنتائج الإيجابية التى خرجت بها أعمال الدورة الخامسة عشرة للجنة العليا المشتركة بين البلدين والتى استضافتها تونس خلال شهر سبتمبر الماضى برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وما أسفرت عنه من توقيع ست عشرة مذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي فى مختلف المجالات بما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المشترك.
واليوم، فقد أكدتُ والسيد الرئيس على عزم حكومتي البلدين على سرعة العمل على تفعيل هذه الاتفاقات، وتذليل أية معوقات إجرائية بما يضمن دخولها حيز النفاذ، وكذا ضرورة دفع التبادل التجارى، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والاستثمارية من خلال الاستخدام الأمثل للمزايا التى تتيحها الأطر المنظمة للعلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية مع التأكيد على دور القطاع الخاص فى هذا الشأن.
تبادلنا أيضاً وجهات النظر والرؤى حول العديد من القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الدولى والإقليمي، لاسيما تنامى ظاهرة انتشار الإرهاب والتطرف بصورة باتت تهدد الأمن القومي لبلادنا واستقرار دول المنطقة، وأكدنا على ضرورة توحيد الجهود للتصدي الحازم لهذه الظاهرة البغيضة بكافة الوسائل وبالتوازي مع تطوير الخطاب الديني بما يبرز القيم السمحة لديننا الإسلامى الحنيف.
كما تطرقنا إلى التطورات المؤسفة وغير المقبولة التى يشهدها الحرم القدسي الشريف، وجددنا الإعراب عن إدانتنا لتلك الانتهاكات التى تدفع إلى عدم الاستقرار فى المنطقة، وشددنا على أن القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية فى سياساتنا الخارجية حتى يحصل الشعب الفلسطينى الشقيق على كامل حقوقه المشروعة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تناولنا كذلك تطورات الأوضاع فى ليبيا الشقيقة، وأعربنا فى هذا الصدد عن تطلعنا لقبول الأشقاء الليبيين اتفاق السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة بما يسهم في التوصل إلى النتائج الإيجابية المرجوة وفى استعادة الاستقرار والأمن إلى جميع ربوع ليبيا.
أما فيما يتعلق بسوريا، فقد اتفقتُ والسيد الرئيس على ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للصراع بما يضمن الحفاظ على وحدة وسلامة سوريا ويلبى تطلعات الشعب السوري الشقيق.
اتصالاً بذلك، ووسط هذه التحديات الجسام التي فُرضت علينا خلال السنوات الأخيرة وتفاقمت آثارها بسبب اندلاع صراعات متعددة داخل بعض الدول العربية الشقيقة، فضلاً عما تقوم به بعض الأطراف لجر المنطقة إلى منعطف خطير، فقد اتفقنا على دفع آليات التنسيق والتشاور بين البلدين على كافة المستويات فى مختلف المجالات والقضايا حتى نتمكن سوياً من مواجهة واجتياز المخاطر التى تواجه أمتنا العربية والإسلامية.
ولا يفوتني فى هذه المناسبة أن أعيد تأكيد الاهتمام الذي توليه جمهورية مصر العربية للتعاون مع الجمهورية التونسية فى مواجهة الإرهاب، ودعمنا للإجراءات التى اتخذتها الحكومة التونسية لصون أمن بلادها، وأن أعرب عن تمنياتنا الطيبة لتونس العزيزة بالازدهار والتقدم ولشعبها الشقيق بكل الخير والتوفيق.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)