في ذكرى استشهاده.. أكاذيب إسرائيلية حول مقتل «محمد الدرة» أيقونة انتفاضة الأقصى الثانية
منظر وحشى استيقظ عليه العالم، لأب يحمي ولده بيديه من نيران الاحتلال الإسرائيلي طالبا الرحمة من عدو غادر، أطلق النيران لمدة 45 دقيقة متواصلة على طفل صغير غير مبالٍ بصيحات الوالد الذى يستنجد بهم لوقف النار “لأن معه طفل صغير”.
بعد مقتل محمد الدرة تعاطف العالم بأكمله مع الشعب الفلسطينى وقضيته مما أثار الإسرئيليين الذين بدؤوا فى نشر الأكاذيب لنفى الحادثة، أولها كان الترويج لفكرة أن “الدرة مازال على قيد الحياة ولم يمت”، فبعد مقتله أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بادئ الأمر تحملهم مسؤولية موته، وأبدت أسفها لمقتل الصبي، ولكنها تراجعت فيما بعد وصرحت بأن الدرة قتل برصاص القوات الفلسطينية.
أكاذيب إسرائيل لم تتوقف على مدار الـ15 عاما منذ وفاة الصبى وحتى الآن لكن أكثر الأكاذيب نشرت عاما 2013 عندما أعلن “بنيامين نتنياهو” رئيس وزراء إسرائيل، في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، «أن الجيش الإسرائيلي بريء من قتل محمد الدرة في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وأن لجنة حكومية يرأسها وزير الحرب الحالي، موشيه يعلون، حققت في سبتمبر الماضي، عن مقتله، بتقرير بثته قناة “فرانس 2″، ولم تجد ما يدين إسرائيل، بل استنتجت أنه لا يزال حيًا من نهاية الفيديو وأنه كان مختبئا في حضن أبيه، وظهر فيه بوضوح وهو يحرك يده».
وصرح “موشية يعلون” لوسائل الإعلام، عام 2013، بأن الفيديو الذي تم بثه للعالم، كان ضمن حرب إعلامية على إسرائيل، وأن الدرة لا يزال حيًا، ثم قام بتشكيل لجنة هدفها معرفة ما إذا كان “الدرة” حي أم أنها أكاذيب، وأصدرت اللجنه تقارير كاذبة تفيد بأن الدرة ما زال على قيد الحياة، زاعمة أن الفيديو مفبرك ولا يثبت أن هناك قتلا قد حدث، وإنما كان الطفل متأثرًا بوالده بفعل قنابل الغاز، على حد وصفها.
“الشهيد حي يرزق ولكن في الجنة”.. كلمات من الأب، خير رد على أكاذيبهم حول موت “محمد الدرة”، فيقول بأسى إن العائلة عانت من تصريحات الكيان الصهيوني بأن “محمد جمال الدرة” حي يرزق وأنه يتجول ويلعب في كل مكان، مؤكدا على أن الاحتلال الإسرائيلى أخفى كل معالم المنطقة التي استشهد فيها الطفل ليخفوا جريمتهم أمام أي لجنة دولية، وهو ما دفع الأب لإرسال رسائل إلى كافة الصحف العالمية يعلن فيها أنه على أتم الاستعداد لفتح قبر ابنه وفحص الجثة أمام لجنة دولية يكون من ضمنها عرب لإثبات وفاة حقيقة مقتله والتأكيد على الانتهاكات التى مارستها السلطات الإسرائيلية حيال قضية ابنه.
ويذكر أن رئيس مكتب “فرنسا 2” بإسرائيل “شارل إندرلان”، علق صوتيًا على الحادث، بعدما شاهد البث المبدئي للمشهد في فرنسا، والذي مدته 59 ثانية، بأن محمد الدرة ووالده كانا هدف القوات الإسرائلية من إطلاق النيران، وأن الطفل قد قتل، والجدير بالذكر أنه لم يشاهد المشهد في الحقيقة ولكنه إطلع على كافة المعلومات من مصور الفيديو.
وإلى يومنا هذا، مازال الكيان الصهيوني يخرج بأكاذيب حول مقتل “محمد الدرة”، تارة يصرحون أن من قتله هم فلسطينيون، وتارة أخرى ينفون موته من الأساس، والمهم لديهم أن يبعدوا عن أنفسهم جريمة تلوث أيديهم بدماء “محمد الدرة”.
المصدر: وكالات