التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، السبت، بمقر إقامته فى نيويورك مع قيادات صناديق الاستثمار وبيوت المال الأمريكية فى لقاء نظمه مجلس التفاهم الدولي أحد المنظمات الاقتصادية الأمريكية.
تناول اللقاء رؤية مصر إزاء التنمية الاقتصادية الشاملة، وجهود تحسين بيئة الاستثمار وتعزيز رأس المال البشري والمؤتمر الاقتصادي الدولي الذي عقد في مارس الماضي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري بمشاركة دولية واسعة النطاق من الحكومات والقطاع الخاص العالمي, وكان نجاح المؤتمر دليلا إضافيا على إيمان المجتمع الدولى بأن استقرار مصر يعد استقرارا لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
كما تناول اللقاء أيضا افتتاح قناة السويس الجديدة كبداية انطلاق مشروع تنموي عملاق, بما يسهم فى جعل مصر مركزا إقليميا ودوليا للتجارة والاستثمار.
وقد التقى السيسي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر إقامة سيادته بنيويورك.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد خلال اللقاء على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المحورية، منوهاً إلى الأولوية التي تتمتع بها تلك القضية في السياسة الخارجية المصرية.
ونوّه الرئيس إلى مساندة مصر للحقوق الفلسطينية، مستعرضًا مساعيها الدؤوبة لمساعدة الشعب الفلسطيني على إقامة دولته الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني أن بلاده تثمن غاليًا الجهود المصرية الصادقة والمساعي المُقدرة للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية، حقنًا للدماء وصونًا لحقوق الفلسطينيين.
وأشاد الرئيس الفلسطيني بالدور المصري التاريخي في هذا الصدد، مثنيًا على ثباته واستمراريته على مدى عقود طويلة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسى هنأ الرئيس الفلسطيني على موافقة الجمعية العامة بأغلبية مائة وتسعة عشر صوتًا على رفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة، حيث سبق أن حصلت فلسطين على عضوية “دولة مراقب غير عضو” بالأمم المتحدة، معربًا عن تمنياته لفلسطين، قيادةً وشعباً، بكل الخير والتوفيق، وأن تكلل مساعيها من أجل إقامة الدولة المستقلة بالنجاح. وقد وجه الرئيس الفلسطيني الشكر للسيد الرئيس على هذه اللفتة الكريمة.
كما شهد اللقاء تباحثًا بشأن الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكد الرئيس على أهمية عودة السلطة الفلسطينية للقطاع وأن تتولى الإشراف على المعابر، منوهاً إلى أن هذا الأمر سيكون له أطيب الأثر في انتظام فتح المعابر مع القطاع، مما سييسر معيشة الأشقاء الفلسطينيين المقيمن في غزة، ويساهم بشكل أساسي في توفير احتياجاتهم اليومية، فضلاً عن تنقلاتهم إلى الخارج، لمختلف الأغراض التي تشمل التعليم والعمل وتلقي العلاج.
وأكد الرئيس السيسى أن الإجراءات التي تتخذها مصر من أجل تأمين حدودها الشرقية تتم بتنسيق كامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ولا يمكن أن تهدف إلى الإضرار بالأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وإنما تهدف إلى حماية الحدود المصرية والمساهمة في الحفاظ على الأمن القومي المصري والفلسطيني.
وفي سياق متصل، أكد السيسى على الأهمية التي توليها مصر للمضي قدمًا في عملية إعادة إعمار القطاع، منوهاً إلى دور الدول المانحة والمتقدمة في هذا الصدد وأهمية تنفيذ تعهداتها التي التزمت بها أثناء المؤتمر الذي استضافته القاهرة لإعادة إعمار غزة في أكتوبر 2014.
وأوضح الرئيس أن جهود إعادة الإعمار لا تتوقف عند حدود البُعد الإنساني الذي تقدره مصر كثيرًا، وإنما يمتد دورها ليشمل بث الأمل في نفوس الأشقاء الفلسطينيين في غدٍ أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة، وهو الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية من أجل تحقيقه.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني عن خالص تمنياته لمصر بكل الخير والتوفيق، وأن تكلل جهودها المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار على حدودها الشرقية بالنجاح، مشيدًا بمستوى التنسيق الجاري بين مصر والسلطة الوطنية الفلسطينية في هذا الصدد.
المصدر : أ ش أ