الكعبة المشرفة ، المكان الأقدس على وجه البسيطة، التى رفع نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل قواعدها، حاول أزماع تبع أسعد أبى كرب، وابنه حسان بن أبى كرب من ملوك اليمن، هدم الكعبة وبناء مكان بديل للحج ولم يفلح، ومثله فعل أبرهة الحبشي قبل أن يهلكه الله بالطير الأبابيل.
عل مدار التاريخ حاول الكثيرون استغلال الكعبة دينيا وسياسيا، ولم يتوقف هذا الاستعلال منذ خلق آدم وحتى الآن، وأخر فصل من مسرحية المزايدات التاريخية حول البيت الحرام، ما يفعله الصفويون وحكومة الملالي في طهران، التي تحاول استغلال أي حادث في الحرم من أجل الهجوم على السعودية متهمه إياه بالتقصير في خدمة الحجاج، وعدم القدرة على إدارة ركن الحج وهو الركن الخامس في الإسلام، ومطالبة بتدويل السيطرة على الكعبة وخدمة الحجيج، حتى تجد موطئ قدم لها في شبه جزيرة العرب، وتحاول فرض رؤيتها الدينية “الشيعية الأثنى عشرية”.
منذ قيام الثورة في إيران 1979 التي اختطفها الخمينى وحولها من ثورة على نظام الشاه المستبد إلى نوع آخر من الاستبداد الدينى والثيوقراطية ، ورفع نظام الملالى شعار تصدير الثورة كذريعة للتدخل فى شئون دول المنطقة.
حادثة التدافع الأخيرة في مشعر منى بأول أيام التشريق التي نتج عنها مقتل المئات، استغلها الفرس أسوأ استغلال، وكالوا التهم والسباب للقائمين على أمور الحجيج، مطالبين بضرورة المشاركة فى التحقيق حول الواقعة.
والحقائق تقول، إنه غالبًا ما يشهد موسم الحج تجاوزات “إيرانية” عبر حملات ترويج لما يسمونها الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج ومراسم البراءة من المشركين، فضلاً عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن.
وكشفت معلومات أن الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب، حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة، وفقًا لشهود عيان فى حديثهم لموقع “سبق”.
ووفقًا للصحيفة ، قال مسئول إحدى الحملات: إن “الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات شيعية قبل حادثة التدافع”.
يُذكر أن الإيرانيين ارتكبوا حادثة تعد الأشد خطورة خلال موسم الحج في عام 1989 وعرفت بـ”نفق المعيصم”، حيث قام حجاج كويتيون منتمون لما يعرف باسم بـ”حزب الله الحجاز”، وبالتنسيق مع جهات إيرانية، باستخدام غازات سامة لقتل آلاف الحجاج فى نفق المعيصم سنة 1989.
وخرج رأس الدولة فى إيران المرشد الأعلى على خامنئى، مطالب المملكة العربية السعودية بتحمل مسؤولية ما جرى في حادثة مشعر منى، والتعامل معها بـ”إنصاف”، مشيرا إلى أن سبب الحادثة هو “سوء” الإدارة السعودية.
وقال الخامنئى، في بيان أوردته وكالة “فارس” شبه الرسمية، إنه “من غير الممكن عدم الأخذ بعين الاعتبار سوء الإدارة السعودية والتعامل غير الصحيح في التسبب بوقوع الحادث المأساوى بمشعر منى”، داعيا الحكومة السعودية إلى “تحمل مسؤولية ما جرى في هذا الحادث الأليم، والتعامل مع الأمر وفقا للعدل والإنصاف”.
ولم يترك الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأمر حتى يدلي بدلوه في الأمر، مطالبا الحكومة السعودية بتحمل مسؤولية حادثة تدافع منى، داعيا الرياض إلى “أداء واجبها القانوني والإسلامي في هذا المجال”.
ودعا روحاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة فارس الإيرانية، الجمعة، النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري إلى تشكيل لجنة خاصة للبت بهذه “الكارثة” على وجه السرعة، مؤكدا أن “أولوية اللجنة إيفاد فرق الإغاثة إذا اقتضت الضرورة و إرسال طائرات الركاب إلى السعودية، والبت بشوؤن الحجاج وجرحى الكارثة ونقل الجثث إلى البلاد”.
وطالب روحاني الخارجية الإيرانية والسفارة في السعودية بدراسة أسباب وقوع الكارثة واتخاذ الإجراءات اللازمة “لإحقاق حقوق الضحايا”، داعيا “الحكومة السعودية إلى تحمل مسؤوليتها في وقوع الكارثة والعمل بواجباتها القانونية والإسلامية في هذا الصدد”.
وفي إطار حملة التصريحات التي تشنها إيران ضد السعودية، حمل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، مسؤولية حادثة منى للسعودية، مبرزا أن قرار خاطئ للسعودية يقضي بإغلاق طريقين يؤديان إلى الجمرات، هو السبب في الحادث.
وقال المتحدث في تصريح لوكالة فارس الإيرانية، “إن عدم كفاءة الحكومة السعودية قد ثبت من قبل، عندما ارتكبت المجازر بحق الشعب اليمني خلال الشهر الحرام”.
وأضاف في تصريحه لوكالة فارس “لقد برهنت الحكومة السعودية عدم كفاءتها في إدارة مراسم الحج، وذلك نظرا لوقوع حادثتين مؤسفتين في فاصلة زمنية قصيرة بموسم الحج هذا العام، التي أدت إلى مقتل المئات”.
وشدد بروجردي على “ضرورة أن يكون الحرم المكي آمنا للمسلمين، وأن مقتل الحجاج دليل عدم كفاءة الحكومة السعودية في حماية أرواح ضيوف الرحمن، وأضاف أنه ثبت مرارا أن السعودية تفتقر للكفاءة في إدارة مراسم الحج”.