تحدثت صحيفة «السفير» اللبنانية اليوم الاثنين عن توافق روسي أمريكي علي إقامة غرفة عمليات مشتركة في سوريا لمواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية ، وقالت في تقرير : ثلاثة أيام قبل إنهاء الجسر الجوي الروسي إلي سوريا، تكتمل الاستعدادات لحرب روسية ـ سورية ـ إيرانية .. وأميركية مشتركة ضد «داعش» و «جبهة النصرة» ، متوقعة وصول طائرات حربية ومروحية روسية حديثة إلي سوريا قريبًا لهذه المهمة.
ونقلت «السفير» عن مصادر أمنية غربية في تقريرها ، أن الروس والأميركيين أنهوا مشاورات خلال عملية الجسر الجوي ، أدت إلي التوافق علي غرفة عمليات مشتركة في سوريا ، تضم ضباطاً من هيئات الأركان لدي الطرفين .
وكانت ست طائرات روسية ، من طراز «سوخوي 30» ، قد تمركزت في مطار حميميم قرب مدينة جبلة علي الساحل السوري ، فيما تتوقع مصادر سورية أن تنضم إلي السرب الأول ست طائرات من طراز «سوخوي 34» .
ويعمل الروس بحسب الصحيفة علي حشد أسراب إضافية من طوافات «مي 23» و «مي 25» ، فيما تنتظر دمشق استلام 8 طوافات من طراز «مي 28» ، المعروفة باسم «الصياد الليلي» ، لمواجهة الدبابات و تطوير العمليات الليلية .
ولم تستبعد «السفير» أن ينضم إلي الغرفة بريطانيون وفرنسيون، خصوصاً بعد القرار الرئاسي باللحاق بالروس والأميركيين ، وتوجيه ضربات إلي «داعش» .
ورأت «السفير» أن المهمة الأولي لغرفة العمليات تبادل المعلومات حول بنك الأهداف ، خصوصاً أن السوريين والإيرانيين يملكون معطيات «أرضية» أوسع بكثير مما تملكه عمليات الاستطلاع الجوي الأميركية المستمرة، فيما لا يملك الفرنسيون معلومات كافية عن انتشار «داعش» في سوريا، بعد رفض الأميركيين تقاسم المعلومات معهم، طيلة مدة رفضهم المشاركة في عمليات ضرب التنظيم في سوريا ، كي لا يستفيد منها النظام في سوريا، علي ما كان يقوله الرئيس فرانسوا هولاند .
كذلك تسعي الغرفة المشتركة بحسب الصحيفة إلي تنظيم «الازدحام» في الأجواء السورية ، خصوصاً في الشمال، التي تجوبها مقاتلات سورية وأميركية وروسية قريباً .
وكان وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو و الأميركي أشتون كارتر ، قد أجريا الجمعة الماضي محادثات هاتفية ، للمرة الأولي منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل 18 شهراً، تؤكد الذهاب نحو التنسيق في العمليات الجوية .
ونقلت «السفير» عن مصادر أمنية غربية ، تأكيدها أن العمليات الروسية ، بالتنسيق مع السوريين والإيرانيين، لن تتوقف علي الدفاع عن «سوريا المفيدة» فحسب، لافتة إلي أن طبيعة المعدات المنشورة تشير إلي أهداف أبعد، ‘أولها يتعلق بالأمن القومي الروسي ، بضرب التجمعات «الجهادية» الشيشانية و القوقازية في الشمال السوري، وعلي مقربة من قواعدها الخلفية في تركيا، كما يشمل ضرب أهداف أوسع في الجنوب السوري حيث تنتشر علي مشارفه مجموعات «داعش» ، وفي الشرق حول مدينتي الميادين ودير الزور .
و قالت الصحيفة إنه من المنتظر أن تتضح معالم الاستراتيجية الروسية في سوريا ، خلال الخطاب الذي سيلقيه ، للمرة الأولي منذ ثمانية أعوام ، الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة المقبل ، في نيويورك ، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، متوقعة نقلاً عن مصادر غربية أن يحدد الرئيس الروسي خريطة الطريق التي سيعمل عليها في سوريا ضد «داعش» ، وأن يعمد إلي دعوة الدول الإقليمية المنخرطة في الحرب علي سوريا إلي تطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و2173، وخاصة تركيا والأردن، إلي منع المسلحين من عبور حدودها إلي سوريا، وتجفيف منابع الإرهاب وتمويله .
وتوقعت الصحيفة أن يطرح بوتين علي زائره التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء في موسكو، خريطة الطريق، والمطالب الروسية من تركيا، التي تدعم عمليات الجماعات «الجهادية» و «جبهة النصرة»، خصوصاً في الشمال السوري .
المصدر: وكالات