تتسلم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الثلاثاء في أوسلو جائزة نوبل للسلام التي تريد الإفادة منها لحث الدول التي لم توقع بعد على اتفاقيتها على القيام بدورها بإزالة أسلحة الدمار الشامل هذه.
وأعلن مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو في مؤتمر صحفي الاثنين عشية حفل توزيع جوائز نوبل “أن إزالة كافة الأسلحة الكيميائية (…) قضية نبيلة ولا أرى أي سبب لعدم قيام أي دولة بذلك”.
وفازت المنظمة المكلفة الاشراف على تطبيق اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الموقعة في العام 1993، بجائزة نوبل للسلام في 11 أكتوبر تقديراً لجهودها الرامية الى إزالة هذه الأسلحة ، لاسيما في سوريا حيث تشرف حالياً على تفكيك ترسانة نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي نجاح قل نظيره بالنسبة لنزع الأسلحة في العالم ، تعد المنظمة اليوم 190 دولة عضواً بينها سوريا التي انضمت اليها في أكتوبر الماضي.
وتبقى ست دول فقط لم تصادق بعد على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وهي: اسرائيل ، كوريا الشمالية، مصر، جنوب السودان، بورما وانجولا.
وقال أوزومجو “نعلم أن بعضاً منها بات قريباً جداً من الانضمام”، أما بالنسبة للدول الأخرى “آمل بصدق أنها ستعيد النظر في المسألة وتنضم الى الاتفاقية المتعلقة بالأسلحة الكيميائية”.
ومنذ انشائها قبل ستة عشر عاماً أشرفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تدمير أكثر من 80% من الأسلحة الكيميائية المعلنة في العالم.
إلا أن الدولتين اللتين تملكان أكبر الترسانات الكيميائية ، الولايات المتحدة وروسيا، لم تدمران بعد كامل مخزوناتهما بعد تفويت الموعد الاقصى المحدد في ابريل 2012 لانجاز عملية التدمير ، لكنهما على المسار الصحيح لاكمال ذلك بحسب أوزومجو.
وصرح رئيس لجنة نوبل ثوربيورن ياجلاند الاثنين “نأمل أن نتمكن في مستقبل قريب من التخلص من فئة كاملة من الأسلحة ، (وهي) الأسلحة الكيميائية”.
وفي سوريا التي شهدت هجوماً كيميائياً في 21 أغسطس الماضي ، تضع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حالياً اللمسات الأخيرة على التحضيرات الرامية الى ازالة الترسانة الكيميائية التي يملكها النظام.
ومن المفترض تدمير 1290 طناً من الأسلحة الكيميائية في الإجمال بحلول نهاية يونيو 2014.
وبموجب خارطة الطريق المتفق عليها ينبغي نقل أخطر العناصر خارج البلاد قبل 31 ديسمبر ليتم تدميرها بعد ذلك بواسطة تقنية التحليل المائي على متن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية.
لكن بسبب الوضع الأمني المتدهور على الأرض حيث أنها المرة الأولى التي تقوم فيها المنظمة بمهمة في بلد في حالة نزاع مسلح ، قد يطرأ تأخير طفيف على هذا الاستحقاق كما حذرت المنظمة.
وقال أوزومجو “سيكون من الصعب التقيد بالجدول الزمني”، لكنه أكد أن هدف التدمير الكامل في منتصف 2014 لم يتغير.
فالتدهور الأمني الميداني يعقد عملية نقل الأسلحة الى مرفأ اللاذقية السوري حيث سيتم اخراجها من البلاد.
لكن أمس الاثنين أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات النظامية استعادت السيطرة على طريق سريع هام يربط دمشق بمحافظة حمص باتجاه اللاذقية.
وتشتمل جائزة نوبل على ميدالية ذهبية وشهادة ومبلغ ثمانية ملايين كورون سويدي (حوالى 1.2 مليون دولار ، 898 الف يورو).
وستستخدم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذا المبلغ المالي لإنشاء جائزة خاصة بها كما أعلن مديرها.
وقال أوزومجو في هذا الصدد “بالطبع لن ندخل في منافسة مع جائزة نوبل للسلام”، موضحاً “ستكون جائزة متواضعة مخصصة فقط لمكافأة أولئك الذين يساهمون في (تحقيق) أهدافنا وسيستمرون في فعل ذلك”.
وسيتم أيضا تسليم جوائز نوبل في الأداب والكيمياء والفيزياء والطب والاقتصاد اليوم الثلاثاء في ستوكهولم.
المصدر: أ ف ب