لم يكتف تنظيم داعش بقطف رؤس معارضيهم من البشر، بل تعداها لاغتصاب التماثيل وقطع رؤسها في سوريا والعراق وتدميرها، وآخرهم بعل شمين الذي يعتبر ” سيد السماوات” وإله الخصب والمطر في تدمر، ويعتبر معبده الوحيد من نوعه الذي بقي محافظا على شكله الأصلي وبني في بداية القرن الأول الميلادي.
وقام التنظيم الإرهابي بتفجر المعبد الذي يقع على بعد عشرات الأمتار من المسرح الروماني مستخدما كميات كبيرة من المتفجرات.
ومنذ أيام قام تنظيم “داعش” بقطع رأس المدير السابق للآثار في مدينة تدمر خالد الأسعد، (82 عاما) الذي شغل منصب مدير آثار تدمر منذ عام 1963 لغاية 2003، والذي يعتبرأحد أهم الخبراء في عالم الآثار.
واتخذ تنظيم داعش الأماكن الأثرية في تدمر مسرحًا لعمليات الإعدام حيث “نفذوا إعدامات في المسرح الأثري، ودمروا في شهر يوليو الماضي تمثال أسد أثينا الشهير الذي كان موجودا عند مدخل متحف تدمر، كما حولوا المتحف الى محكمة وسجن.
وتأتي هذه العمليات الإرهابية في حق الآثار بعد شهرين من تحطيم تمثال أسد اللات، وهو قطعة فريدة بارتفاع أكثر من ثلاثة أمتار وتزن قرابة 15 طننا.
وبحسب الأمم المتحدة فقد تعرض أكثر من 300 موقع أثري سوري إلى الدمار أو النهب خلال النزاع في سوريا المستمر منذ أكثر من أربع سنوات.
ودمر تنظيم الدولة الذي يحتل مناطق واسعة من العراق وسوريا، في إبريل الماضي مدينة النمرود الاثرية في العراق مستخدمين جرافات وفئوس ومتفجرات، كما خربوا ايضا مدينة الحضر الرومانية ومتحف الموصل في شمال العراق.
وتعالت الأصوات العربية للتحرك الفوري لحماية الآثار، حيث استنكر البرلمان العربي تدمير تنظيم “داعش” الإرهابي للآثار التاريخية المدرجة على لائحة التراث العالمي في مدينة تدمر بوسط سوريا، داعيًا مؤسسات المجتمع الدولي وخاصة اليونسكو للحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي والإنساني المهدد بالتدمير في سوريا.
وأدان رئيس البرلمان أحمد بن محمد الجروان في بيان اليوم، العمل الإجرامي الذي قام به تنظيم “داعش ” في مدينة تدمر، محذرًا من استمرار هذه الجهات الإرهابية في سياساتها الهدامة لكل ما هو حضاري وثقافي في الوطن العربي، مطالبا بضرورة التحرك الدولي الفوري لحماية الموروثات الحضارية القيّمة في كل من سوريا والعراق، وعدم ترك المجال مفتوحًا لتنظيم ” داعش ” للعبث بموروث الإنسانية الحضاري العائد لمئات وآلاف السنين.
المصدر: وكالات