قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن التساهل في فتاوى التكفير وتصيد الغرائب التي تدعم هذه الفتاوى قد آل بنا إلى ما ترونه اليوم من قتل وذبح واستحلال للدم باسم الكفر والخروج عن الملة.
وأضاف الطيب خلال كلمته في المؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية، أن العرف يمثل خطورة على الفتوى، مشيرًا إلى أن قاعدة تغيير الفتوى بتغير العرف أصبحت قاعدة شبه مهمة في قضية الفتوى حتى لا تصبح الفتوى سببًا في حالة الفوضى والارتباط عند الجماهير.
وأشار إلى أن العرف هو أصل شرعي في بناء التشريع، ولكن يجب أن يتغير هذا العرف باختلاف الزمان، مستشهدًا بقول الله سبحانه وتعالى “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”، وفي آية أخرى “ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج”.
وتابع “كثير من أحلام الناس والبيوت التي تهدمت بسبب فتاوي وأحكام بنيت في بيئة غير ملائمة لبيئة أخرى، أو أن هناك البعض الذين لا يزالون ينقلون العرف نقلا حرفيًا مسلمًا وكأن التشريع توقف بحياة الناس عند تاريخ معين وبيئة جغرافية معينة”.
وأكد أن الأصل في الدين هو التيسير، مدللا بحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها التي قالت “ما خُير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا”.
من ناحية أخرى انتقد شيخ الأزهر فتاوى تحريم التحف والتماثيل والتكسب من التصوير وتدمير آثار ذي قيمة فنية باسم الإسلام، قائلا ” بعض المعنيين بالإفتاء يصادرون بالتحريم المطلق بالرغم من أن المحل محل بحث”.
ولفت إلى أن تحريم صناعة التماثيل فى صدر الإسلام لأنها كانت تعبد من دون الله، وكان من المحتمل تحريمها من باب سد الذرائع، متسائلا “ما هى علة التحريم الآن بعد أن استقر الإسلام وتلاشت عبادة التماثيل مع التوحيد لم نسمع أن مسلما عكف على عبادة تمثال”.
وأوضح أن الفتاوى المتشددة شغلت المسلمين عن أخذ مكانتهم بين الأمم، ولاسيما أنه لا تزال هناك فتاوى بنيت على أعراف انتهت، مؤكدًا أن الرسول طمأننا قبل الانتقال للرفيق الأعلى أنه لا يخاف علينا من الشرك خاصة أن المسئولية تحتم التيسير على المسلمين ورفع الحرج ومراعاة الأحوال.
ويعقد المؤتمر العالمي لدار الإفتاء تحت عنوان “الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل” برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بحضور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والمستشار أحمد الزند وزير العدل، والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة.
وشهد المؤتمر حضورا كبيرا، حيث حضر عدد كبير من أعضاء هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، والحبيب على الجفرى، كما شارك وفد من الكنيسة المصرية ممثلا عنها الأنبا أرميا، وهشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات.
المصدر: وكالات