أكد أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن مصر تضطلع بدورها علي أكمل وجه وذلك في إطار ما يكفله تفويض القمة الإسلامية الثانية عشرة معربا عن أمله أن تواصل دورها الريادي في العالم الإسلامي لما لها من ثقل تاريخي وجغرافي يؤكد أهمية عملها وضرورة التنسيق الدائم معها .
جاء ذلك في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة حول انعقاد مؤتمر وزراء خارجية التعاون الإسلامي في كوناكري بغينيا يوم الاثنين المقبل .
وأفاد بأنه هناك تنسيق دائم بين المنظمة ورئاسة القمة الإسلامية ورئاسة المجلس الوزاري وتعاون دائم مع مصر التي شاركت بوفد في الزيارة الأخيرة في ميانمار بصفتها رئيس القمة الإسلامية الثانية عشر والاجتماعات الخاصة بالمنظمة ..واصفا مصر بالعضو النشيط والفاعل.
وأضاف أوغلي أن اجتماع وزراء الخارجية سيبحث الأوضاع الأمنية في ليبيا واليمن والسودان وأفغانستان و جامو وكشمير وقضايا الدول الأفريقية كالأوضاع في الصومال وغينيا ومالي والساحل العاج مشيرا إلي عقد جلسة خاصة حول فلسطين وبالتحديد القدس الشريف والتي من المتوقع أن تسفر عن خطة عملية غير نمطية من أجل حماية القدس من التهويد .
كما سيبحث وزراء التعاون الإسلامي قرارات جديدة حول سوريا تختلف عن القرارات السابقة لاجتماعات المنظمة وتم مناقشة هذه القرارات في الاجتماع التمهيدي بجدة بما في ذلك النظر في الوضعين الميداني والإنساني في سوريا بجانب مناقشة ظاهرة الإسلاموفوبيا و الإعلان عن التقرير الخامس الصادر عن مرصد الإسلاموفوبيا التابع للمنظمة .
وأوضح أن الاجتماع سيناقش عمل الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الانسان وتقرير الخاص بأوضاع حقوق الانسان فضلا عن بحث أوضاع الصحة والمرأة والطفل في العالم الإسلامي وجملة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية .
وذكر أوغلي إنه سيقدم شرحا للوزراء عن نتائج زيارته إلي ميانمار في إطار إعداد قرار خاص حول أقلية الروهينجيا المسلمة هناك.. وسوف يتم الإعلان عن التوصيات والمهام التي يمكن للمنظمة أن تقوم بها خلال الفترة المقبلة لصالح هذه الأقلية .
ورد علي سؤال حول الانتقادات التي تعرضت لها المنظمة من تركيا حول التطورات الأخيرة في مصر ، قال أكمل الدين إحسان أوغلي إن المنظمة شأنها شأن أي منظمة دولية أخري تعكس آراء الدول الأعضاء والأمانة العامة للمنظمة تنفذ ما تمليها عليها الدول الأعضاء من قرارات وهذا الشأن بالذات لم يطرح من قبل أي دولة لبحثها .
وتابع أوغلي أن الأمين العام ، وفقا للميثاق الجديد ، يمثل جميع الدول الأعضاء وليس دولة واحدة ويتقيد بما ورد فيه والذي ينص في مادته 19 علي أنه ” لا يجوز للأمين العام أن يتلقي لدي أدائه مهامه تعمليات من أي سلطة سوي المنظمة و تحترم الدول الأعضاء هذه الطبيعة الدولية وتمتنع عن التأثير عليه بأي طريقة للقيام بواجباته .”
وأعرب أوغلي عن أمله في إزالة جميع الخلافات بما فيه الخير الصالح الأمة الإسلامية معربا عن اعتقاده بأن الخلاف بين مصر وتركيا لن يلقي بظلاله في الاجتماع المقبل في كوناكري.
وأوضح أن مصر وتركيا شاركتا معا في العديد من الانشطة والاجتماعات المشتركة بما في ذلك زيارة وفد المنظمة إلي ميانمار والاجتماع التحضيري وزراء الخارجية في كوناكري وكان التنسيق والتعاون باديا بوضوح بين الجانبين .
وردا علي سؤال حول دور المنظمة في دول الربيع العربي ، أكد أوغلي الموقف الثابت للمنظمة من دعم الديمقراطية خلال الأحداث التي جرت في أكثر من دولة بدءا من تونس ومرورا بمصر وليبيا واليمن والسوريا ولهذا تدعم المنظمة أي تحول ديمقراطي أو عملية إصلاح تأخذ في الاعتبار طموح وتطلعات الشعوب الإسلامية وازدهارها ونمائها .
وتابع أنه من المؤكد أن تدهور الأوضاع الأمنية في بعض تلك البلدان يثير القلق والخوف من مرور العملية الانتقالية بجملة من التحديات والعقبات التي قد تحول دون التحول الكامل والآمن إلي دولة ديمقراطية ومستقرة مؤكدا حرص المنظمة أن تكون جزءا من الحلول وأن تقدم كل جهودها لمساعدة الدول الأعضاء علي النهوض واستكمال مسيرتها الديمقراطية .
وأوضح أن المنظمة تدرك جيدا أن هذا الطريق ليس مرصوفا بالورود ويكتنفه العديد من الزلات ولابد من المتابعة عن كثب التجارب الناجحة لتكون نبراسا يتهدي به الآخرون.
وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إن المنظمة دعمت الحل السلمي في سوريا ولا تزال حيث يعد الحل الأمثل والمفتاح لانفراج الأزمة ولذا جاء الدعم منذ البداية للمبعوث الدولي العربي كوفي أنان ومن بعده الأخضر الإبراهيمي وكافة الجهود السياسية التي تصب في إيجاد حل سلمي للخروج من النفق المظلم فى سوريا بما فيها اجتماعات أصدقاء الشعب السوري التي شاركت المنظمة فيها .
وأكد أوغلى دعم منظمة التعاون الإسلامي لمؤتمر “جنيف 2 ” ومن قبله ” جنيف 1 ” معتبرا أن مؤتمر “جنيف 2 ” يمثل فرصة أخيرة للخروج بحل سلمي للأزمة .. معربا عن أمله في توجيه الدعوة للمنظمة للمشاركة في هذا الاجتماع لما لها من ثقل دولي ودور يمكن أن تلعبه في هذه المسألة .
وأوضح أوغلي أنه هناك تنسيق دائم بينه وبين الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية واتصالات دورية حول الأوضاع في سوريا لاسيما أن هذه التطورات باتت تشكل جزءا أساسيا من أجندة المجموعة العربية في منظمة التعاون الإسلامي .
وردا علي سؤال حول الاتفاق الأخير بشأن البرنامج النووي الإيراني ، رحب أوغلي بهذا الاتفاق مشددا علي ضرورة نزع جميع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة من أجل ان يتحقق السلام والأمن الدوليين .
وأكد أن المنظمة هي البيت الجامع للدول الأعضاء وهي الإطار الوحيد حل الخلافات بينها تفاديا لتدويلها أو استغلالها من قبل أي طرف لإضعاف العالم الإسلامي .
المصدر:أ ش أ