قام وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بزيارة لم يعلن عنها مسبقا لبغداد اليوم الخميس لتقييم الحملة على تنظيم داعش في وقت يجهز فيه العراق خططا لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.
وهذه أول زيارة يقوم بها كارتر للعراق منذ أن أصبح وزيرا للدفاع في فبراير. وقال إنه سيلتقي بقادة أمريكيين وزعماء سياسيين عراقيين من بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي.
تجيء الزيارة في وقت تحاول فيه القوات العراقية التمهيد لحملة لاستعادة الرمادي من خلال عزل المدينة بمساعدة ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة قبل شن هجوم شامل.
وكان تنظيم داعش قد انتزع السيطرة على الرمادي قبل نحو شهرين موسعا نطاق سيطرته على وادي الفرات غربي بغداد وموجها ضربة قوية للعبادي وجيشه المدعوم من الولايات المتحدة.
وقال كارتر إنه يسعى للوقوف بنفسه على تفاصيل الحملة. كان كارتر قد انتقد القوات العراقية قائلا إنها تفتقر لإرادة القتال في الرمادي.
وقام كارتر بزيارة لقوات جهاز مكافحة الإرهاب حيث شاهد عناصرها الذين ارتدوا زيا أسود أثناء تدريبهم على إطلاق النار على نماذج أهداف. وأشاد بالقوات الخاصة العراقية وعبر عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى منهم في المعارك.
وقال “قواتكم تقدم أداء جيدا جدا وبشجاعة شديدة.” وعبر عن ثقته في أن تنظيم الدولة الإسلامية سيهزم في نهاية المطاف.
وكان سقوط الرمادي أسوأ هزيمة تلحق بالجيش العراقي منذ أن اجتاح مقاتلو داعش شمال العراق الصيف الماضي.
كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصدر الشهر الماضي تعليمات بإرسال 450 جنديا أمريكيا آخر للعراق للانتشار في قاعدة التقدم الأكثر قربا من القتال الدائر بمحافظة الأنبار والتي تبعد 25 كيلومترا تقريبا فقط عن الرمادي.
وكان من أهداف الانتشار الأمريكي الجديد في قاعدة التقدم تشجيع العشائر السنية على المشاركة في المعركة مع الدولة الإسلامية وتنسيق الجهود في قاعدة عين الأسد الجوية التي توجد في الأنبار أيضا.
وقدر متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عدد المتدربين في قاعدة التقدم منذ إنشائها بنحو 1800 متطوع سني.
وقال المتحدث إن القوات السنية ستلعب دورا رئيسيا في تأمين المنطقة لكنه استبعد أن تقود أي تقدم إلى داخل الرمادي وهو أمر قد يحدث في غضون شهرين.
وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة تقدر أن هناك ما بين ألف وألفي مقاتل من داعش في الرمادي.
وقال قادة للفصائل الشيعية المسلحة التي قادت معظم القتال في العراق ضد تنظيم داعش في الأشهر الإثني عشر الماضية إن التركيز الأساسي ليس على الرمادي وإنما على مدينة الفلوجة القريبة والتي تخضع لسيطرة المتشددين منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقال كارتر إنه سيلتقي أيضا بزعماء سنة خلال زيارته مشيرا إلى أن المشاركة السنية في الحملة أساسية لنجاحها.
وذكر مسؤول دفاع أمريكي كبير أن العراق أظهر قدرا من “قوة الدفع الإيجابية” في تواصله مع السنة خلال الشهور الماضية مضيفا أن كارتر يأمل في تعزيز هذه الأجواء.
المصدر: رويترز