قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إنه مهما بلغ غضب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وسلاطين الخليج، فإن الشك سينتاب العرب بأن الولايات المتحدة أخذت جانب الشيعة فى الحرب الطائفية الدائرة فى الشرق الأوسط.
وفى مقاله فى صحيفة اندبندنت البريطانية، أمس، تناول فيسك التأثيرات السياسية الناتجة عن توقيع الاتفاق التاريخى بين إيران ومجموعة 5+1، والذى سيحجم إنتاج إيران النووى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وتابع فيسك قائلا إن الإيرانيون وافقوا على كبح جماح برنامجهم النووى وحزم أجهزة الطرد المركزى وإخراجها من الخدمة والحد من مخزون اليورانيوم المخصب، مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران وتحويل أموالها التى احتجزتها بنوك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى منذ إعلان روح الله الخمينى الثورة الإسلامية الإيرانية منذ 36 عاما.
واعتبر فيسك أن إيران، بعد توقيع الاتفاق وإعادة العلاقات مع امريكا، سوف تصبح «شرطى أمريكا فى الخليج» كما كانت خلال فترة حكم الشاه، لافتا إلى استغناء أمريكا عن «نفوذ المسلمين السنة الذين ارتكب أبناؤهم جريمة ضد الإنسانية فى 9/11، وانجبوا أسامة بن لادن الذى تحالف مع طالبان، والأمراء الذين يدعمون المتشددين الإسلاميين فى سوريا والعراق»، على حد قوله.
وقال فيسك ساخرا «إن الولايات المتحدة لم تعد راغبة فى التعامل مع أمراء الخليج الآيلين للانهيار، من خطاباتهم المتزمتة وثرواتهم المتعبة (إلا إذا استخدمت فى شراء الأسلحة الأمريكية طبعا)».
ويعتقد فيسك أن إيران ستحاول إقناع الولايات المتحدة بدعم الرئيس السورى بشار الأسد، من أجل القضاء على داعش «السلفى الوهابى»، وهذا ما سيثير غضب داعش وإسرائيل بسبب الاتفاق الأخير.