بعد الانتصارات التي حققها تنظيم داعش على الأرض في عدد من المناطق والمدن في العراق وسوريا وليبيا، والهجمات الإرهابية الوحشية التي شنها الجمعة في كل من فرنسا وتونس والكويت، رأت صحيفة “بوسطن جلوب” الأمريكية أن داعش أنهى الأسبوع الأول من شهر رمضان بصورة دموية مروعة.
وتشير الصحيفة في تقرير لها إلى أن داعش قد لا يكون قادراً على الانتصار على المدى البعيد، غير أنها تنبه أنه ما لم يكن العالم مستعداً اليوم لمواجهته عبر موقف حازم قوي، فإنه قد لا يهزم في وقت قريب.
وتوضح “بوسطن جلوب” أنه وفقاً للتقارير الأولية، شن “ذئب منفرد” في فرنسا، على صلة بأنصار داعش، ولكنه لم يتلق دعماً مباشراً من التنظيم، هجوماً ضد منشأة للغاز جنوب شرق مدينة ليون، وستكشف الأيام المقبلة عن طبيعة هذا الهجوم.
وبحسب الصحيفة فإن تقارير غير مؤكدة توحي بأن المهاجم كان عاملاً في المصنع، كما أن نفس التكتيك استخدمه داعش خلال الأشهر الأخيرة وبنجاح غير مسبوق، كما حدث في “جارلاند” في تكساس، حيث حاول مهاجمان بتشجيع من أنصار داعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إطلاق النار على المشرفين على مسابقة لرسم النبي محمد.
وفي تونس، أطلق مسلح النار على سياح في منتجع ساحلي، وقتلا عشرات الأشخاص، وهو الهجوم الثالث من نوعه في بضعة أشهر، فقد هاجم ثلاثة إرهابيين في شهر مارس الماضي متحف باردو في العاصمة التونسية، مستهدفين أيضاً صناعة السياحة في هذا البلد، ويتسم الهجومان بما يمكن أن تقوم به خلية إرهابية من متوسطة الحجم إلى صغيرة، رغم أن المنفذين قد يكونا مرتبطين بحضور أكبر لتنظيم داعش في البلاد، كما بدا برأي الصحيفة أن الهجوم الثالث عبر أطلاق النار على ثكنة عسكرية ينطبق بشكل وثيق على نموذج “الذئاب المنفردة”.
أما في الكويت، فأدى هجوم انتحاري لمقتل ما لا يقل عن ٢٥ شخصاً، وسرعان ما تبناه فرع رسمي لداعش، ما جعله عملية إرهابية منظمة من نوعية العمليات التي اشتهرت بها التنظيمات المتشددة.
وتشير الصحيفة إلى استغلال داعش عند تجنيده لمقاتلين جدد لانقسامات سياسية محلية، ولكنه يطرق أيضاً على وتر الصراع الطائفي، فيما يستثمر آلية غامضة تتسم بالسرية والتكتم، وحتى أنه يشتري الولاء بواسطة المال، ونتيجة لذلك، لن تنفع إستراتيجية واحدة في محاربة إيديولوجيته وفلسفته.
وتختم الصحيفة الأمريكية بالقول: إنه مع تحرك العالم المتحضر نحو محاربة داعش، سيتركز التحدي في وضع إستراتيجية تجمع جميع تلك الخيوط كي تبدو متناسقة وكأنها سيمفونية، وليس كآلة خرقاء ساذجة، إنه تحد كبير، وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار تشكيلة التحالف وعجزه عن الاتفاق حول الأهداف الأساسية والهامة.
المصدر: وكالات