انطلقت فاعليات مهرجان “باريس-القاهرة” الليلة الماضية ببلدية الدائرة الأولي للعاصمة الفرنسية باريس بمشاركة نخبة من المثقفين و الفنانين المصريين و ذلك في اطار المهرجان الدولي للتنوع الثقافي في نسخته السابعة و الذي تحل عليه مصر هذا العام ضيف شرف.
يقام هذا الحدث الذي ينظمه المكتب الثقافي المصري برئاسة المستشارة الثقافية و العلمية الدكتورة أمل الصبان خلال الفترة من 19 حتى 28 مايو الجاري تحت رعاية اللجنة الوطنية الفرنسية لليونسكو.
شارك في افتتاح المهرجان السفير إيهاب بدوي سفير مصر لدى فرنسا والسيد دانييل جانيكو رئيس اللجنة الوطنية الفرنسية لليونسكو و السيد جون فرانسوا لوجاريه رئيس بلدية الدائرة الاولى والسيدة كارلا أريجوني رئيسة اللجنة المحلية للنشاط الثقافي في الدائرة الاولى،كما حضرت قنصل مصر العام بالإنابة في باريس سيريناد جميل، بالإضافة إلى رؤساء و مستشاري المكاتب الفنية للسفارة المصرية بفرنسا.
و تتضمن فاعليات مهرجان “باريس-القاهرة” محاضرة للدكتور فتحي صالح بعنوان “التراث المعماري المشترك”، و محاضرة عن كتاب “الأكاديميون يتحدثون عن مصر” ل آن وفروا و هيلين رونار، كما تشمل محاضرة عن قناة السويس و حفلا موسيقيا لفرقة رسالة السلام بقيادة الدكتور انتصار عبد الفتاح بكنيسة “سان يرمان لوكسروا” بباريس، بالإضافة إلى عرض لفرقة “كوكب الشرق” للموسيقى العربية بمناسبة الذكرى الأربعين لرحيل سيدة الغناء العربي “أم كلثوم”، كما يشمل معرضا فوتوغرافيا للفنانين وليد شكري و ايمن صلاح، و معرضا آخر للفنان التشكيلي عمر النجدي الذي يعد واحدا من أهم المبدعين المصريين.
و قد ألقى السفير إيهاب بدوي كلمة فى افتتاح المهرجان رحب فيها بالحاضرين و أكد فيها أن مصر من خلال مشاركتها في هذا المهرجان تحرص على الدفاع – كما تفعل دائما – عن قيم التسامح و السلام و التفاهم المشترك في مواجهة الإرهاب و التطرف، مشيرا إلى أن المهرجان يتضمن سلسة من الندوات و المحاضرات تتناول الروابط التاريخية بين مصر و فرنسا و يتحدث عنها مجموعة من المثقفين المصريين من بينهم الكاتب و الصحفي جمال الغيطاني و الدكتور فتحي صالح مستشار رئيس الوزراء لشؤون التراث و الشاعر سيد حجاب.
من جانبه، صرح الكاتب جمال الغيطاني عقب المحاضرة التي ألقاها خلال افتتاح المهرجان بأن مصر هي بداية الحضارة في العالم، و بأن الحضارة المصرية هي حضارة واحدة رغم التنوع الذي تتمتع به و ذلك من خلال وقائع و شواهد وواقع .
وأضاف إن عظمة مصر تأتي من أنها بدأت تؤسس الحضارة،ثم اعتنقت المسيحية التي صارت فيما بعد مصرية ثم جاء الإسلام.
و شدد الغيطاني على وطنية الكنسية القبطية، معتبرا أنها تخص المسلمين كما تخص المسيحيين ، وأشار إلى أن مصر تقدم حلولا للصراعات في العالم بين السنة و الشيعة، “ففي مصر لا يمكن التمييز بين السني و الشيعي”.
ولفت إلى أن دار النشر الفرنسية”روبير لافون” أصدرت كتابا بمشاركة نحو خمسين عالم مصريات، يتناول الكتاب عظمة الحضارة المصرية و إشعاعها و تأثيرها على باقي حضارات العالم باعتبارها أم الحضارات الإنسانية.
وقال ” إنه كتب مقدمة هذا الكتاب و كان مضمونها استمرارية الثقافة المصرية العميقة، و ذلك لأن الحضارة المصرية مستمرة في المسيحية و الإسلام و في العصر الحديث”.
بدوره قال الدكتور فتحي صالح مستشار رئيس الوزراء لشؤون التراث إن أهمية هذا الحدث ترجع إلى أنه لا يركز فقط على الحضارة الفرعونية و إنما يسلط أيضا الضوء على العصر الحاضر من خلال نخبة من الفنانين المعاصرين و مجموعة من المعارض للأشغال اليدوية والفنية، مؤكدا أن فاعليات هذا المهرجان تبرز التعددية في مصر سواء في التراث أو في الثقافة، مشيرا إلى أن مصر تعد نموذجا للتعايش بين الأقباط و المسلمين.
ومن جانبها، أعربت كارلا أريجوني رئيسة اللجنة المحلية للنشاط الثقافي في الدائرة الأولى بالعاصمة الفرنسية عن سعادتها البالغة بأن تتم استضافة هذا الحدث الذي يساهم في تعزيز الروابط المشتركة و العلاقات الثقافية بين مصر و فرنسا باعتباره أيضا فرصة لتقديم الدعم اللازم لمصر. كما أثنت على الفنون المصرية بأنواعها المختلفةو الثراء الثقافي الذي تعكسه.
المصدر: أ ش أ