قال رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، إن هناك موجة قوية من الإرهاب تتعرض لها مصر وطالت أيضا فرنسا لافتا إلى أن لقاءاته مع المسؤولين خلال زيارته لفرنسا تناولت التحديات الأمنية والأوضاع الداخلية في مصر فضلا عن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والمنطقة لا سيما في ليبيا وسوريا واليمن والعراق.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها إذاعة (أوروبا 1) الفرنسية مع رئيس الوزراء في ختام زيارته لفرنسا أمس وأذاعتها اليوم الخميس حيث وصف الزيارة , التي التقى خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس بأنها زيارة “مثمرة” وستسمح بالمضي قدما في التحالف الإستراتيجي بين مصر وفرنسا.
وحول كيفية مواجهة الأوضاع في ليبيا التي تحولت لمعقل للإرهابيين والمهربين، أوضح محلب أن هناك ملفين منفصلين بشأن ليبيا الأول يخص أوروبا التي تعاني من أزمة الهجرة غير الشرعية , بينما يتعلق الملف الثاني بليبيا.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالملف الأول وهو الهجرة غير الشرعية , فإن الأمر يرجع إلى أوروبا في اتخاذ ما يلزم من قرار في هذا الشأن.
وعما يمكن أن تقدمه مصر في هذا الملف، أكد محلب أنه “إذا صدر قرار أوروبي وتم اعتماده من مجلس الأمن الدولي فمصر مستعدة للمشاركة في إطار شرعي ضمن تحالف دولي لمواجهة الأوضاع في ليبيا”.
وأوضح أن الملف الثاني يتعلق بدولة ليبيا, مشيرا إلى أنه لا توجد دولة الآن, فهناك برلمان وحكومة شرعية في ليبيا بالإضافة إلى حكومة وبرلمان آخرين لا يتمتعان بهذه الصفة, مؤكدا أن مسؤولية هذا الوضع تقع على عاتق المجتمع الدولي بالإضافة إلى إرادة الشعب الليبي ووحدة وسلام الأراضي الليبية.
وعما إذا كانت مصر تسعى لعقد صفقات عسكرية جديدة بعد صفقة مقاتلات (الرافال) الفرنسية، أكد محلب على الروابط القوية بين البلدين , حيث كانت مصر أول من بادر بشراء هذه المقاتلات في صفقة وصفها بأنها “جالبة للحظ” بعد أن تبعتها اتفاقات أخرى.
ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند لافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس المقبل , وأن مشروع قناة السويس يعد أكبر مشروع حفر وتحريك رمل في العالم , موضحا أن “هذا بالتأكيد يعكس رغبة الرئيس والشعب المصري الذي مول هذا المشروع”.
وحول ما فعلته فرنسا لنيل ثقة مصر , أكد محلب أن هناك تفاهما بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية وبين الشعبين ويواجهان أخطارا مشتركة.
وعما إذا كانت مصر تخشى امتلاك إيران قنبلة نووية, قال محلب إن المجتمع الدولي لن يقبل امتلاك ايران ذلك , وأضاف ” حان الوقت لأن نعمل معا لنزع السلاح النووي في المنطقة” مستبعدا أن تتقبل الولايات المتحدة مع مرور الوقت امتلاك إيران للسلاح النووي.
وحول لقاءاته بالشركات الفرنسية ومجلس أرباب الأعمال الفرنسيين ودعوته لعودة السياحة الفرنسية إلى مصر, قال رئيس الوزراء إنه يوجد الكثير من الشركات الفرنسية التي تعمل في مصر وتحقق نتائج أعمال جيدة جدا , وهناك قصص نجاح كثيرة.
وأشار إلى فرص الاستثمار الكثيرة في مشروع قناة السويس, خاصة في المنطقة اللوجيستية الدولية التي يجري العمل على إنشائها على ضفتي القناة.
وحول زيارته للمفاعل النووي في موقف “فلامنفيل” بشمال غرب فرنسا, أكد رئيس الوزراء أن مصر مهتمة جدا بهذا الأمر بعد أن تم اتخاذ قرار بناء مفاعل نووي, وجاري حاليا بحث العروض الروسية والصينية والكورية والفرنسية, موضحا أنه سيتم البت في هذا الأمر قبل نهاية العام الجاري بناء على قرار يراعي الجانب الاقتصادي والسياسي.
وعن الأقباط في مصر, قال محلب ” في مصر لا نقول مسلم أو قبطي أو يهودي فكلنا شعب واحد وأدعوكم لزيارة القاهرة القديمة حيث تجدون المسجد ملاصقا للكنيسة والمعبد وتلك هي الهوية المصرية”.
وعما إذا كان لا يزال هناك تيار “إسلام سياسي” في مصر ، قال محلب “إن الإسلام هو الدين ولا يوجد كما يقال إسلام سياسي أو إسلام معتدل فالإسلام هو دين المبادئ والتسامح”.
وأضاف “إن من يقتلون باسم الإسلام ليسوا مسلمين والفخ الأكبر متمثل في تشويه العقول وحان الوقت لنصحح ذلك وقد ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الأمر في خطابه بالأزهر حين دعا إلى إطلاق ثورة دينية لتصحيح الأفكار المغلوطة التي تم إدخالها على الإسلام”.
وعن زيارته لمؤسسة ”المسرح الفرنسي” خلال تواجده بباريس، أشار محلب إلى أنه درس الأدب الفرنسي كما أنه من العاشقين للعديد من الكتاب الفرنسيين مثل موليير وراسين وكورني.
وأضاف أنه وجه الدعوة للمسؤولين بهذه المؤسسة لزيارة مصر في إطار تعزيز التبادل الثقافي ووصف ذلك بالأمر “المهم جدا”.
وكان رئيس مجلس الوزراء قد اختتم في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء زيارته الرسمية الأولى لفرنسا التي بدأها الاثنين الماضي على رأس وفد وزاري رفيع المستوى.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)