أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني- يوم الأربعاء- أنه ليس هناك أي إجراء للمشاركة في أي تدخل بري باليمن، قائلا: “إن بلاده تعتبر جزءا من التحالف العربي الذي تقوده السعودية والأولوية الآن هي الدفاع عن الأراضي السعودية”.
وقال العاهل الأردني– في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء في برلين أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) –: “إن الأردن هو البلد العربي الوحيد الذي يعمل مع قوات التحالف الدولي (الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية) فيما يخص العراق في هذه المرحلة، والتركيز هناك يكون على استخدام القدرات الجوية”.
وحول مدينة الموصل العراقية وما تعانيه، أوضح الملك عبدالله الثاني أنها قريبة جغرافيا من حدود الإقليم الكردي وهي بعيدة جدا عن الأردن، قائلا: “إنه واعتمادا على طبيعة أهداف العراق والتحالف خلال الصيف المقبل سيتحدد الدور الذي سيقوم به كل طرف فيما يخص العراق”.
وقال إن الأردن يولي في هذا الوقت على وجه الخصوص أهمية كبيرة للعمل مع شركائه في الاتحاد الأوروبي لتجاوز العديد من التحديات في المنطقة وخارجها، بالإضافة إلى بذل الجهود لدفع عجلة السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.
وأضاف “لم يحدث أبدا أن اتسع نطاق تهديد الإرهاب والتطرف كما هو عليه الحال اليوم فلا يقتصر الأمر على داعش في الشرق الأوسط حيث يوجد هناك أيضا بوكو حرام وحركة الشباب الإرهابيتان في إفريقيا، ولا يمكن التعامل مع هذه المخاطر في معزل عن بعضها البعض وبالتالي فقد ناقشنا كيفية إيجاد منهجية شاملة للتعامل مع هذه القضايا في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وغيرها”.
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، جدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على ضرورة تكثيف جهود جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة للعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام وتذليل العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
وقال “إن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لايزال يمثل عقبة رئيسية في المنطقة، وهي القضية التي يستغلها المتطرفون في جميع أنحاء العالم، ونتفق والمستشارة الألمانية على أن الطريق الوحيد لدفع الطرفين للتوصل إلى اتفاق هو من خلال حل الدولتين”.
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية “إن الصراع في الشرق الأوسط له أهمية مركزية ، وسوف نفعل كل شيء بوسعنا كي نسهم بفعالية في تحقيق حل الدولتين على الرغم من أننا ندرك أنها مهمة شاقة ، لكننا مؤمنون أن الحل الدبلوماسي هو الحل الوحيد الذي من شأنه تحقيق النتائج”.
وأضافت “من القناعات التي نشترك جميعا بها سعينا للتوصل إلى حل سياسي للاضطرابات الأهلية في سوريا، ولا يمكن أن يأتي الحل إلا من خلال التشاور مع المجتمع الدولي والحصول على دعمه، وأعتقد أننا قادرون على تحقيق ما تم إنجازه مع إيران وهو الاتفاق مع الدول التي تمتلك حق النقض في مجلس الأمن وبقية أعضاء المجلس للتوصل إلى الحل المنشود”.
وتابعت “نسعى لتقديم المساعدة الإنسانية للمناطق التي تم تحريرها من عصابة داعش، ونعتقد أنه من الأهمية بمكان تقديم هذه المساعدة إلى العراق وبالتشاور أيضا مع الأردن إذا لزم الأمر”.
وقالت “ناقشنا أيضا الصراع في اليمن، ونأمل أن تتوج الجهود السياسية التي تجري حاليا بالنجاح في التوصل إلى حل لأنه من الصعب للغاية إنهاء هذه الأزمة بالوسائل العسكرية وحدها”.
وعلى صعيد متصل، التقى الملك عبدالله الثاني في العاصمة الألمانية وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليان، حيث بحثا علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات خصوصا العسكرية والدفاعية منها.
كما التقى العاهل الأردني على هامش الزيارة عددا من القيادات الفكرية والسياسية والأكاديمية الألمانية، حيث استعرضا التحديات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )