شهد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، الملتقى الخاص بإطلاق الخطة القومية لمكافحة المخدرات، بمشاركة عدد من الوزراء، وعدد من رؤساء الجامعات والخبراء والمختصين، ومجموعة من الإعلاميين والكُتاب وصناع الدراما.
في بداية كلمته، قال محلب: “لقد اتفقنا معاً على فتح الملفات الصعبة، وبدأنا المواجهة، سواء بحملة إزالة التعديات على النيل، أو بمواجهة الزيادة السكانية، وأطلقنا استراتيجية خاصة بذلك، وأنشأنا وزارة جديدة لهذا الملف المهم، واجهنا مشكلات الإسكان، ولدينا الآن مشروع للإسكان الاجتماعي، أشاد به البنك الدولي منذ يومين، وأكد أنَّ التجربة المصرية في الإسكان الاجتماعي من أفضل التجارب على مستوى دول العالم النامي، ودعا الدول الأخرى لتطبيقها”.
وأضاف: “نحن نواجه حالياً مشكلة العشوائيات بحسم، كما نهتم أيضاً بملف مهم هو ملف التعليم الفني والتدريب، وأنشأنا وزارة جديدة له، لأننا ندرك أنَّ ذلك هو الطريق الوحيد للقضاء على مشكلة البطالة، ونواجه قبل كل ذلك الإرهاب، والبؤر الإجرامية، والبلد يعود مرة أخرى وهيبة القانون عادت”.
وتابع :”أتحدث معكم اليوم بصفتي أباً قبل أن أكون رئيساً لوزراء مصر، مسؤول أمام الله عن حماية أسرته، أتحدث معكم عن قضية من أخطر القضايا التي تواجه مجتمعنا، قضية لا يقل خطرها عن خطر الإرهاب الذي نواجهه، قضية تهدد أهم وأغلى ثرواتنا، وهم الشباب الذى يمثل 60% من أبناء الوطن، قضية تمثل المتهم الرئيسي لحوادث غريبة على مجتمعنا مثل العنف والتحرش والاغتصاب والسرقة بالإكراه والقتل العمد، إنها قضية المخدرات، التي أضحت تقوض جهود البناء والتنمية فى البلاد، لتكتمل معها أركان أو مثلث المؤامرة التي تستهدف الدولة، من إرهاب وتطرف ونشر الفوضى وتعاطي المخدرات، وزاد من حدة المشكلة الاضطرابات السياسية والأمنية التي يموج بها الواقع المعاصر لعدد من بلدان المنطقة، والتي تمهِّد الطريق لنشر هذه السموم بين أبنائنا”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه انتابه قلق بالغ عندما اطَّلع على إحصاءات تعاطي المواد المخدرة في البلاد، والتي كشفت أنَّ نسب التعاطي تزيد عن 10% من السكان، وهي نسبة تمثل أكثر من ضعف المعدلات العالمية التي تصل إلى 5%، قائلاً: “هنا يجب أن نخاف ونقلق، هذا بالإضافة إلى تدني سن بداية التعاطي لمرحلة الطفولة والمراهقة مع تراجع لدور الأسرة في المواجهة حيث أنَّ 58% من المدمنين يعيشون مع الوالدين، وعلينا أن نعي جيداً أنَّ أصحاب المصالح بلا قلب أو ضمير، ويعملون على تدمير أطفالنا ومستقبلنا”.
وتابع: “في الوقت الذي نعبر فيه مرحلة اقتصادية في غاية الدقة والحرج، نجد أنَّ حجم إنفاق الأسرة المصرية على التدخين يصل إلى 6% من دخلها، ويبلغ متوسط إنفاق الفرد على التعاطي 237 جنيهاً شهرياً، رغم أنَّ 25% تقريباً من أبناء الوطن يواجهون ظروفاً معيشية صعبة، ويعيش جزءٌ كبيرٌ منهم تحت خط الفقر، وهي التأثيرات الاقتصادية المباشرة من واقع إنفاق الأفراد، أمَّا التكلفة الاقتصادية غير المباشرة التي تتكبدها الدولة فتتخطى مليارات الجنيهات، من برامج للمكافحة والعلاج، بالإضافة إلى نقص الإنتاجية، وزيادة نسب حوادث الطرق التي تعصف بحياة الآلاف من أبناء الوطن كل عام، فلقد وصلت نسب القيادة تحت تأثير المخدرات بين السائقين المهنيين إلى 24%، ووصلت نسب تعاطي المخدرات بين سائقي حافلات المدارس إلى 7% في مؤشر خطير يهدد حياة أطفالنا”.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء أنَّ الحكومة لن تتهاون في حملاتها المكثفة خلال الفترة المقبلة للكشف على المخدرات بين كافة الفئات والعاملين في مختلف القطاعات، وسيطبق القانون بكل حسم تجاه من يعرض أمن أبناء الوطن لأي خطر، فأرواح المواطنين ليست رخيصة، ولا أحد فوق القانون”.
وتوجَّه محلب، بالشكر للوزراء والمسؤولين الذين أعدُّوا الخطة، وقال لهم: “لقد أنجزتم مهمة التخطيط خلال أسبوعين، وأمامكم في الفترة المقبلة مهمة العمل التنفيذي الجاد، والمتابعة الدقيقة، والتصحيح الدائم للمسار”.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية، شهد رئيس الوزراء توقيع وثيقة الالتزام الأخلاقي لصنَّاع الدراما، بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وممثل النقابات المعنية.
المصدر: وكالات