أعرب سياسيون ونواب ومرجعيات دينية عراقية، عن الغضب والرفض الشديدين لمشروع قانون لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، الذي ينص على إمكانية تسليح مباشر للسنة والأكراد في العراق حال عدم وفاء الحكومة العراقية بحقوق الأقليات في قيادة البلاد، ووقف دعم الميلشيات الشيعية.
ووصف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر المشروع الأمريكي، ونفي السفارة الأمريكية لمقترح أحد نواب الكونجرس لتقسيم العراق بأنها”سياسة هوجاء وغير متزنة”.
وقال الصدر- في بيان صحفي حول المشروع المقدم للكونجرس الأمريكي- أنه في حال صدور القرار فإننا ملزمون لرفع التجميد عن الجناح العسكري المتخصص بالجانب الأمريكي ،ليبدأ عمله بضرب المصالح الأمريكية في العراق بل وخارجه.
وأكد الصدر رفضه وشجبه لأي تدخل أمريكي في الشئون العراقية، وتهديده بضرب مصالح أمريكا، وأن تصريح السفارة الأمريكية جاء نتيجة سياسة أمريكا الهوجاء التي تحاول من خلالها الهيمنة على الشعوب وفرض نفوذها، وبث روح الفرقة، داعيًا قيادة وشعب العراق إلى لتوحد ونبذ التفرقة.
من جانبه، حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم من مقترح الكونجرس الأمريكي في تسليح أطراف عراقية بعيدًا عن الحكومة الاتحادية،
وقال الحكيم- في كلمته بالملتقى الثقافي الأسبوعي ببغداد اليوم- نتابع باهتمام وقلق كيفية التعاطي مع مشروع القانون الأمريكي للتعامل مع المناطق العراقية بشكل مستقل ومنفصل، وتقديم مساعدات أمريكية على هذا الأساس.
ونبه إلى أن هذه الخطوة من شأنها تعميق الانقسام في المجتمع العراقي، ودفعه باتجاه التشظي والتقسيم، وهو أمر خطير سيتحمّل وزره وتبعاته كل طرفٍ يتورط بذلك.. داعيًا الشعب العراقي إلى اليقظة والحذر وتوحيد الصفوف والدفاع عن العراق الموحد المنسجم، الذي يضمن للعراقيين جميعًا عزتهم وكرامتهم.
وأشار النائب عن “التحالف الوطني” أحمد طه الشيخ، إلى أن مجلس النواب سيكون له موقف رسمي تجاه المقترح الأمريكي، وقال: إننا نرفض بشكل قاطع أي قرار يمس سيادة العراق، وحكومته المنتخبة التي تمثل الشعب.. نرحب بالتسليح إن كان عبر بوابة الحكومة، لدعم العشائر والبيشمركة”.
وقال المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان إقليم كردستان طارق جوهر- في تصريح صحفي- “إن العراق وفق الدستور الاتحادي دولة فيدرالية، وهناك مناطق وأقاليم تشكلت، وأن مشروع الكونجرس ليس جديدًا، لأن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اقترح قبل سنوات تقسيم العراق على أساس ثلاثة أقاليم”.
وأضاف أن الواقع العراقي خلال السنوات الأخيرة يؤكد أن هناك ثلاثة مكونات في العملية السياسية وعلى أرض الواقع، وهناك خصوصية لكل منطقة، لسنا مع تقسيم البلاد لكننا مع التعامل بواقعية بأن العراق مقسم، ونحن لا نعمل من أجل تقسيمه أكثر.
يذكر أن مشروع قرار الكونجرس الأمريكي يدعو لتزويد “البيشمركة” الكردية والعشائر السنة بمساعدات مباشرة في حال لم تف الحكومة العراقية بالتزاماتها بموجب مشروع القرار.
كما يفرض المقترح شروطًا على بغداد لقاء الحصول على المساعدات، أبرزها أن تعطي للأقليات غير الشيعية دورًا في قيادة البلاد، في غضون ثلاثة أشهر بعد إقرار القانون وأن تنهي بغداد دعمها للميليشيات، وألا يتم تجميد 75 في المائة من المساعدات لبغداد، وإرسال اكثر من 60 في المائة منها مباشرة للأكراد والسنة.
المصدر : أ ش أ