أكد الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشار لرئيس الجمهورية، أن المجلس سيعقد غدًا مجموعة من الاجتماعات لمناقشة ملف إصلاح التعليم وربطه بالتدريب واحتياجات سوق العمل، بجانب ملف الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، قبل عرض النتائج على الرئيس.
وصرح الباز- في تصريح خاص- بأن الاجتماعات تهدف أيضًا إلى وضع المقترحات والحلول موضع التنفيذ والمتابعة مع الجهات الحكومية المعنية، والقطاع الخاص والمجتمع المدني بمختلف أشكاله، بجانب إلقاء العديد من المحاضرات في مختلف الجامعات المصرية.
وصرح الباز بأنه بالنسبة لملف الطاقة، فسيتم التركيز على الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، لتكون حلًا لأزمة الطاقة في المستقبل.
وأضاف الباز “نحن الأن نحتاج إلى المازوت والفحم لتوليد الطاقة… فمصر لديها طاقة شمسية جيدة، ولو بدأنا في استخدامها من الآن، فبعد عام أو عامين يتم حل جزء كبير من مشكلة مصر، وبعد ٥ سنوات يتم استخدامها بكثافة وبناء المحطات على مستوى الجمهورية.
وأشار الباز، إلى أن الصحراء الغربية تسطع بها الشمس بشكل ممتاز، أما الصحراء الشرقية فتملؤها الجبال، ويصعب التعامل معها، مطالبًا باختيار مناطق بعيدة عن الكثبان الرملية بالصحراء الغربية بتوازنات محددة، يمكن أن تحل محطة واحدة مشكلة كل محافظة.
وأضاف الباز، بالنسبة للملف الأهم، وهو التعليم الذي وصفه بأنه “ضعيف جدًا”، لأننا ليس لدينا أفراد قادرون على الإبداع في الفكر، فخريجو الجامعات لا يعرفون شيئًا، وكذلك طلاب الثانوية بعضهم يخطئون في كتابة أسمائهم، مشيًرا إلى أنه كان يتعلم تعليمًا جيدًا، وحينما ذهب إلى أمريكا كانت لديه معلومات مثل أي طالب في سنه، لأن تعليمه كان جيدًا، أما الآن فالمناهج الدراسية التي تدرس بالمدارس والجامعات في مصر لا تتناسب مع ما تحتاجه السوق العالمية، مما يعني أن جميع مراحل التعليم من الروضة حتى الجامعة تحتاج للتغير.
وشدد الباز على ضرورة تطوير التعليم الفني من حيث المناهج ومراكز التدريب المختلفة في مختلف الصناعات والحرف التراثية واليدوية لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتخريج شباب قادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، فهذه المشروعات الأمل لمصر للقضاء على البطالة، بالإضافة الى ضرورة قيام القطاع الخاص بدور حقيقي من خلال مسئوليته المجتمعية واهتمامه بالتدريب والتشغيل من خلال برامج محددة وهادفة من خلال العديد من المشروعات التنموية والقومية خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح الباز أنه يجب الاهتمام بالصناعات الحرفية والتراثية، مضيفًا: “لا يعقل عند ذهابي لشراء هدايا من الأقصر وأسوان وخان الخليلي أن أجدها مكتوبًا عليها صنع في الصين، فلا اشترها”، مشيرًا إلى أن مصر كانت تتميز بهذه الصناعات التراثية والحرفية، وكانت مصدر فخر لأي قادم إليها، وبالتالي يجب الاهتمام بهذه الصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال دعمها بقروض لمساعدتها ومساندتها، كذلك في التسويق، سواء للسوق المحلية والخارجية.
وبالنسبة لمشروع ممر التنمية، قال الباز، إنه لا يمكن البدء فيه الآن، فالوقت الحالي يحتاج المشروعات التي تحل أزمة الاقتصاد في الحال، أما ممر التنمية فيمكن أن نبدأ فيه بعد عامين، وينتهي بعد 10 سنوات، والدراسات جميعها أكدت ذلك، حيث إننا نحتاج إلى 5 سنوات لعمل الخطوط العريضة لتوسيع المعيشة لكل المدن الكبرى، أسوان وكوم أمبو وأسيوط والمنيا، وهذا سيحتاج 5 سنوات ثم يتم ربطها بالممر، وبعد ذلك يتم ربطها بالعالم الخارجي بالبحر المتوسط والسودان.
وأكد الباز أن مستقبل مصر جيد جدًا، لأننا بدأنا البناء على طريق صحيح، واتخذنا الخطوات التي ستبدأ في الإصلاح، وخلال ١٠ سنوات على الأكثر ستعود مصر لمكانتها في كل مجالات الحياة ، مشيرًا إلى أنه على الحكومة دور مهم للأسف لا يؤدي بالشكل الواجب عمله، مما يجب تغيير الإستراتيجيات ومفاهيم المتابعة والتنفيذ، ولكن الأهم أن يكون من خلال رؤية واضحة المعالم والأهداف والمجالات، ومتابعة مراحل التنفيذ الفعلي، وليس الشكلي، والنتيجة دائرة مفرغة من الفشل وضياع سنوات.
وأوضح الباز أن عنده أملًا كبيرًا في النهضة والتقدم، حيث يراهن على الجيل الجديد المختلف، الذي يمتلك أدوات المعرفة الحديثة والاطلاع على كل جديد، ومحب لوطنه، وآمل تقدمه إلى المرتبة التي يستحقها، وهذا لن يتحقق من الدولة إلا بالاهتمام بالتعليم المتطور والتكنولوجي والفني والطاقة التي تعاني مصر من توفيرها الآن، وهي تمتلك إمكانات عظيمة، وشمس ساطعة طوال العام يمكن استغلالها، وهذا ما يتمناه خلال المرحلة المقبلة.
المصدر: وكالات