قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو اليوم الخميس إن الوكالة ستحتاج على الأرجح إلى مزيد من الأموال للتحقق من “تنفيذ” اتفاق نووي تاريخي بين إيران والقوى العالمية الست للحد من أنشطة طهران النووية وأنها ستحتاج لبعض الوقت للاستعداد للمهمة.
وقال أمانو أيضا في المؤتمر الصحفي إن إيران وجهت دعوة لمفتشي الوكالة لزيارة منشأة آراك لانتاج الماء الثقيل في الثامن من ديسمبر المقبل في أول خطوة ملموسة بموجب اتفاق جديد للتعاون يستهدف إزالة المخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
ويشير كلا الاتفاقين إلى أن إيران تتحرك بسرعة لتبديد المخاوف بشأن برنامجها النووي بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا لإيران الذي وعد في برنامجه الانتخابي بتحسين علاقاتها المضطربة مع العالم.
وقال أمانو في مؤتمر صحفي إنه في وسع الوكالة تقديم الخبرة وتوفير العاملين لتلبية الأعباء المتزايدة لمراقبة مدى التزام إيران بالاتفاق المؤقت مع القوى العالمية للحد من أنشطتها النووية.
لكنه أضاف أن ميزانية الوكالة محدودة للغاية.
واستطرد قائلا “من الطبيعي أن هذا يتطلب قدرا كبيرا من الأموال والقوة البشرية… لا اعتقد أن في مقدورنا تغطية كل شيء بميزانيتنا.”
وتنتج منشأة أراك الماء الثقيل لاستخدامه في مفاعل أبحاث قريب قيد الإنشاء. ويخشى الغرب أن المفاعل الذي تقول إيران إن تشغيله قد يبدأ العام القادم يمكنه انتاج البلوتونيوم المستخدم في صناعة القنابل فور تشغيله. وتقول ايران انه سينتج فقط نظائر للاستخدام في الاغراض الطبية.
وبموجب الاتفاق يتعين على إيران أن توقف أعمال الانشاءات في المفاعل وتوقف انتاج الوقود الخاص به.
وستحتاج الوكالة إلى التوسع في مراقبة مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية ومنشآت اخرى بموجب الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في 24 نوفمبر بعد محادثات مطولة بين إيران والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا .
وقال أمانو إن الوكالة تدرس كيفية تطبيق الاتفاق المؤقت فيما يخص دور مفتشيها في التحقق من الالتزام وهذا سيستغرق “بعض الوقت” وأضاف أن المهمة معقدة وتحتاج إلى استعدادات أفضل.
وقال امانو لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة وفقا لنسخة من كلمته “هذا سيشمل تطبيقات متعلقة بالتمويل واطقم (التفتيش).”
وأضاف “هذا التحليل سيستغرق بعض الوقت. سوف أتشاور مع مجلس محافظي الوكالة في اقرب وقت ممكن عندما يستكمل ذلك.”
وحوالي عشرة بالمئة من الميزانية السنوية للوكالة وقدرها 121 مليون يورو (164 مليون دولار) الخاصة بعمليات التفتيش مخصصة بالفعل لإيران.
وقال مبعوث غربي إنه بموجب اتفاق جنيف المؤقت سيكون هناك “عمل إضافي كبير سيتطلب موارد إضافية لتنفيذه” بالإضافة إلى تنفيذ الاتفاق “المعقد والصعب للغاية” المتوقع أن يبدأ في يناير كانون الثاني.
وقال أولي هينونين كبير مفتشي الوكالة السابق “مفتشو الوكالة قادرون على توفير إنذار مبكر عما إذا كانت إيران لا تفي بالتزاماتها في هذه المواقع.”
وزيارة مفتشي الوكالة التي ستتم خلال عشرة أيام لمنشأة إنتاج الماء الثقيل القريبة من بلدة أراك تأتي في اطار اتفاق منفصل وقع في وقت سابق هذا الشهر بين الوكالة التابعة للأمم المتحدة وإيران.
ولم يقم مفتشو الوكالة بزيارة الموقع لنحو عامين رغم الطلبات المتكررة. ووافقت إيران في 11 نوفمبر على السماح بدخول هذه المنشأة ومنجم لليورانيوم في غضون ثلاثة اشهر.
المصدر: رويترز