الشرق الأوسط: القاهرة ترصد نشاطًا محمومًا لجواسيس إيرانيين ملتحفين بعباءة الدبلوماسية
قالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن محققين مصريين اكتشفوا أن قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، استبدل بأحد رجاله المهمين ممن طردتهم مصر، عشرات آخرين يواصلون ما كان يقوم به الرجل، ويدعى سيد حسيني، من أنشطة في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي، انطلاقا من القاهرة.
وطردت مصر الدبلوماسي الإيراني حسيني قبل 4 سنوات، بسبب ضلوعه في أعمال تجسس بمصر وممارسته أنشطة مشبوهة في عدة دول عربية ملتهبة، بينها ليبيا واليمن والسودان، إلى جانب سيناء وغزة، بحسب الصحيفة.
وأوضحت في عددها المنشور اليوم الخميس أن محققين في القاهرة، بينهم مصريون وليبيون، رصدوا نشاطا محموما لجواسيس إيرانيين آخرين ملتحفين بعباءة الدبلوماسية، من بينهم رجل يدعى نابخت يشرف على النشاط الإيراني في بورسودان، بعد أن حل محل حسيني، وجرى تتبع تحركاته في عامي 2013 و2014 حين تولى عملية إنزال شحنات أسلحة من سفن إيرانية.
وتقول الصحيفة أنه يعتقد أن هذه الأسلحة نقلت فيما بعد في مراكب صغيرة إلى الشواطئ اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.
وتنقل الصحيفة عن “أحد القادة الأمنيين” – لم تسمه – قوله إن إن المخطط الذي يهدف لاقتطاع جزء من الأرض المصرية لصالح إقامة وطن للفلسطينيين في سيناء، تقف وراءه إسرائيل وأميركا وإيران وحركة حماس، وأنه جرى التقاط الخيط الخاص بنشاط حسيني أثناء زياراته المتكررة لمناطق حساسة منها سيناء.
ووفقا للصحيفة، كان أول ظهور له بالقاهرة في فترة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2005. “جاء في البداية كمن يريد الاكتفاء بقراءة المشهد.. لكن تحركاته اتسعت. كان ينفذ خطة، وبدأ بعد أشهر في السفر لبورسودان وسيناء، وهما منطقتان ضعيفتان أمنيا وينشط فيهما متطرفون ومهربون وتجار أسلحة منذ سنوات”.
وتقول الصحيفة – نقلا عن قائد أمني لم تسمه أيضا – إن “قائد فيلق القدس قاسم سليماني لديه اليوم عدد كبير من المساعدين المنتشرين في غالبية الدول العربية. ويضيف: «يوجد العشرات مثل حسيني. بعد طرده، استبدله به سليماني آخرين يعملون على مدار الساعة”.
وذكرت الصحيفة أن هناك اسما اخر يدعى نوري، خلف حسيني في مواصلة المراقبة للوضع داخل ليبيا، لكن انطلاقا من داخل الأراضي الليبية هذه المرة، وليس من حدود مصر الغربية كما كان يفعل مساعدو “الدبلوماسي الجاسوس”.
وأضافت أنه نوري يعمل حاليا تحت حماية مجموعة مذهبية في الجبل الغربي لطرابلس الغرب تعتنق المذهب الإباضي، وتقول الصحيفة إن نشاط نوري بدأ أولا في المنطقة الشرقية من ليبيا خلال عامي 2012 و2013، وقام بضخ أموال إيرانية ضخمة لشراء الأسلحة من اللصوص الذين سرقوها من مخازن القذافي، ثم جرى نقلها إلى مصر والسودان، عبر الطرق البرية وكانت وجهتها للمتطرفين في اليمن وسيناء وغزة.
“من بين المعلومات الجديدة التي تتعلق بحسيني ونوري ضلوعهما مع أطراف من أصول إيرانية ولبنانية من حزب الله، في اتصالات مع إسرائيل جرت عدة مرات خلال السنوات الخمس الأخيرة، على عكس ما هو معروف من تلاسن وتهديدات بين البلدين”.
وتقول الصحيفة “هذه الاتصالات تختلف عما جرى الكشف عنه في السابق. تخص إحدى الوقائع ترتيبات زيارة نجاد للحدود اللبنانية مع إسرائيل. هنا ظهر اسم حسيني من جديد”.
المصدر: وكالات