رأت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مؤخرا في جنيف بين القوى العالمية وإيران يمثل “خطورة كبيرة غير مرئية”، قائلة إن “الاتفاق يرتكز على أسس هشة ربما قد تؤدي إلى انهيار نظام العقوبات المفروضة على إيران، ومن ثم قد تحاول إيران خلال الأشهر الستة المقبلة العمل على تقسيم القوى الدولية”.
ولفتت الصحيفة – في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين – إلى أن الاتفاق للوهلة الأولى، يمكن اعتباره مجرد خطوة أولى نحو اتفاق نهائي، والذي قد يجبر إيران نظريا على التراجع عن امتلاك أسلحة نووية.. مضيفة أن “الاتفاق يبدو أنه لاقى بعض الترحيب إزاء التعديلات على البرنامج النووي الإيراني، مثل وقف إنشاء مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش يومي على المواقع النووية الإيرانية، فضلا عن إبطال مفعول مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%”.
وأضافت أنه “بالتمعن في الصفقة، فعلى الرغم من أنها أفضل من المسودة الأولى التي طرحت هذا الشهر، إلا أنها تمثل مخاطرا كبيرة غير مرئية، حيث ترتكز على أسس هشة قد
تنهار في نهاية المطاف، وتنهار معها العقوبات الدولية”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من تأكيد البيت الأبيض أن التخفيف الطفيف للعقوبات الإيرانية قد يفرض مرة أخرى، وتعهده بمواصلة ضغوطه على إيران، إلا أنه إذا فشلت الجولة التالية من المحادثات الدبلوماسية ووصلت إلى طريق مسدود، فمن المؤكد جدا أن المجتمع الدولي أو الولايات المتحدة سيسارعون إلى الاعتراف بالفشل، أو الاستجابة من خلال إضافة مزيد من العقوبات ضد إيران.
واعتبرت أن العقوبات الشديدة هي التي دفعت الإيرانيين إلى التصويت لصالح الرئيس حسن روحاني، والتي أقنعت المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للتفاوض بجدية أكثر مع
تحالف دولي، يتكون في حد ذاته من مجموعة كبيرة من البلدان التي لديها مصالح إستراتيجية وسياسية واقتصادية متباينة.
وتوقعت الصحيفة أن تحاول إيران تقسيم هذا التحالف الدولي الهش خلال الأشهر الستة المقبلة، لافتة إلى أن رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران، سيساعد على شحذ شهية
الشركات من مختلف أنحاء العالم للقيام بأعمال تجارية قيمة مع طهران في المستقبل.
ولفتت إلى أنه لا يزال من غير الواضح كيف سيرد البيت الأبيض في حال فشل المرحلة الثانية من المفاوضات الدبلوماسية مع إيران، في حين أن الردع العسكري للولايات المتحدة قد تضاءل، كما ضعفت مصداقية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل سيء للغاية في المنطقة، مما تسبب في فقد ثقة كل من الرياض أو إسرائيل في تأكيدات البيت الأبيض.
المصدر: الوكالات