أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي سيعقد في شرم الشيخ يعكس إصرار مصر حكومة وشعبا على استعادة الاقتصاد المصري لعافيته.
وقال الرئيس السيسي في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” التلفزيونية الأمريكية إنه إذا تحقق الاستقرار في مصر التي يصل تعداد شعبها إلى تسعين مليونا، فإن هذا سيمثل الصخر الصلد لاستقرار المنطقة وإذا استقرت المنطقة هذا سيعني أن أوروبا كلها وبقية العالم سينعمون بالاستقرار.
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر تبذل كل ما في وسعها من أجل خلق ظروف مواتية للاستثمار واستعادة الاقتصاد المصري لعافيته مشيرا إلى أن مصر منفتحة على الاستثمار.
واضاف الرئيس أنه يجب الاعتراف بأن الإرهاب يعد الآن تهديدا رئيسيا ليس فقط لمصر أو للمنطقة بل هو تهديد لاستقرار وأمن العالم بأسره.
وقال الرئيس السيسي إن مصر دولة ذات حضارة استمرت لـ 7000 عام وقد أعطت للإنسانية الكثير، والآن تواجه مصر عدة تحديات مثل تشويه الخطاب الديني والإرهاب والتطرف بالإضافة إلى مفاهيم خاطئة خلقت فكرا سعى إلى تدمير العالم والإنسانية جمعاء.
وأشار السيسي إلى أن مصر تتبنى حملة ضد الإرهاب مؤكدا أنها ليست ثورة ضد الدين وإنما ثورة لدعم واستعادة المعنى الصحيح للإسلام القائم على مبادىء التسامح والاعتدال واحترام الآخر وتقدير التعددية.
وأضاف أن مصر تحارب كافة المفاهيم الخاطئة التي خلقت الفكر المتطرف والذي خلق بدوره الإرهاب الذي يهدد العالم أجمع.
وتابع أن هذه الجهود ستستغرق وقتا حتى يتم الوصول الى النتائج المرجوة مضيفا أن الواقع الحالي حول العالم يجعل المسلمين المعتدلين وهم كثر يشعرون بالحاجة لمواجهة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتشويه صورة الاسلام.
وأوضح أنه يجب الاعتراف أيضا بأن تنظيم داعش ليس هو فقط الذي يهدد العراق وسوريا بل هناك العديد من التنظيمات المشابهة والتي تعمل تحت نفس المظلة ويتبنى جميعها نفس الفكر العقائدي لكنهم يعملون تحت أسماء مختلفة.
وقال إن خريطة الإرهاب والتطرف تتسع ولا تنحسر أو حتى تظل عند نفس المستوى بل للأسف تتسع هذه الأيام.
وتابع الرئيس السيسي – خلال لقائه مع شبكة فوكس نيوز- قائلا إنه إذا تم تشكيل قوة عربية حقيقية من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت والبحرين والأردن ومن دول عربية أخرى وبدعم من الولايات المتحدة يمكن فعل الكثير ومواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار البلاد.
وأضاف أن الدول العربية يمكن أن تتحد لتشكل هذه القوة الجاهزة لتكون قادرة على الدفاع عن أمننا القومي ومواجهة كافة المخاطر المحتملة التي يمكن مواجهتها.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر جزء من التحالف الدولي لمحاربة داعش كما أنها تتحمل أيضا مسئولية مكافحة الإرهاب في سيناء وتوفير الأمن على الحدود الغربية مشيرا إلى أن مصر تواجه تهديدات إرهابية كبيرة داخل أراضيها.
وردا على سؤال بشأن القوة العربية المشتركة، أوضح الرئيس السيسي أن الإرهاب لا يهدد أمن واستقرار مصر فحسب بل أمن واستقرار العالم أيضا بعد أن امتد إلى العديد من المناطق في العالم التي تتخذ فيها هذه التنظيمات أسماء مختلفة لكنها تنهل في النهاية من معين واحد مشيرا في هذا الصدد إلى أن مكافحة الإرهاب تتطلب تكاتف المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار الإنسانية وذلك لن يتأتى من خلال المواجهة الأمنية والعسكرية فقط وإنما من خلال معالجة التحديات الاقتصادية والثقافية التي تواجه الأقطار المختلفة.
وقد شدد الرئيس على ما تمثله القوة العربية المشتركة من أهمية كونها تهدف إلى حماية مقدرات الدول العربية من خطر الإرهاب والأخطار الأخرى المحتملة مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب في المنطقة تتطلب تعاونا عربيا وثيقا مع الدول الصديقة كالولايات المتحدة والدول الأوروبية.
ونفى الرئيس وجود تعارض يذكر ما بين دور هذه القوة ودور المجتمع الدولي والتحالف المكون حاليا لمجابهة الإرهاب، موضحا أن مصر هي جزء لا يتجزأ من هذا التحالف وتخوض حربا ضروس ضد خطر الإرهاب في سيناء وعلى حدودها الغربية.
وتعقيبا على استفسار حول تقييم الرئيس لقيام الولايات المتحدة بتعليق مساعداتها العسكرية لمصر عقب ثورة 30 يونيو، ذكر السيسى أن مصر لن تنسى للولايات المتحدة الدعم والمساعدات التي قدمتها على مدى أكثر من 30 عاما إلا أن الواقع الحالي يستدعي قدرا أكبر من التعاون في المجال العسكري لتعزيز القدرات المصرية من أجل مكافحة الإرهاب.
وأضاف أن مصر تحتاج الآن مساعدة الولايات المتحدة خاصة في المجال العسكري أكثر من أي وقت مضى وذلك في إطار جهود مصر لمكافحة الإرهاب في سيناء وللدفاع عن أراضيها ضد أية تهديدات محتملة خاصة التهديدات الإرهابية.
وتابع قائلا إنه من المهم أن تفهم الولايات المتحدة أن مصر في حاجة ماسة للسلاح والمعدات خاصة في هذا الوقت الذي يشعر فيه المصريون بأنهم يحاربون الإرهاب ويريدون أن يشعرون أن الولايات المتحدة تقف بجانبهم في هذه الحرب.
ونوه إلى أن مصر تتفهم حاجة أصدقائها إلى الوقت لإدراك حقيقة التطورات التي شهدتها على مدار السنوات الأربع الماضية.
واستعرض الرئيس خلال الحوار رؤيته لتصويب الخطاب الديني ودحض الفكر المتطرف من خلال إعلاء التعاليم السمحة للدين الإسلامي وقبول الآخر بكل تنوعه الثقافي والعقائدي مؤكدا أن التنوع البشري يعد مصدرا لإثراء الحضارة الإنسانية.
وأوضح الرئيس أن الإسلام يعطي الحرية الكاملة للإنسان في اختيار معتقداته أو توجهاته السياسية.
كما أكد على أهمية العمل على مكافحة الجهل والفقر ودعم الخطاب الديني المعتدل وترسيخ ثقافة التنوع واحترام الآخر حيث يؤدي كل ذلك إلى توفير المناخ المناسب للحرية والديمقراطية.
كما أشار الرئيس إلى مجمل التطورات التي شهدتها مصر على مدى العامين الماضيين حيث أكد على أن إرادة الشعب المصري هي التي دفعته للوقوف أمام محاولات تغيير الهوية المصرية.
وأضاف أن الدستور السابق لم ينص على إمكانية عزل رئيس الجمهورية وهو ما تم تداركه في الدستور الحالي الذي يرسخ الممارسات الديمقراطية في مصر.
وأوضح الرئيس أن الأفكار المتطرفة تمثل الخطر الأكبر على المنطقة والعالم وهي التي تدفع معتنقيها إلى تدمير مجتمعاتهم وتهديد أمنها، الأمر الذي يتطلب ضرورة قيام الدول العربية بالتصدي بحزم لتلك الأفكار بالتعاون الوثيق مع الدول الصديقة لضمان عدم المساس بالأمن القومي العربي مشيرا في هذا الصدد إلى أن أمن الخليج يعد خطا أحمر بالنسبة لمصر.
وأكد الرئيس أن المنطقة تمر بظروف دقيقة تتطلب من الجميع التعاون لمجابهتها خاصة أن الدول الكبرى كالولايات المتحدة لديها مسئولية أخلاقية وإنسانية لمساعدة شعوب المنطقة على تخطي هذه الأوقات الصعبة في تحرك يتطلع إليه الرأي العام لكي لا يشعر بأنه يجابه مخاطر الإرهاب والتطرف منفردا.
وحول الزيارة التي قام بها وفد بارز من الكونجرس الأمريكي لمصر مؤخرا ذكر الرئيس أن مصر حريصة على دعم وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة خاصة على مستوى العلاقات مع الكونجرس.
المصدر : أ ش أ