ذكرت مصادر لبنانية أنها علمت “جبهة النصرة” سلمت الوسيط القطري للمرة الأولى لوائح بمطالبها وتتضمن أسماء من تطالب بالافراج عنهم من السجون اللبنانية والسورية مقابل إطلاق العسكريين اللبنانيين المختطفين لديها فى جرود عرسال.
وأفادت المصادر، أن مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي الموجود برفقة أمير قطر فى واشنطن أوعز الى أحد مساعديه من أجل نقل مطالب “النصرة” الى الجانب اللبناني، على أن يلتقى الكبيسى فور عودته من واشنطن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم مسئول ملف المختطفين، وذلك استكمالاً للقاء الذى عقد بينهما قبل أسبوعين فى الدوحة.
وأفادت المصادر أن المفاوضات مع تنظيم”داعش” الذى يختطف عدداً من العسكريين مجمدة فى المرحلة الحالية، ولو أن ثمة أشارات تلقاها وسطاء إقليميون تؤشر إلى استعداد التنظيم لاعتماد قواعد التبادل نفسها التى اعتمدتها “جبهة النصرة”.
وقال الشيخ عمر حيدر عضو لجنة أهالي العسكريين المختطفين، إن الأهالي على تواصلٍ مستمرّ مع اللواء إبراهيم والأمين العام لـلمجلس الأعلى للدفاع بلبنان اللواء محمد خير. وأضاف “أننا أبلغنا من جهات رسمية أن “داعش” جمّد مفاوضاته قبل ثلاثة أسابيع لأسباب داخلية متعلقة به”، ولكن الأمور “لن تعود إلى نقطة الصفر كما كان يحدث بعد كل استئنافٍ للمفاوضات، بل ستُستكمل من حيث تجمّدت”.
على صعيد آخر.. ذكرت مصادر لبنانية أن المُطرانين السوريين يوحنا إبراهيم، وبولس يازجى اللذين اختطفا فى ريف حلب فى أبريل 2013 بخير ، وأنّ الجهة التى اختطفتهما (وهى عصبة الأنصار) قامت بتسليمهما لـ”داعش” بعد فترة قصيرة من وقوع الحادثة.
وذكر المصدر” أنّ تعامل التنظيم مع حالة المطرانين مختلفٌ (حتى الآن) عن معظم حالات الاختطاف الأخرى، حيث يطمع فى الحصول على فدية مقابل إطلاقهما، وقال المصدر إنّ “مكان احتجاز المطرانين قد تبدّل مرات عدّة. أحياناً لأسباب تتعلّق بالسّريّة، وأحياناً أخرى توخياً لإبعادهما عن خطر المعارك والقصف”. ووفقاً للمصدر، فإنّ آخر تلك المرّات جاءت بعد أيام من “خروج داعش من عين العرب (التى اسمتها داعش عين الإسلام ) ، حيث نُقلا إلى “منطقة أكثر أماناً” بعد اقتراب المعارك من مكان احتجازهما. وأكد المصدر أنّ صحّة المطرانين جيّدة، ويقول: “أحدهما يحتاج إلى أدوية بنحو دوري، وهو ما زال يحصل عليها بانتظام”.
ووفقا للمصدر فإنه رغم صعوبة التكهن بأى إجراء يتخذه تنظيم مثل “داعش”، فإن طريقة تعامله مع حالة المطرانين حتى الآن تجعلُ فُرصَ الوصول إلى نهاية سعيدة لهذا الملف قائمة. وقالت إنه من المُرجح أن التنظيم يعتبر المطرانين واحدةً من فرص الحصول على تمويل مالي، عبر طلب فدية ماليّة، فى الوقت نفسه، يرتبط الملف بصعوبات كثيرة، مثلَ عدم توافر وسطاء موثوقين حتى الآن.
كما أشارت إلى تعذر الإفصاح عن أى اتفاق يؤدي إلى حصول “داعش” على فدية مالية (نظرُا لأن الفِدية تعتبر أحد أشكال تمويل التنظيمات المصنفة إرهابيةً وفق القانون الدولي)، فضلاً عن حرص كل الجهات الإقليمية والدولية على تحاشي الظهور فى مظهر من يمتلك اتصالات وعلاقات مع “داعش”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)