صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الوزير الدفاع الفرنسي قام بتقديم التعازي في المواطنين المصريين الأبرياء ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع في ليبيا أمس , واصفا إياه بأنه “مذبحة جبانة”.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي, اليوم بمقر رئاسة الجمهورية, جان إي لودريان وزير الدفاع الفرنسي , وبحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج
الحربي والسفير إيهاب بدوي سفير مصر لدى فرنسا والسفير أندريه باران سفير فرنسا بالقاهرة, وباسكال أوسير مدير المكتب العسكري لوزير الدفاع الفرنسي , ولويس فاسي
المستشار الدبلوماسي لوزير الدفاع الفرنسي.
وأضاف لودريان أنه تابع الاتصال الهاتفي الذي تم اليوم بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي فرانسوا أولاند , وما تضمنه من اتفاق الرئيسين على أهمية تعزيز العلاقات في المرحلة المقبلة
وأعرب الوزير الفرنسي عن تضامن بلاده الكامل مع مصر, مشيدا بموقفها الداعم لفرنسا في مكافحتها للإرهاب, ومنوها إلى أن مصر وفرنسا تواجهان عدوا مشتركا ينتهج نهجا مخالفا ومناقضا لمبادئ الإسلام.
وفيما يتعلق بإتمام صفقة استيراد طائرات “رافال” المقاتلة , ذكر وزير الدفاع الفرنسي أن إتمام هذه الصفقة في زمن قياسي يدلل على مدى التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين المصري والفرنسي وحرصهما المشترك على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من شراكة استراتيجية بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية.
وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رحب خلال اللقاء بوزير الدفاع الفرنسي , وأعرب عن شكره للجهود الفرنسية المبذولة لإتمام صفقة الطائرات الفرنسية المقاتلة وإنجازها في وقت قياسي , حيث تأتي تلك الصفقة في إطار تعزيز القدرات المصرية على مكافحة الإرهاب.
ونوه الرئيس إلى ما استشعره من روح إيجابية واستعداد فرنسي صادق وقوى للتعاون مع مصر أثناء الزيارة التي قام بها إلى باريس في نوفمبر 2014 , مشيرا إلى أن التحديات
والتهديدات الأمنية التي بات يشكلها الإرهاب على مختلف دول العالم , ومن بينها مصر وفرنسا , تفرض أهمية تعزيز الشراكة وتعميق التعاون بين البلدين , فضلاعن تنسيق المواقف في المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب , ولا سيما في الأمم المتحدة.
وتناول الجانبان تطورات الوضع في ليبيا , حيث ذكر الرئيس السيسي أن عملية الناتو في ليبيا لم تكن مكتملة , ما أسفر عن سقوطها تحت سيطرة الجماعات المسلحة والمتطرفة , وأنه قد حان الوقت لتدارك هذا الأمر , مؤكدا على ضرورة احترام خيارات الشعب الليبي , ودعم مؤسسات الدولية الليبية, المتمثلة في الجيش الوطني والبرلمان المنتخب, فضلا عن أهمية تجفيف منابع تمويل الإرهاب في ليبيا ووقف إمدادات السلاح إلى الجماعات المتطرفة, بما يحول دون تحول ليبيا إلى ملاذ آمن للإرهابيين الذين لا يقتصروجودهم فقط على منطقة الشرق الأوسط ولكن يصل إلى عدد من الدول الافريقية.
من جانبه, أكد وزير الدفاع الفرنسي أن الأوضاع في ليبيا تعد أحد أهم الشواغل الفرنسية, معربا عن توافق بلاده مع الرؤية المصرية بشأن ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي, وخاصة في إطار الأمم المتحدة من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا, ومنوها إلى أهمية وجود أفق سياسي مستقبلي يضمن تحقيق ذلك.
وذكر السفير علاء يوسف أنه عقب انتهاء اللقاء حضر الرئيس مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” وفرقاطة متعددة المهام من طراز “فريم” , فضلا عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة, وتلا ذلك عقد مؤتمر صحفي لوزيري الدفاع المصري والفرنسي.
من جانب آخر , التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع السيدة اليزابيث جيجو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الفرنسي, والتي تقوم بزيارة صر عقب توليها رئاسة مؤسسة “آنا ليندا” لحوار الحضارات في الإسكندرية. وقد تم أثناء اللقاء استعراض سبل تطوير العلاقات الثنائية, وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط, ولاسيما في ليبيا.
المصدر: وكالات