قال مدير عام دار التشريح بمصلحة الطب الشرعي، هشام عبد الحميد، اليوم الخميس، إن جميع حالات الوفاة التي وقعت نتيجة أحداث ستاد الدفاع الجوي، والتي بلغت 19 حالة، كان السبب الوحيد فيها هو “التدافع الشديد” بين المشجعين، الذي تسبب في حدوث ضغط وكدمات وسحجات شديدة في الصدر والرئتين وأجزاء الجسم وترتب عليه إعاقة وفشل حركة التنفس ومن ثم الوفاة.
جاءت تصريحات عبد الحميد على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الخميس، لاستعراض تفاصيل مشروع التدريب والتعاون المشترك بين مصلحة الطب الشرعي في مصر ومعهد الطب الشرعي بمستشفى شاريتيه ببرلين في ألمانيا.
وأضاف عبد الحميد، أن “التقرير الطبي النهائي لجميع حالات الوفاة بإستاد الدفاع الجوي، تم تسليمه إلى النيابة العامة بالأمس، ويقع في 45 صفحة تتضمن شرحا طبيا وافيا وموثقا لسبب الوفاة بتلك الحالات”.
ونفى الحميد صحة ما تردد حول أن بعض حالات الوفيات قد وقعت جراء طلقات نارية أو ضرب بعصي وهراوات أو اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة لحمل المشجعين على التفرق، مؤكدا أن “كافة حالات الوفاة كان سببها التدافع الشديد”.
وأشار إلى أن كافة “تبليغات الوفاة” الصادرة من مصلحة الطب الشرعي والتي تسلمها ذوو القتلى وأسرهم لاستخراج تصاريح الدفن من مفتشي الصحة التابعين لوزارة الصحة، لم يرد بأي منها أي سبب آخر للوفاة خلافا لما تم ذكره.
لافتا إلى أن “مصلحة الطب الشرعي اكتشفت أن أحد الأطباء من مفتشي الصحة قام باستخراج 3 تصاريح دفن لثلاث حالات مدون بها أن سبب الوفاة هو الاختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع، وذلك خلافا لحقيقة وواقع الوفاة، وتبين من التحقيقات أن هذا الطبيب وقع تحت ضغوط وتهديد الأهالي له، لكتابة تلك التصاريح على هذا النحو الذي يخالف سبب الوفاة الحقيقي الوارد بتبليغ الوفاة الصادر من الطب الشرعي، وأن هذا الطبيب قام بإجراء محضر رسمي أورد فيه تلك الوقائع”.
وقال عبد الحميد، أن “سبب الوفاة نتيجة التدافع، أمر ليس بجديد وله سوابق عديدة في عدد من دول العالم، من بينها ما حدث في موسم الحج عام 1990 حينما وقع تدافع في مشعر منى تسبب في مصرع 1426 شخصا، وكذا ما حدث من تدافع مماثل أعلى جسر رمي الجمرات في موسم الحج عام 2004 وفي عام 2006 الذي قتل فيه العشرات في ذات الجسر، وأيضا تدافع المشجعين الذي شهدته مدرجات كرة القدم في مباراة جمعت الأرجنتين وبيرو عام 1964 والذي تسبب في مصرع 118 شخصا و إصابة أكثر من 500 شخص آخرين، ومباريات كرة قدم أخرى شهدت سقوط عشرات ومئات المشجعين نتيجة التدافع فيما بينهم الذي تسبب في دهس بعضهم البعض وسقوط قتلى”.
وأكد أن “مصلحة الطب الشرعي لا تخضع لأية ضغوط أو إملاءات أو هوى، وأن تقاريرها تصدر بناء على أسس علمية وضمائر الأطباء”، مشددا على أن “الطبيب الشرعي لا يختلق واقعة وإنما يقوم بإعداد التقرير الفني القائم على الأساس العلمي والذي يحدد فيه سبب الوفاة على وجه الدقة والتحديد”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)