قال خبراء أمريكيون إن جهود الولايات المتحدة لإيجاد وتدريب المعارضين السوريين(المعتدلين)، لمحاربة تنظيم داعش ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، قد بدأت بصورة جدية.
وذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية، على موقعها الإلكتروني الأربعاء، أن حوالي 100 من القوات الأمريكية المكلفة بهذه المهمة، بدأت الوصول إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من شهر فبراير الجاري، في إطار خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأوسع نطاقا الرامية إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، التي تعاني من حرب أهلية بالإضافة إلى صعود نجم تنظيم داعش.
ونقلت عن مسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية /البنتاجون/ قولهم إنه من المقرر أن تصل موجة ثانية من عدة مئات إضافية من القوات الأمريكية خلال أسبوعين.
وفي السياق ذاته، قدر مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية أنه من المتوقع أن تستغرق جهود التجنيد والفحص من ثلاث إلى خمسة شهور، على أن تبدأ مهمة التدريب أوائل الربيع المقبل، حسبما أوردت الصحيفة.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذه المهمة من المؤكد أن تشكل تحديا، ويرجع ذلك إلى أن العديد من المقاتلين المتحمسين للانتقام من داعش، غير مفضلين ويفتقرون إلى الثقة فيهم، حيث يتعين على المدربين الأمريكيين أن يكون لديهم قدر من الثقة بأن أولئك الذين يقومون بتسليحهم وتدريبهم لن ينقلبوا ضد القوات الأمريكية وحلفائها أو المدنيين في دولهم.
وفي هذا الصدد، أعادت إلى الأذهان تدريب الولايات المتحدة للمجاهدين الذين قاتلوا الاتحاد السوفيتي في أفغانستان عام 1980، غير أن المعارضة السورية التي تدربها الولايات المتحدة أمامها الفرصة لتحويل مسار الحرب بل ومن المحتمل أن تتمكن أيضا من تحديد موقف تأثيرها في المستقبل.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تمتلك أيضا فرصة لإثبات أنها تعلمت الدروس من غزوات أجنبية في الماضي، وأنها من الممكن أن تفكر على المدى الطويل بشأن الاستقرار في المنطقة.
ويؤكد الخبراء الأمريكيون ضرورة ألا يتسم الالتزام هذه المرة بقصر النظر، بالإشارة إلى انقلاب المجاهدين الأفغان إلى حد كبير بعد الحرب السوفيتية في أفغانستان، الذين تحولوا مع مرور الوقت إلى حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وبالمثل، سترغب الولايات المتحدة في منع الأهداف قصيرة الأجل من التطور إلى مشاكل في المستقبل في سوريا.
وأشارت (كريستيان ساينس مونيتور) إلى أن التحديات كبيرة..موضحة أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا وتحديا من العراق، التي يجتاحها الصراع الطائفي بعمق. ووفقا لتحقيقات الأمم المتحدة، يسيطر تنظيم داعش الوحشي على رقعة واسعة من شرق البلاد، في حين يسيطر نظام الأسد، الذي استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه، على الكثير مما تبقى … وفي الوقت نفسه، تستمر فيها الحرب الأهلية.