يعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعاً مساء اليوم الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بينما أكد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في نيويورك، داني دانون على “إحراز تقدم”.
وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق، الإثنين، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أصبح أقرب رغم وجود بعض المسائل العالقة، بينما أعرب مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، وذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري يوم الإثنين عن مسؤول أمريكي كبير لم ينشر اسمه قوله إن إسرائيل ولبنان توصلتا إلى شروط لإنهاء الصراع، وإنه من المتوقع أن توافق إسرائيل على المقترح يوم الثلاثاء.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن أربعة مصادر لبنانية رفيعة المستوى، أنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة وفرنسا عن وقف إطلاق النار في القريب العاجل.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر بأن الاتفاق الوشيك لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان “لا يحدّد منطقة عازلة جنوب لبنان”، موضحة أنه سيسمح لسكان الجنوب بالعودة إلى منازلهم.
وبحسب القناة فإن الصفقة المحتملة تشمل وقف إطلاق النار المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في مدة تصل إلى 60 يوماً ليحل الجيش اللبناني محله، مع عدم وجود منطقة عازلة محتلة من قبل إسرائيل في جنوب لبنان.
وأضافت القناة أن الولايات المتحدة ستترأس اللجنة الخماسية التي سيتم تشكيلها لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، بينما ستشرف الحكومة اللبنانية على شراء الأسلحة وإنتاجها في البلاد.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة ستصدر بياناً – بحسب القناة 12 – تعترف فيه بحق إسرائيل في مهاجمة لبنان إذا ما تبين أن حزب الله قد انتهك الاتفاق.
من جهتها، قالت القناة 14 الإسرائيلية نقلاً عن مصدر سياسي رفيع إن إسرائيل لن تفرج عن عناصر حزب الله الذين اعتقلتهم في العملية البرية، مضيفة أن الجيش اللبناني سينشر 10 آلاف جندي في الجنوب اللبناني بشكل تدريجي.
وأفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن الاقتراح سيتضمن ثلاث مراحل: هدنة يتبعها سحب حزب الله لقواته شمال نهر الليطاني؛ وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وأخيراً مفاوضات إسرائيلية لبنانية بشأن ترسيم المناطق الحدودية المتنازع عليها.
وقالت الصحيفة إن هيئة دولية بقيادة الولايات المتحدة ستُكلف بمراقبة وقف إطلاق النار، وأن إسرائيل تتوقع تلقي رسالة من واشنطن تؤكد حقها في
التصرف عسكريا إذا انتهك حزب الله شروط وقف إطلاق النار في ظل عدم وجود أي إجراء من جانب الجيش اللبناني والقوات الدولية.
فيما أضافت القناة 13 الإسرائيلية أن خمس دول على الأقل ستراقب تنفيذ الاتفاق الوشيك لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله “تتقدم” لكنه أكد أن إسرائيل ستحتفظ بالقدرة على ضرب جنوب لبنان بموجب أي اتفاق.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على ما أوردته أكسيوس.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلاً عن مصادر سياسية بأن مسودة الاتفاق مع لبنان جاهزة تقريباً وأن الطرفين أبديا التزاما بإبرامه.
وتشير التقديرات بأن الاتفاق بين لبنان وإسرائيل سيحصل على الأغلبية في الكابينت الأمني والسياسي والحكومة الإسرائيلية.
وقال زعيم حزب الله نعيم قاسم، الأسبوع الماضي، إن الجماعة استعرضت اقتراح الهدنة وقدمت ردها وأن الكرة الآن في ملعب إسرائيل.
وقالت هيئة البث، بشأن خطة نتنياهو لتقديم الصفقة للجمهور، إن الهدف هو تقديم الهدنة ليس كتسوية ولكن كصفقة مفيدة لإسرائيل.
من جهته أبدى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير معارضته للاتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، وذلك بعد موافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من حيث المبدأ.
ووصف بن غفير عبر منشور له على موقع “إكس” الاتفاق مع لبنان بـ “خطأ كبير” مشيراً إلى أنه يجب ان تستمر الحرب حتى النصر الكامل، حسب تعبيره.
يأتي ذلك في أعقاب لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي دان شابيرو لبحث الاتفاق مع لبنان.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس أبو صعب إن التصعيد الحالي من جانب إسرائيل هو بغية الضغط للحصول على تنازلات من لبنان، مع جدية المفاوضات حسب تعبيره.
وعبّر أبو صعب عن تفاؤل حذر، مشيرا في الوقت ذاته إلى إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار بسبب ما وصفه بصمود الميدان.
وأشار نائب رئيس مجلس النواب اللبناني أيضاً إلى انتظار حذر بشأن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال أبو صعب في تصريحات له بعد انتهاء اجتماع هيئة مكتب المجلس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، إلى أن الاتفاق يُبنى على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي وضع حدا لحرب تموز عام 2006، مع وجود آلية الإشراف على التنفيذ بمشاركة فرنسا.
وقال مسؤول لبناني ثان طلب عدم ذكر اسمه إن بيروت لم تتلق أي مطالب إسرائيلية جديدة من الوسطاء الأمريكيين، والذين وصفوا الأجواء بأنها إيجابية
وأشاروا إلى “وجود تقدم”. وأضاف المسؤول لرويترز أن وقف إطلاق النار يمكن التوصل إليه خلال الأسبوع الجاري.
في أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل هجماتها على حزب الله في لبنان، مستهدفة قيادات الجماعة بضربات جوية وعمليات عسكرية أسفرت عن مقتل عدد كبير منهم، أبرزهم زعيمها السابق حسن نصر الله.
وأعربت واشنطن عن تفاؤلها بأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بات “قريباً”، مشيرة إلى أن المحادثات ما زالت جارية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الاثنين: “نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين من التوصل إلى وقف لإطلاق النار”، لكنه أكد عدم التوصل إلى أي اتفاق بعد.
من جانبها قالت الرئاسة الفرنسية إن المناقشات حول وقف إطلاق النار في لبنان “تقدمت بشكل ملحوظ”، داعية إسرائيل وحزب الله إلى اغتنام هذه الفرصة “في أسرع وقت ممكن”.
وأشار بيان للإليزيه إلى أن “المناقشات حول وقف إطلاق النار على الخط الأزرق تقدمت بشكل ملحوظ”، مضيفاً: “نأمل أن يغتنم أصحاب المصلحة هذه الفرصة في أقرب وقت ممكن”.
كما أعرب وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، عن “تفاؤله” بإمكان التوصل لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وخلال إحاطة صحفية، قال تاياني “أنا متفائل بشأن لبنان”، مشيراً إلى أن “الأمر أكثر تعقيداً مما هي عليه الحال في غزة”.
ودعا مسؤول في الأمم المتحدة، يوم الإثنين، الأطراف المعنية إلى “الموافقة على وقف إطلاق النار” في لبنان، حيث تستمر المواجهات بين إسرائيل
وحزب الله، وسط تقارير تشير إلى احتمال توصل الطرفين لاتفاق يستند إلى مقترح أمريكي.
وقال مهند هادي، متحدثاً أمام مجلس الأمن الدولي نيابة عن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند: “أشيد بالجهود الدبلوماسية المستمرة
لتحقيق وقف للأعمال القتالية، وأدعو الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار القائم على التنفيذ الكامل للقرار 1701″.
المصدر:وكالات