منذ إعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إعازه للجهات المعنية المباشرة بإجراءات “ضم” ضم الضفة الغربية لإسرائيل، وتوقعاته بأن عام 2025 سيكون عام الضم، كثرت التحليلات والمواقف حيال هذا التصريح. واعتبر كثير من المتابعين أن هذا الإجراء غير قانوني، وسيترتب عليه آثار سلبية على إسرائيل والمنطقة، فيما راح آخرون إلى اعتبار أن الضم سيتم بمباركة الإدارة الأمريكية الجديدة بإدارة ترامب.
منذ اندلاع الحرب في غزة، وسعت الحكومة الإسرائيلية من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وخصصت ميزانية ضخمة لأجل هذا الهدف من أجل تطوير شبكات الطرق الخاصة بالمستوطنات والبنى التحتية المطلوبة لعمليات البناء.
الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو وسعت أيضا عمليات مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة، وقامت بإنشاء مشاريع لجذب المزيد من المستوطنين إلى المنطقة، حيث رصدت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية مصادرة إسرائيل لـ24 ألف دونم من أراضي الضفة خلال 2024 وحده.
وفقا لما تم تسريبه من قبل الإعلام الإسرائيلي حول الخطة، سيتم ضم ثلاث مناطق رئيسية، منطقة الأغوار ومنطقة العزل الواقعة عند جدار الفصل والمستوطنات الواقعة بين غرب الضفة وشرقها (مثل تجمع أرئييل والمستوطنات في الأغوار).
كما سيتم ضم تجمع معالي أدوميم، الفاصل بين رام الله وسلفيت ويمتد حتى البحر الميت، وتجمع غوش عتصيون الفاصل بين الخليل وبيت لحم.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، خطة الضم جاهزة للتنفيذ، “في عام 2020، وفي إطار صفقة القرن التي وضعها الرئيس ترامب، وضع فريق الوزير ياريف ليفين (فريق القرن)، بالتعاون مع كبار المسؤولين الأمريكيين، أنظمة وأوامر وصاغ قراراً حكومياً حول هذا المخطط وقام بإعداد الخرائط والتعليمات واللوائح وحتى صياغة القرار الحكومي النهائي”.
وأضافت “شمل ذلك أيضاً طرق الوصول إلى المستوطنات، والخطة التي تنص على أن كل مستوطنة سيكون لها أيضاً منطقة توسع محتملة”.
يذكر أن مخطط الضم الإسرائيلي لا يشمل كل الضفة الغربية، ولو كان معنيا بمناطق واسعة منها، تحديدا المنطقة “ج”، وفق تقسيم اتفاقية أوسلو، التي تشكل ثلثي مساحة الضفة، بما في ذلك منطقة الأغوار التي تضم العديد من المستوطنات وتبلغ مساحتها 28% من مساحة الضفة.
وكان السفير الأمريكي المقبل إلى إسرائيل، مايك هاكابي، قد رجح موافقة واشنطن على خطة إسرائيل لضم الضفة الغربية، وقال في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء، إن إمكانية موافقة إدارة الرئيس ترامب على ضم الضفة للسيادة الإسرائيلية “وارد في الحسبان”.
وأضاف “لا أحدد السياسات بل أنفذ سياسة الرئيس ترامب، الذي أثبت بالفعل خلال فترة ولايته الأولى أنه لا يوجد رئيس أمريكي أكثر دعماً لترسيخ فهم السيادة الإسرائيلية… من نقل السفارة للقدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.. لم يفعل أحد أكثر من الرئيس ترامب، وأتوقع أن يستمر ذلك”.
المصدر: وكالات