بالصور.. وزير الخارجية يؤكد استمرار جهود مصر لوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين بقطاع غزة والضفة الغربية
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي استمرار الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
جاء ذلك ردًا على سؤال حول الجهود المصرية للوصول إلى تهدئة في غزة، وذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية، اليوم الأربعاء، مع نظيره الكاميروني لوجون مبيلا مبيلا.
وقال الدكتور بدر عبدالعاطي “هناك تعاون مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، ولكن المشكلة تكمن في غياب الإرادة السياسية لدى الطرف الإسرائيلي للتوصل لوقف لإطلاق النار”، مشيرا إلى تقديم العديد من المقترحات، والتي دائمًا ما تواجه صخرة الرفض الإسرائيلية.
وشدد على أن مصر لن تتوقف عن جهودها للعمل على حقن دماء الأبرياء من النساء والأطفال والشعب الفلسطيني بصفة عامة، موضحا أن مصر استضافت حوارًا فلسطينيًا لتشكيل لجنة مجتمعية من مهنيين من سكان القطاع ليس لهم أي انتماءات سياسية أو فصائلية للعمل تحت سيطرة الحكومة الفلسطينية، وأن يصدر قرار بتشكيل اللجنة بمرسوم من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتأكيد دور السلطة الفلسطينية، وأهمية وحدة الأراضي الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية.
وأضاف: أنه “من أجل استمرار الجهد المصري، فهناك شرطان، أولهما توافر الإرادة السياسية الإسرائيلية، وثانيهما أن تكون تتوفر الجدية من المجتمع الدولي المتقاعس الذي لا يقوم بدوره، خاصة من مجلس الأمن، حيث أن هناك انتهاكات سافرة لأبسط مبادئ القانون الدولي من جانب إسرائيل لا يحرك المجلس بشأنها ساكنا”.
ولفت إلى أن هناك قرارات غير شرعية يتم اتخاذها، مثل القرار الخاص بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والتي كان قد صدر قرار بإنشائها من الأمم المتحدة، ولا تملك أي دولة متفردة أن تعرقل عملها، حيث أن هذه الوكالة هي التي تقدم الدعم إلى اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مجددا التأكيد على أنه لا بديل عن (أونروا) والحفاظ على حق العودة وعلى التعويض المكفول دوليًا للاجئين الفلسطينيين.
وحول رؤية الكاميرون للسد الإثيوبي ومبدأ حق مصر في حصتها من مياه النيل، قال وزير خارجية الكاميرون “إن السد موجود على النهر، وهو نهر دولي، وبالتالي فإن المناقشات حوله يجب أن تتم في إطار الأمم المتحدة”.
وفي هذا الصدد، علق الدكتور بدر عبد العاطي قائلا “إن نهر النيل هو نهر دولي، كما أن هناك قانونًا دوليًا يحدد موقف الأنهار الدولية، ولهذا ذهبت مصر إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليضطلعا بمسؤوليتهما، لأن استمرار المشكلة يهدد الأمن والسلم الدوليين”.
وحول الخطوات التي اتخذتها مصر للمساهمة في دفع جهود التنمية مع دول القارة الإفريقية بشكل عام، والكاميرون بشكل خاص في إطار الاهتمام الرئاسي بتدعيم العلاقات مع دول القارة، قال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي “إن مصر بكافة مؤسساتها وبتوجيه واضح من الرئيس عبد الفتاح السيسي أنشأت آليات تم استحداثها في الفترة الأخيرة لمزيد من تدعيم العلاقات مع القارة الإفريقية بشكل عام، والكاميرون بشكل خاص”.
وأضاف: أن “هناك أولوية لتدعيم العلاقات مع الدول الإفريقية بمجالات التنمية، ومكافحة الإرهاب، ونقل الخبرات، وبناء القدرات ومكافحة الهجرة غير الشرعية ومجالات الاستثمار”، موضحا وجود ثلاث آليات جديدة ومستحدثة، منها تصديق الرئيس السيسي على القانون الخاص بإنشاء آلية لضمان الصادرات لإفريقيا، وهي آلية شديدة الأهمية لأنها ستقدم الدعم للقطاع الخاص، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة لتوسيع نطاق أعمالها واستثماراتها في دول القارة، فهي آلية تقدم الضمان لهذه الشركات لتغطية أي استثمار مهم ضد المخاطر السياسية، وستلعب دورًا في تعزيز العلاقات مع الكاميرون.
وبين أن الآلية الثانية هي آلية تمويلية برأسمال 100 مليون دولار من الموازنة المصرية لتمويل تنفيذ مشروعات تمويلية، ومنها مشروعات مائية بدول حوض النيل في دول الحوض الجنوبي، الأمر الذي يعكس حرص مصر الكامل على المساعدة في عملية التنمية، بما في ذلك إقامة السدود بدول الحوض الجنوبي.
ولفت وزير الخارجية إلى زيارته الأخيرة للعاصمة الأوغندية كمبالا، والتي كانت شديدة الأهمية، ولقائه بالرئيس الأوغندي، مشيرا إلى أنه اطلعه على هذه الآلية، والتي ستكون بداية لتعزيز التواجد المصري في دول الحوض الجنوبي.
وتابع: “مشكلتنا الوحيدة في الهضبة الإثيوبية هي وجود تصرفات أحادية تسبب ضررًا للجانب المصري، ولا تتسق مع قواعد القانون الدولي ولا تحترم حقوق مصر المائية”، مبينا أن الحكومة ورئيس الوزراء وافقوا على مضاعفة التمويل المتاح من جانب الخزانة المصرية للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وهي الأداة التنموية لوزارة الخارجية في القارة الإفريقية.
ونوه إلى أن وزير الخارجية الكاميروني أشار إلى دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في تقديم المساعدات، والمنح للطلاب في الكاميرون، ولأكثر من 55 دولة إفريقية.
وأوضح أن مضاعفة التمويل تتم بالعملة الصعبة ومن الخزانة المصرية؛ حرصا على إيلاء الأولوية الكاملة للتعاون مع الأشقاء في القارة الإفريقية، لافتا إلى أن ذلك ليس أمرًا مستغربا على مصر لأن لدينا مسئولية واضحة في دعم عملية التنمية بالدول الإفريقية في إطار التضامن الإفريقي؛ كما أن هناك مسئولية تشاركية مع الدول الإفريقية في دعم بعضنا البعض، وكذا في نقل الخبرات بمختلف المجالات.
وردًا على سؤال حول التعاون بين مصر والكاميرون بالقطاع الطبي وفرص زيادة حجم التبادل التجاري بينهما، قال وزير خارجية الكاميرون “مهتمون بتطوير التعاون مع مصر في القطاع الطبي والصحي”.. أما فيما يتعلق بالتبادل التجاري، فقد قرر الوزيران عقد منتدى اقتصادي.
وأكد وزير الخارجية الكاميروني أهمية عقد اجتماع بين المستثمرين من البلدين، مشيرًا إلى إمكانية تصدير المنتجات الكاميرونية المعروفة دوليًا، وذلك من خلال شركة مصر الطيران التي بإمكانها تسهيل التبادل التجاري بين البلدين.
وبشأن التعاون الرياضي، قال وزير خارجية الكاميرون “إن الدبلوماسية الرياضية مهمة مثل الدبلوماسية التقليدية”، داعيا إلى التفكير في تقديم تسهيلات للاعبين بمجال الرياضة.
وفي هذا الصدد، أعرب عن تقديره للاعب المصري العالمي محمد صلاح بطل إفريقيا ومصر، مؤكدا أنه يمكن العمل على إعداد أبطال آخرين، مثل محمد صلاح، وصامويل ايتو، وأن يكون هناك تبادل رياضي مشترك بين مصر والكاميرون.
وأعرب عن اهتمام الكاميرون بنقل سفارتها في مصر إلى العاصمة الإدارية، حيث قام أمس بزيارة العاصمة، مؤكدًا تقديره للرئيس السيسي لإقامة هذا المشروع الكبير، حيث تم تحديد موقع للسفارات الإفريقية والأجنبية في العاصمة.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور بدر عبد العاطي “إن مصر تقدم كل التسهيلات الممكنة لتسهيل سرعة انتقال جميع السفارات الأجنبية في مصر، والتي ستنتقل بلا استثناء، وكلما كان ذلك أسرع كلما كان المكان متميزا؛ لأن العاصمة الإدارية هي مدينة خضراء ذكية”.
وأعرب وزير الخارجية عن فخره وفخر مصر باللاعب العظيم محمد صلاح واللاعب الإفريقي روجيه ميلا، مؤكدًا أن الرياضة تعد مجالًا مهمًا للتعاون.
المصدر : أ ش أ