ثمن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط.
وأعرب وزير الخارجية الإسباني، في كلمته خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، عن شكره وتقديره لعبد العاطي على كرم الضيافة وعن سعادته بالتواجد في مصر، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الطيبة بين البلدين، التي تشهد قوة أكبر من ذي قبل، خاصة في هذه المرحلة التاريخية الهامة لمنطقة الشرق الأوسط، وقال “نحن نعتبر مصر دولة حليفة في البحر المتوسط، ونعترف بالدور الهام الذي تقوم به في الشرق الأوسط وإفريقيا”.
وأضاف “لقد تحدثنا عن الوضع الراهن، وسوف نلتقي مع وزير الخارجية قريبا في برشلونة وستكون فرصة جديدة للحوار لنعيد التفكير في شكل السلام والتفاوض والتفكير في أوضاع الشرق الأوسط”.
وأكد أن مصر وأسبانيا لديهما رؤية مشتركة للعمل معا من أجل السلام ووقف التصعيد والعنف، مشيرًا إلى الجهود المشتركة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن ودخول المساعدات الإنسانية.
وأشاد خوسيه بالدور الوسيط الذي تلعبه مصر، مثمنًا جهودها في تعزيز التعاون والتوصل لاتفاق لوضع حد لهذا الصراع والعمل على تحقيق الاستقرار والحلول السياسية التي تستند إلى مبدأ حل الدولتين، مضيفا “يجب علينا أن نفرض وضع الدولتين، وأن تكون دولا قابلة للحياة والأمان، واليوم نتقاسم مع مصر ولم نتنازل عن تطبيق حل الدولتين”.
ولفت وزير الخارجية الإسباني إلى أننا نؤيد كل المبادرات الطبية التي تقوم بها مصر من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان والاستقرار في المنطقة، وهذا ما تعمل من أجله إسبانيا أيضا، موضحا أن مصر وإسبانيا تعملان من أجل الدفاع ومساعدة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن العديد من الأطفال الفلسطينيين سافروا إلى إسبانيا للحصول على العلاج الطبي، كما أرسلت إسبانيا 4 أطنان من المساعدات الطبية إلى مصر دعما لجهودها في المجال الإنساني.
وأشار إلى أن العمل الذي تقوم به إسبانيا يمتد إلى المساندة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وهي وكالة لا غنى عنها ولا يمكن استبدالها من أجل مقاومة هذه الأزمة ومن أجل 6 ملايين فلسطيني في العديد من دول المنطقة، منوها بأن إسبانيا قدمت منذ 7 أكتوبر العام الماضي 43 مليون يورو للأونروا، وقال إننا نحافظ على الدعم السياسي في هذه الظروف التي تعاني منها الوكالة الأممية، وأكد التزام بلاده بدعم لبنان، موضحا أن لبنان دولة ذات سيادة، ومطالبا بوقف العنف وتطبيق القرار 1701 ووقف إطلاق النار، ولفت إلى أننا مع لبنان وغزة أيضا والتزمنا بتعزيز المساعدات من أجل ألا تنتقل هذه الحرب إلى مشاهد وسيناريوهات أخرى في الشرق الأوسط.
وردا على سؤال حول أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان وإمكانية تطبيق القرار 1701.. قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، “لقد طالبنا بوقف إطلاق النار منذ اللحظة الأولى، خاصة عندما نتحدث عن لبنان وهي دولة ذات سيادة”، وأضاف أن القوة العسكرية لا تضمن الأمان، والحل الوحيد من أجل السلام في الشرق الأوسط هو ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الهجوم على المنشآت المدنية هو ضد حقوق الإنسان ولابد من السماح بدخول المساعدات الإنسانية..مشيرا إلى أن السلام من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية ولديها ميناء في غزة، وبالتالي هذا سيسمح بتحسين علاقات الدول العربية مع إسرائيل.
ولفت إلى أن علينا أن نقدم الدعم للبنان في هذه المرحلة، منوها بأن بلاده قدمت مساعدات إضافية بـ30 مليون يورو، وأشار إلى دراسة بلاده تدعيم الجيش اللبناني، وقال إن قوات اليونيفيل وهي الآن تحت قيادة قائد إسباني لن تنسحب، ونحن نطالب إسرائيل بوقف الاعتداءات على هذه القوات.
من جانبه، عقب عبد العاطي بأن غطرسة القوة لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار، وأن السلام لن يمكن أن يتحقق بدون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية، وقال إن الجهود المصرية لم تتوقف، وأن مصر استضافت وفدي حركتي فتح وحماس حتى يمكن تحقيق الحد الأدنى من التفاهم بين الفصائل الفلسطينية.
وأضاف أنه تحدث مع وزير الخارجية الإسباني حول الاتصالات المصرية المكثفة مع الأطراف الإقليمية، “السعودية وقطر والإمارات والأردن وفرنسا والاتحاد الأوروبي”، وهناك زيارة لوزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى مصر غدا وذلك في إطار الجهود المصرية لمنع التصعيد.
وحول القرار 1701.. قال الدكتور عبد العاطي إن البيئة مواتية لتنفيذ هذا القرار، والمهم توافر الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي، ولابد من وقف إطلاق النار حتى يمكن تنفيذ القرار.
وأضاف أنه تحدث مع رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي والقيادات اللبنانية وكلهم أجمعوا على الاستعداد لنشر الجيش، ولكن لابد من وقف إطلاق النار أولا .
المصدر : أ ش أ