يعقد مجلس الأمن الدولي ظهر، اليوم الأربعاء، (بتوقيت نيويورك) جلسة إحاطة ومشاورات بشأن الحالة الإنسانية في قطاع غزة؛ في إطار مناقشة «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين».
وأوضح بيان صادر عن مجلس الأمن أن الجزائر وسلوفينيا طلبتا الاجتماع بدعم من فرنسا، ومن المتوقع أن تقدم مديرة شعبة التمويل والشراكات التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوتين، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليب لازاريني، إحاطة إعلامية.
وذكر البيان أنه أكثر من عام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، ووفقًا للأرقام التي قدمها مسؤولون فلسطينيون في غزة، استشهد بها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه حتى 4 أكتوبر الجاري، قُتل ما لا يقل عن 41 ألف فلسطيني خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفقد آلاف آخرون ومن المحتمل أن يكونوا محاصرين تحت الأنقاض.
وتابع إنه بينما يتحول جزء كبير من اهتمام العالم إلى التطورات في لبنان، لا تزال التقارير تفيد بوقوع قصف إسرائيلي من العمليات الجوية والبرية والبحرية والبرية في جميع أنحاء قطاع غزة، وتم قصف مناطق واسعة من غزة، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية، على الأرض، حيث يقدر أن حوالي 63 في المائة من إجمالي المباني في قطاع غزة قد دمرت أو تضررت أو ربما تضررت، وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص نزحوا في جميع أنحاء قطاع غزة.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه “الأونروا” ستكون محور جلسة اليوم، ويتحدث المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليب لازاريني، عن آخر المستجدات بشأن دور الأونروا في توفير المساعدة الغذائية والرعاية الصحية والخدمات الأخرى، فضلا عن الآثار المدمرة للصراع على عمليات الأونروا، ومن المقرر أن يعرب لازاريني عن قلقه إزاء التقدم بمشروعي قانونين يتعلقان بالأونروا في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، ومن شأن التدابير الإسرائيلية ألا يسمح للأونروا بمواصلة العمل في غزة، ويمثل “ضربة مروعة للاستجابة الإنسانية الدولية في غزة”، فيما لفت بيان مجلس الأمن إلى اتهام الحكومة الإسرائيلية موظفي الأونروا بالتورط في هجمات 7 أكتوبر العام الماضي.
وأشار مجلس الأمن إلى مناقشة “الضربات المميتة” من قبل إسرائيل على ملاجئ النازحين داخليًا في غزة، بما في ذلك المدارس، حيث أصيبت ست مدارس على الأقل تأوي نازحين؛ مما أدى إلى وفيات متعددة، بما في ذلك النساء والأطفال، وذلك وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في 4 أكتوبر الماضي، فيما تستمر هذه الضربات في نمط موثق من قبل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث ضرب الجيش الإسرائيلي 14 مدرسة على الأقل في غزة في سبتمبر، كما أعتبر المكتب أنه «بصرف النظر عما إذا كانت العناصر المسلحة الفلسطينية موجودة في هذه المرافق، فإن المعدل المرتفع للخسائر في صفوف المدنيين الناتج عن ذلك يجعل من الصعب تصور أن هذه الضربات تتناسب مع مبادئ القانون الإنساني الدولي».
ويناقش مجلس الأمن اليوم القيود المفروضة على إيصال المعونة الإنسانية إلى غزة، إذ أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه حتى 27 سبتمبر الماضي، كانت نسبة 87 في المائة من حركات المعونة بين شمال غزة وجنوبها التي تم تنسيقها مع السلطات الإسرائيلية قد رُفضت أو تم عرقلتها، كما يناقش المجلس حملة التطعيم ضد شلل الأطفال الجارية في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، يناقش مجلس الأمن المخاوف المستمرة بشأن الآثار غير المباشرة للصراع في غزة، نظرًا للقتال المتصاعد بين إسرائيل من ناحية وإيران وحلفائها (حزب الله والحوثيون) من ناحية أخرى.
كما يناقش المجلس التصعيد في المنطقة خلال جلسة إحاطة ومشاورات، فيما يكرر أعضاء المجلس دعمهم للأمين العام أنطونيو جوتيريش، بعد إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي أن جوتيريس «شخص غير مرغوب فيه» في إسرائيل لعدم إدانة هجوم إيران على إسرائيل بصورة واضحة.
المصدر : أ ش أ