بالفيديو.. وزير الخارجية: هناك تطابق كامل في الرؤى مع الأردن في التعامل مع أزمات المنطقة
أكد وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، أن المباحثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، تضمنت تبادل الرؤى حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وقد عكست هذه المحادثات تطابقا كاملا في الرؤى حول كيفية التعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها الحرب الغاشمة على قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، علاوة على العدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق والتصعيد الذي ترتب عليه.
وأشار عبدالعاطي، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى أن هذه زيارة وزير خارجية الأردن إلى القاهرة تأتي في ظل تحديات جمة تمر بها منطقتنا العربية بما يستلزم مزيدا من التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين الشقيقين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية لمواجهة تلك التحديات وإيجاد حلول للأزمات السياسية والأمنية المتفاقمة التي تشهدها المنطقة خلال الآونة الأخيرة.
ونوه إلى أن المباحثات مثلت فرصة جادة لتأكيد محورية العلاقات الثنائية التي تجمع بين مصر والأردن دولة وشعبا تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني، حيث أكدنا على تكثيف وتيرة التعاون الثنائي بمجالاتها المختلفة بين البلدين وتفعيل كافة مجالات التعاون المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة والتي استضافت القاهرة دورتها الثانية والثلاثين في مايو 2024.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن المباحثات شهدت استعراض ما تقوم به مصر والأردن من تكثيف للاتصالات الدولية مع أطراف الصراع أو مع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة والتي سبق وتم التحذير مرارا من تداعياتها الكارثية غير المسبوقة على المنطقة.
وأشار عبدالعاطي إلى أن المباحثات تطرقت إلى تضامن مصر والأردن الكامل مع الدولة والشعب اللبناني الشقيق في ظل ما يمر به لبنان من ظرف دقيق ينال من سيادة أراضيه بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدن اللبنانية والعدوان على شعبه الشقيق الذي أدى إلى سقوط وجرح المئات من الضحايا الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال.
ولفت وزير الخارجية إلى أن المباحثات شهدت التأكيد على الأهمية البالغة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان فورا وإفساح المجال لتسوية سياسية عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل ودون انتقائية وهو ما قبله لبنان وأعرب عن استعداده لتنفيذه فورا.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن المباحثات شهدت تطابق في الرؤى حول أهمية تمكين ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية والعمل على الحفاظ عليها وذلك ف إطار القرار اللبناني الوطني، فضلا عن التأكيد على الأهمية البالغة للحفاظ على قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة وعدم المساس بها.
وأشار عبد العاطي إلى أن المباحثات شهدت الاتفاق على أهمية استمرار الجهود العربية من أجل وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع والعدوان على المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأهمية حث المجتمع الدولي على عدم الاكتفاء بالإدانات الجوفاء في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من نزيف للدماء لا يتوقف في ظل الانتهاكات الإسرائيلية السافرة.
ولفت إلى أن المباحثات شهدت التشديد على الرفض الكامل والمطلق للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف فرض أمر واقع جديد على الفلسطينيين يضطرهم للنزوح من أراضيهم المحتلة وبما يؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، مشيرا إلى أن ذلك يعد خط أحمر لكل من مصر والأردن ولن يتم السماح بحدوثه.
وقال عبد العاطي أنه تم خلال المباحثات التأكيد على خطورة الوضع الإنساني المتردي في غزة عقب مرور عام من العدوان الإسرائيلي والذي أدى لسقوط أكثر من 41 ألفا من الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال ووجود الآلاف تحت الركام فضلا عن تشريد ونزوح أكثر من مليون 700 ألف فلسطيني داخل القطاع بما يمثل أكثر من 80% من سكان القطاع وتدمير معظم البنى التحتية بسبب آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي لم تتوقف حتى الآن في إزهاق المزيد من الأرواح.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي أن المباحثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، شهدت الرفض الكامل لسياسة الحصار والتجويع الإسرائيلية التي تفرضها على أهل غزة، وإدانة سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح فضلا عن التواجد العسكري والاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا والذي تسبب في توقف تدفق المساعدات الإنسانية وعبور الأفراد وزيادة المعاناة الإنسانية في القطاع.
وأشار إلى أن المباحثات شهدت إدانة المزاعم الإسرائيلية التي تستهدف التنصل من مسئولية عرقلة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتحذير من إمعان إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلا عن التشديد على ضرورة وقف كافة الممارسات العدوانية في الضفة الغربية وإجبار أهالي الضفة على النزوح من القرى إلى المدن وأهمية التوقف الكامل عن هذه الممارسات العدوانية وغير القانونية.
كما شهدت المباحثات إدانة للانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس الشرقية والتي تستهدف النيل من الوضع القانوني والتاريخي القائم وفرض واقع جديد ينال من عروبة المدينة، فضلا عن رفض استمرار سياسة الاقتحامات التي تقوم بها التيارات الاستيطانية المتطرفة لباحات الحرم الشريف والمسجد الأقصى.
وأكد عبد العاطي دعم مصر الكامل للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مثمنا الدور البناء الذي تقوم به الأردن وهيئة الوقف الأردنية في حماية الهوية العربية لمدينة القدس، مجددا الدعوة للقوة القائمة بالاحتلال إلى الالتزام بترتيبات الوضع القانوني والتاريخي القائم للمسجد الأقصى المبارك.
وقال عبدالعاطي إن المباحثات شهدت التشديد على ضرورة استمرار الدعم الكامل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” والأهمية البالغة لعدم تسييس ولاية الوكالة في دعم ورعاية اللاجئين الفلسطينيين، معربا عن الإدانة المطلقة لكافة الممارسات الإسرائيلية بما في ذلك قرارات الكنيست الإسرائيلي التي تنال من دور الأونروا، مؤكدا أن هذه القرارات تعتبر هي والعدم سواء، محذرا من الانزلاق لهذا المنحنى أمام المساعي الإسرائيلية الهادفة لتفكيك الوكالة وتقويض دورها في محاولة يائسة للانقضاض على حق العودة الذي تكفله المواثيق الدولية للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المباحثات شهدت الاتفاق على أهمية استمرار الجهود في حث دول العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية والدفع بمنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدا أن الاعتراف بفلسطين يعد أحد أهم محددات تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام في المنطقة لضمان أمن واستقرار الشعبين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشاد عبد العاطي في ختام كلمته بالعلاقات التاريخية التي تجمع مصر والأردن، وبمستوى التنسيق في كافة المجالات، معربا عن تطلعه لاستمرار التشاور مع نظيره الأردني خلال الفترة القادمة.
المصدر: أ ش أ