أعاد ما حدث في لبنان، أمس الثلاثاء، من انفجارات غامضة ومفاجئة طالت آلاف أجهزة النداء المعروفة بالبيجر والتي يستعملها عناصر حزب الله، وأوقعت آلاف الإصابات، الأنظار إلى احتمال شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة شمالاً، خصوصا مع زيادة التوتر على الجبهات.
فقد اتضح أن إسرائيل قررت تفجير أجهزة “البيجر” في هذا الوقت تحديداً، بسبب مخاوف من اكتشاف الجماعة لعمليتها السرية، حسبما قال 3 مسؤولين أمريكيين لموقع Axios.
وأضاف مسؤول إسرائيلي مطلع على العملية، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة البيجر المفخخة التي تمكنت من زرعها في صفوف عناصر حزب الله، كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة لمحاولة شل الجماعة.
وأكد أن القادة الإسرائيليين باتوا في قلق خلال الأيام الأخيرة، من أن حزب الله قد يكتشف أجهزة البيجر، ولهذا قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وكبار وزرائه ورؤساء قوات الدفاع الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات استخدام النظام الآن بدلاً من المخاطرة باكتشافه من قبل الجماعة في لبنان.
كما ذكر التقرير أن كبير مستشاري الرئيس بايدن عاموس هوكشتاين عندما زار إسرائيل، يوم الاثنين، كان نتنياهو ووزير دفاعه غالانت ومسؤولون كبار آخرون منخرطين في ساعات من المشاورات الأمنية حول قضية تعرض العملية للخطر، في إشارة منهم إلى تفجير “البيجر”.
كذلك وصف مسؤول أميركي السبب الذي قدمته إسرائيل للولايات المتحدة لتوقيت الهجوم، بأنه “لحظة يجب استغلالها وعدم تفويتها”، بحسب الموقع نفسه.
وشدد على أن الإسرائيليين عندما التقوا هوكشتاين لم يعطوه حتى تلميحا عما كان يجري خلف الكواليس.
ووقع الهجوم في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل وحزب الله، والتي يخشى المسؤولون الأميركيون بشدة أن تتحول إلى حرب شاملة.
وفي فترة ما بعد الظهر يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، قبل عدة دقائق من بدء انفجار أجهزة النداء في جميع أنحاء لبنان، اتصل غالانت بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وأخبره أن إسرائيل على وشك إجراء عملية في لبنان قريبا، لكنه رفض إعطاء أي تفاصيل محددة.
وتابع المسؤول أن الإسرائيليين لم يخبروا الولايات المتحدة بتفاصيل العملية، لافتا إلى أن مكالمة جالانت كانت محاولة لتجنب إبقاء الولايات المتحدة في الظلام التام.
مع ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يرون مكالمة غالانت بمثابة إشعار مسبق جاد.
في حين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين : “لم نكن على علم بهذه العملية ولم نشارك فيها”.
يذكر أن هذا الاختراق أتى بعدما ذكرت مصادر لبنانية مطلعة قبل أشهر (منذ يوليو الماضي) أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عددا من كبار قيادييه في الفترة الماضية.
ومثل هذا الهجوم الدقيق باستخدام أدوات قديمة إلى حد كبير، نجاحاً كبيرا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في نهاية يوليو الماضي في طهران.